ملابس العيد

ملابس العيد
وقف فى الشرفة يرقب أقرانه وهم يلهون فى الشارع يتغنون بأغنية العيد وراح كل منهم يصف ملابسه الجديدة التى اشتراها بزهو وفخار تلمع أعينهم من الفرحة ...سمع صوت امه تناديه فهرع اليها ..
لماذا لا تذهب الى عمك ليشترى لك ملابس العيد كما وعدك ..تتراقص الفرحة فى عينيه يسرع الى الباب دون ان يجيبها ..يجرى الى دكان عمه القريب تسبقه فرحته ..
يحس انه يطير تحمله أحلامه فوق جناحيها .. سيشترى ثوبا جديدا سيختار ثوبا أحلى من ثوب على ..وأغلى مما اشتراه ياسين ..ويتبختر به مزهوا .. ..
يدخل دكان عمه وما ان يبصره الرجل حتى يعبس وجهه الشمعى و يصرخ فيه متبرما ..يا فتاح يا عليم ...خيرا ..ما الذى أتى بك الى فى هذه الساعة .. ؟؟
تصدمه مقابلة عمه ..يفزعه الشرر المتطاير من عينيه ..يتلعثم..يتوسل الى الكلمات ان تسعفه .. ينحبس صوته فى جوفه يعانده فلا يبارح صدره .. يصرخ فيه الرجل ..انطق هل اكل القط لسانك .. ماذا تريد.. انا مشغول قل شيئا او انصرف ..
لقد اتيت.. لتشترى ...لى ملابس العيد..كما وعدتنى ..
يقترب الرجل منه...انتفخت اوداجه واحمرت عيناه ..تراجع الصبى مذعورا الى الخلف .. يلحق به عمه ..يمسك بتلابيبه ..يهز جسده الناحل ..وهو يصرخ فيه كالثور الهائج ..
انصرف عليك اللعنة ..لم اشتر ملابس العيد لأطفالى بعد حتى أشترى لك.. اذهب من هنا ايها المعتوه... اغرب عن وجهى ..لم يكن ينقصنى الا انت ..
ظل الرجل يرغى ويزبد ...وانصرف الصبى تلاحقه الشتائم والسباب ..يسد أذنيه حتى لا يسمع شيئا .. .يتساءل فى مرارة ..لم اطلب منه شيئا هو الذى وعدنى ..لما اخلف وعده ..!!
يعود الفتى الى بيته ....تنهمر دموع القهر على وجنتيه ..تراه أمه تحس دموعه نارا تلفحها تكوى فؤادها ..تفتح ذراعيها يختبئ فى احضانها.. يبكى مقهورا فيرتجف قلبها .. تحتضنه وتهتف ملتاعة .. ما بك يا حبة القلب ماذا حدث ؟؟
هل ضربك الولد خالد ثانية والله ل..
رفض عمى ان يشترى لى ملابس العيد ..ونهرنى و....وسبنى بأبى..
تصرخ الام فى لوعة وأسى ..لا بارك الله له ...لم نطلب منه شيئا بل هو الذى وعد ..لا تحزن يا عمرى .سوف أشترى لك ثوبا لم يرتديه أحد من قبل.. سأشترى لك كل ما تريد ...سأجلب لك نجم السماء لو تطلب ... ولكن لا تدع حبات اللؤلؤ تتساقط على الوجنتين ..فما أغلاها ..
تدخل الأم الى حجرتها ..تفتح دولابها تصدر ضلفة الدولاب صريرا مزعجا .. تحتج بشدة على ما ستفعله الام ..تفتح صندوقا قديما تنفض عنه الغبار .. تخرج منه علبة تفتحها ..ترنو الى الخاتم النائم بها منذ سنين تنسكب دموعها وهى تنظر الى صورة زوجها ..سامحنى لم يعد أمامى طريق آخر سأبيع الغالى من أجل الغالى ..سامحنى ..
تصحب صغيرها تدعه يختار ما يحلو له ...كل لمحة فيه تنطق بالسسعادة ..يحتضنها بقوة .. تفتح كيس نقودها ..تحصى النقود الباقية ..لا تكفى لشراء دوائها ..ترمق طفلها يحجل بقدمه فى سعادة وحبور ينظر اليها تملئ ضحكاته الآفاق ..تهمس لنفسها ..لا بأس ..فى ضحكاته .. دوائى..


متاني مشاركاتكم على الموضوع شنو ريكم بة
اتمنة ان ينال اعجابكم
:1 (48)::1 (48)::1 (48)::1 (48)::1 (48)::1 (48):