الرَّابِعة بَعْدَ مُنْتَصَفِ المَطَر فَاحَتْ مِنِّي رَائِحَةٌ الانْتِظَار فِي كُل حِينٍ أَنْتَظِرُ مَوْعِدَك ليَصِلَ القِطَار يَهْطِلُ المَطَرُ إِلاك, فِي كُل وَجَعٍ أَظَنُّ أَنَّ النِّهَايَاتَ تَقْتَرِب وَأَنَّ لِقَاءكَ قَرِيب .. تُجْهِضكَ الأفْرَاحُ وَتُمْطِرنِي غِيَاب!, أَجْمَعُ شَتَاتِي / ذِكْرَيَاتِي / أَحْلامِي, المَاضِي وَأَنْتَ الآتِي مِنْ بَعِيد لتُزْهِر بِحُضُوركَ حَيَاتِي . أنَامُ عَلى وِسَادة مِنْ سَمَاء لا أَكُف عَنْ الأحْلامِ وَتَخيُّل الهَارِبين عَنْ وَطِنِي قَدْ عَادُوا بِحبٍ أَكْبر. أحْلامِي قِطَعٌ ثَمِينة لـا أَبِيعُهَا بِثَمْنٍ بَخْسٍ فِي مَزَاد, وَمَشَاعِري التِّي أُمْلِيهَا عَليْك يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيء لَوْ لَم تَمْسَسْه نَار .
فِي كُل مَرَّة تَؤوب فِيهَا أُقَرِّر البَوْحَ -بِحبِّي-وَيَنْتَهِي قَرارِي بِابْتِلاعِ غُصَّةِ خَوْف / حَيَاء وَتَزِيد فَتَقْتُلنِي بِحَدِيثكَ عَنْ أُخْرَى, كَانَ عَليَّ أَنْ أَكُون أَكْثَرَ حَذَرًا, أَكْثَرَ فِطْنَةَ, أَكْثَر تَحْصِينًا لقلبِي مِنْ وُلوجِ حُبٍ إليْه هُو -أَنْت-!! أَعْلَمُ يَقِينًا أنَّكَ تُحِبُّ قُرْبِي / صَوْتِي / النَّظَر إِليّ / البُكَاء بَيْن يَدَّي / أنَا, وَمَع ذَا تَعْشَقُ عِنَادِي, وَتَفْعَل الأفَاعِيل لتَرَى كَمْ مِنْ الحُبِّ أُكُنِّه لَك وَكَمْ مِنْ الغِيرة سـأفْتَعِل حِين تُحدِّثُنِي عَنْ أُخْرَى !
لَيْسَ وَقْتَه أنْ تُحدِّثَنِي عَنْ مُغَامَرَاتِك فِي الوَقْت الذِّي أهمِّ فِيه للبَوح بِحبُّي, وَلسْتُ الأنْثَى المُتَبَّجِحة التِّي سَتُمْلِي عَليْك .. " أَيْن كُنت؟ وَعمّن تَتَحدَّث؟ وَإِلام؟ ", بِالله غَادِر اللحظَةِ إِنْ شِئْت أَوْ اصْمُت فالصَمْتُ هُروب أَنِيق مِنْ هَذِه الفَوْضَى التِّي تَفْتَعِلُهَا كُل حِين .
الجُروح التِّي وَظِيفَتُهَا مُبَاغَتَةٌ أَفَرْاحِي دَائمًا تَأْتِي فِي أَوْقَاتٍ لاتَلِيق. غَادِر فَأَنَا أَحْتَاجُ غِيابِكَ حتَّى أتعدَّى مَرْحَلة القَسْوَة المُحِيطَة بِمَشَاعِري, أَحْتَاجُ أنْ تَنْسَانِي وَيَنْسَانِي الجَمِيع وَقْتمَا أَكُون مُمْتِلئَة بِالبُكَاء / عَانِقْنِي للحَظَات وَارْحَل بِهُدُوء !!
لا أَكُف النَظر صَوْب سَاعَتِي التِّي تَوقف عَقْرَبُهَا عَلى آخِر سَاعَةٍ تَهَاتَفْنَا فِيهَا, لأَسْألك بِالمُنَاسبة: كَيْف اعْتَرَضْت طَرِيقِي لأَقَع فِي قَلبك ؟ أُحَاوِل التَّجَرد مِنْكَ كُل حِين إِلا أنَّ إِيمَانِي بِحبّكِ قَويٌّ مَتِين, فأخْبرنِي أيُّ مَسَاحَةٍ تَرَكْتَهَا فِي قَلبْي حَتَّى صَار عِصيَّا عَلى أَي رَجُلٍ فِي الدُّنْيَا أن يَقْتَرِب مِنْهَا إِلا وَصَاح: لا مَسَاس !!
خَائِفَةٌ أنَا مِنْ أَحَادِيث العَاشِقِين,
أَصْمُت كُل حِين أَسْمَعُهم فِيه وَأُشيِحُ بِوَجْهِي نَحْو قلبك ليَسْألنِي بَعضُ الفُضُوليين إِلى أَيْن تسْرَحِين ؟
الهَوى يَا أنْت مَفْضُوح وَإِنْ تَسَتّر بِردَاء الذّكْرَى والحَنِين !
هَل تُصدِّقُ أنَّ القلبَ لا يَعْرِفُ طَرِيقًا إِلا إليْك, وَأنَّي كُلَّمَا أَقْسَمْتُ أنَّ لا أَكْتُبكَ تَهْربُ الحُروف مِنْك وَتَعُودُ إِليكَ, كَطِفْلٍ يَرْتَمِي فِي أَحْضَانِ أمِّه بَعْد غِيَابٍ ليْس طَوِيل, مُتَعَفِنٌّ جَسَدِي بِحبّك, ثَمِلةٌ يَدِاي مِنْ بَقَايَاك أَشتَّمَكُ فِيهَا كُل حِين. كَلِمَاتُك تَصِلنِي عَبْر بَحْرٍ مِنْ حُب جَوَازُه -الكَذِب- وَضريبَتُه التَصّدِيق, تَقْتُلنِي دَائِمًا دُون نَدَم / تَصْفَعُنِي فِي كِبْرِيائِي وَقَدْ أَسْقَيْتنِي ألمًا إِلى ألم. كَذِبُ العُشَّاقِ رَقِيق جِدًا والحُزْنُ فِيه طَوِيل وَجِدُ كِبير, وَرُغْمَ أنِّي أَتَجَرَّعُ الألم قَسْرًا إِلا أنِّي أعْتَرِف بِحبَّك وَبَقَايَاه العَالِقة فِيّ, رُغْمَ أنِّي لا أُؤمِن بِالحُلول الوَسَط لا أُؤمِنْ بِالتَّنَازُلات المُمِيتَة؛ إِلا أنِّي تَنَازَلت اليوم عَنْ -قلبِي- وَأسَلمْتُكَ إِيَّاه !
مَجْنُونَّة أَنْ أُسلَّم زِمَامَ قلبِي للمَجْهُول كَمَا كُنْتُ مِنْ قَبْل مَجْنُونة بِاقْتحَامِي أَسْوَار قلبِك الحَصِين الذِّي مَا فُتِح لغَيْرِي لكِنَّا لا نَحْصُل عَلى أحْلامِنَا إِلا إنْ خَبْأهَا الله لنَا وَأهْدَانَا إِيَّاهَا بَعْد حِين, وَمَا نَرَاه عَيَانًا / حَقِيقَة هُو مَا نَحْصُل عَليْه. بِت أُؤمِنُ يَقِينًا أنَّكَ لنْ تَكُون لِي وَأنِّي لَكَ لا أَكُون وَلأنِّي أُحِبَّك صِدْقًا / صَمْتًا أَعْلَمُ أنِّي لـسِوَاك لا أكُون وإنْ كُنْت ولـسوَاي لن تَكُون وإنْ كَان!, عَليَّ التِزَام الصمْتِ أَكْثَر / وَأْدُ أَحْلامِي قَبْل أنْ تَفْعَل فعْلتَكَ فَتَقْتُلهَا وَقَبْل أَنْ تَكبُر هِي فتُودِي بِكليْنَا, عَليَّ الابْتِعَادُ عَنْ طَرِيقَك قَبْل أَنْ أَمُوت فِيه فَتَقْتُلك رَائِحَة العَفن! سَامَح الله الحُب مَاذَا يَفْعَل ؟
لصديقتِي م/ق :
صَدَقَ المحبُّون وإنْ كَذَبُوا !
**
هطولٌ أول
وشيءٌ من تحيّة