بـ ــ ــ ــ ــ ــ ــوح اليـ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـاسـمـيــــن

هنــاك فـي تـلــك الـمـســــــاحـة الـخـضــــــراء ...
وفـي وسـط روضــة غــنــاء
بـجــانــب الأشـجــار الكــبـيـرة والـزرع الصـغـيـر

تـتـدلـــى زهـــــرة
يــ ـــ ـــ ـــ ـــاسـمـيـ ـــ ـــ ـــ ــن ..

يـــاللــــــــــــه مــا أروعـه من مــنــظـــر
عطرها يفوح بعبق ذكريات جميلة
مـسـكـتـنـي مـن يـــدي وحــمـلـتـني إلــى هـنـــــــــــــاك حـيـث أحـــلامــي


يـاسـمـيـن
فـي أغـــــصـانـهــا وجــد الـمـحـبــيـــــن
وعلى أوراقـهــا هــيـــــام الـعـاشـقـيــــن
وبـيـن بـتـلاتـهـا صفـــاء الـعـالـمـيــــــن
الوفـــــــاء والنقـــــــــــاء الأبيض ..
والتألق والشعاع الأصفر ..
محفوف بالأمــــــــل الأخضر
تلك الياسمينة
أخذت تحكي لي ألف وألف حكاية ..
لـم تـسـتـنـشـق يـومـا ً عـبـيـرا ً إلا عـبـيـرهـــــا
لـم تــعـرف شــذا ً إلا شــذاهــــــــــا
لا زالـت فــي عـنـفـوان شـبـابــها ..
لا تــعــرف أن الــعــبــيـر و الشـذى أنــواع ولـيـس كلـه كأريـجـهــا
..

قـد سـمـعـت أزمـانــا ً وأزمـــان عـن نـســيـم حـــــب يـــــعـم الأركــــــــان ..
لـم تـحـــــاول أن تـعـرفـــه أبــدا ً فــهـي لا تـحـب أن يــصـيـبـهـا الـهـذيــــان..
ويـومـــــا ً - مــصادفــة - كانــت مـع شـذى الـكـــــادي عـلـى مـيــعــــــاد
.


غـصـن مـن الـكـادي بـعـيـــــــــد إلا أن عـطـره كـان قـريـــب ..
و كـأن الـكـون قـد زُوي َ بـيـنـهـمــا فـلـم يـبـقـى إلا زهـرة يـاسـمـيـن وغـصـن كــــادي لا غــيــر ..

لـم تـكـن تـدرك لـحـظـتـهـا أنـهـا تـشــم أريــجـــا ً أخـّّــــــــآذ وهـي الـمـغـرمــة بــكل مـــا هــو أخــــــــآذ ..



فــعــزف الـكــادي عــطــره لــحـــنــا ً ثــم أطــربــــهــا ..
و أســـمـــاهـــا فــي لــــحــنــه يـــــــاســمـيــن الـــــــروح ..
فــأســـمـــتـــه فـــي سـرهــــا روح اليـــــــــــــــاســـمـــيــن
و أقــســمــت إذ فـــاح عـبـيـره أن لـو كـانـت تـمــلك خـيــانـة كل مــن فـي الــدنـيـــا
وجـــحــودهــــم مـــا كـانــت لــتـنـسـى عــبــق ذلـــك الأريــــــــج ..



لكنها اسـتـدركـت فـي حـيـنـهـــــــا و رنــــــــــــت بــطـرفـهـا ثـم قـد هــتـفــت ..
كــفــانــــي أيـهـا الكـــــادي كـــفــــانــــي .. فــــبــــأريــــجــك هــــــــــام وجـــدانـــي ..
فــإن كـنـت َ قـد أســديـــتَ لــي عــطـرك ... فــلـك ســأســدي كـل دعــــــــــــواتـــــــي ..
لــكـــنـــي آثـــــرت ُ أن أبــــقــى بــعــيـــــــدا ً .. هـنــــــا حــيــث أغـــصــانـــــــــي ..


بــعــده ...
أصـبــحــت كــطـــــائــر بـــلا جـنـــــــــاح ..
يــحــلـق عـالـيـــا ًً بـــــدون انـــطـــــراح ..
يـبـحـث عــن مــأوى حـتى يــــرتـــاااااح ..

ثم أودعــت عــطــره و طـــوق مـن الــيــــــاســمــيـــــن فــي ذاكـــرتــها بـــصــنـــدوق فــــولاذي
و أحـكـمــتــه بـمــلــصــق (( غــير قــابــل لـلـنــسيان ))



و تــســاقـطـت قـطـرات الـنـــدى مــن بــتــلاتـــهـــا لا شــعــوريــا ً
وهــمــســت
( فـلـلـيـــــاســمـــيــــن بـــــوح عــــجــيـــب ) :-
خـجــلــت ُ أن أبــوح - مــن قــبــل -
أحــبــبــتــك !!



وتـقـبــلــوا تـحـيـــاتـي .. ودمــــــــتم بـــود ..