السلام عليكم إحبتي في الله
كثير ما استهزأت من نفسي عندما أقف أمام إنجازاتنا ! عفوا انكساراتنا ، إلى طرح السؤال المركزي ؛ لماذا لا تخرج الصورة التي نسوقها عن أنفسنا عن نمطية البطن والفلكلور ؟وبالمناسبة السؤال فالطنجية الأخيرة التي دخل بها المغرب لموسوعة غينيس للأرقام القياسية ،وبعد أكبر قصعة كسكس بالعالم جاء دور الطنجية لتدلو بدلوها ، وتساهم في الكشف عن معالم إنسان بدائي أكول ينام في الكهوف ، في وقت تتحرك فيه عجلة الابتكار والاختراع في أقطار أخرى انسجمت مع فلسفة التغيير ...
العجيب في الأمر أن التفاعل الذي يبديه جل المتتبعين ، أفرادا ومؤسسات ، تفاعل يزخر بحقائق موجعة لا تختلف عن لسعات العقارب ولا لدغات الثعابين ...
وبين قصعة الكسكس والطنجية المغربية يرقد إنسان الكهف المغربي ؛ ذلك الإنسان الذي تستهويه الطنجية بسحرها الذي لا يقاوم ! ذلك المتفنن في فنون الطبخ ! ذلك الراقص في ساحة جامع الفنا بمدينة مراكش أمام أنظار السياح ! ذلك البارع في ترويض الثعابين والقردة!!!
أما المؤسسات ، وأي مؤسسات تلك ؟ فإن الذي يشاهد حملاتها الدعائية للمغرب ولجمال طبيعته وعجائبية شعبه سيتمنى لو أن التاريخ كان قد توقف بنا قبل أن نصل إلى ما نحن عليه من قذارة ! فقد بات واضحا أن صورة المغربي بالخارج أصبحت مقترنة بالتخلف والرجعية والانتماء إلى العصر الحجري وممارسة طقوس البدائية ، وذلك ما نلمسه في الصورة التي يتم التسويق لها للمغرب سياحيا ، وأي صورة هاته ؟ صورة تستفز وجدان الإنسان ، تهين العقل وتدوس على تاريخ البلد وأمجاده ...فلترحمونا من حديث الكسكس والطنجية رجاءا ...والفداحة هاته لا يختص بها المغرب وحده فقد شملت أكثر البلدان العربية التي أنساها البذخ عقلها فراحت تبحث عن السفر إلى الكواكب وهي لا تدري كيف تصنع حصيرا
وتقبلوا تحيات عبد العزيز