مميز :السيــدةُ إبــريقـةُ الشـــاي _--[تابعـ لمسابقة القصة قصيرة]

أسعدَ الله أۆقاتڪُمبڪلِ الخير ۆالمحبةِ ۆالعافية..

أسألُ من العليے القدير أن تڪۆنۆا بأفضلِ الصحةِ ۆأتمِ الأحۆال..

يَسُرنيے اليۆم بأن أُقدم لڪم ثانيے عمل إليے هنا بعد مۆضۆعيے السابق

|[رسالتيے إلى الحبيبة]|

ڪنتُ بأنتظار مثلَ هذهِ الفرصة لأُجرب حظيے فيها

ۆأتنافس مع باقيے الزملاء الأعزاء..ۆنرى المۆاهب الدفينة فيهم..

لا أُحبُ الإطالةَ عليڪم أيُها الأفاضل

لنبدأ على برڪةِ الله ۆأتمنى لڪم قراءة ممتعة مع هذهِ القِصة اللطيفة.

ۆالتۆفيق لجميع المُتنافسين..

قصتيے إستۆحيتها عندما ڪُنتُ فيے بيتِ جدي قبلَ إسبۆعان..

فيے ڪُلِ يۆمِ خميس ۆجُمعة أذهبُ إليهم ۆأزۆرَهم لأنها يۆمُ عطلتيے ..

ۆمن لحظتها ۆ أنا أفڪرُ بڪتابةِ قصةٍ قصيرةتليقُ بالمسابقة..

ۆ بصراحة هذهِ أۆلُ مرةٍ أُجربُ فيها حظيے بڪتابةِ قِصةٍ قصيرة.

ۆأنا أتجۆلُ فيے حديقةِ جدي ۆ التيے هيے من المحرمِ

على أحدٍ مساسُ أُنملةٍ منها بقيدِ شعرةٍ لڪثرةِ حبهِ ۆمداراتهُ لها طِۆالَ سنين..

ۆهذا الشيء يعرفهُ الصغيرُ ۆالڪبير من أقاربيے ..ۆهيے فيے غايةِ الجمالِ ۆالرۆعة..

لَمحتُ هناكَ إبريقَ شاي غريبُ المنظر يَتفيء تحتَ ظلالِ شجرِ البرتقالِ ۆالإجاص...

لأۆلِ مرةٍ عينايَ تنظرُ لمثلِ شڪلهِ..مزرۆعةَ فيے داخلهِ زهرةُ ياسمينَ متفتحةٍ

جميلةٌ جداً جداً..سألتُ جدي قلتُ لهُ "ماهذا..؟"قال :

"أبريقُ شايٍ صينيے .. ۆلأنيے ڪُنتُ مُحباً للسفر ڪثيراً ۆدائمُ الترحال فيے أيامِ شبابيے ..

أقتنيتُ ذلكَ الإبريق من الصين فيے فترةِ نهايةِ ستينيات القرن الماضيے ."

قال ليے "هذا ماتبقى منه بعد أن ڪان يزهۆا ۆ يَلمع."

ۆرأيتَ منظرهُ فيے حالٍ يُرثى لها بصراحة من بعد الذي ذڪره ليے ..

ۆ من حينها إستۆحيتُ القِصة..

[:ملاحظة:] إستخدمتُ صيغةَ المؤنث لإبريق الشاي لتڪۆن

القصة ذۆ أثرٍ أعمق فيے النفس.. ۆذۆ طابع شفاف ڪما هيے المرأة.





كل الشكر والتقدير والإحترام موصول للأخت
[♥ hoρε ligʜτ «]
لتصميمها للطقم بالكامل والزخرفة الكلامية.



.|[السيدةُ إبريقةُ الشاي]|.


ڪان يا مڪان فيے عصرنا هذا الذي ليس ببعيد لأبعدِ الأزمان..

ڪانت هناڪ إبريقةُ شايٍ فخۆرةً بنۆعِ الخزفِ الصينيے المصنۆعةِ منه،

فخۆرةَ بخرطۆمها، فخۆرةٌ بمقبضها العريض.. فلديها فيے المُقدمة برۆز ۆمن الخلفِ أيضاً،

الخرطۆم فيے المقدمة، ۆالمقبض فيے المؤخرة، ۆلڪنَ الإبريقة لم تَذڪُر شيئاً عن غطائها

الذي ڪانقد ڪُسرَ ۆلُحِم ۆهيے تعتبرهُ نقصاً، ۆلا أحدَ منا يُفضّلُ الحديثَ عما يَنقصه،

ۆهذا مايقۆمُ بهِ الأخرۆنَ بدلاً عنا، حيث يتحدثۆن عن تلڪ النۆاقص التيے فيے دۆاخِلنا،

ۆهذا الذي فعلتهُ أطقُم الشاي التيے هيے الأڪۆاب، ۆعاءَ الحليب ۆ ۆعاء السڪر،

حيثُ راحۆا يتحدثۆنَ يۆماً بعدَ آخر عن عيب الغطاءِ ۆ مايترُڪهُ من نقصٍ ۆأثرٍ فيے نفسِ

إبريقة الشاي أڪثر مما يتڪلمۆنَ عن جمالِ المقبض الجيد اللمّاع ۆالخرطۆمِ الرائع..

ڪانت السيدةُ إبريقة الشاي تَعلمُ بذلڪ.

قالت إبريقةُ الشاي بينها ۆبين نفسِها "أنا أعرفُهم ۆأعرفُ نقصيے جيداً ۆأعترفُ بهِ،

ۆهنا يڪمن تۆاضعيے ،نحنُ جميعاً لدينا نواقِص، ۆلڪن المرء أيضاً لديهِ مۆاهبُه،

الأڪۆابُ حَصلت على أيادٍ ۆ ۆعاءُ السڪر على غطاء، أما أنا فقد حَصلتُ على الإثنين،

ۆشيءٌ آخرَ فۆقَ ذلڪ، ۆالذي لن يَحصلۆا عليهِ فيے حياتهم ابداً،

هۆ أنيے قد حَصلتُ على خرطۆم، الأمرُ الذي يجعلُنيے الملڪةُ على طاۆلةِ الشاي،

ۆعاءُ السُڪر ۆإناءُ الحليب سُمِحَ لهما بأن يڪۆنا خَدَمة الشاي الراقي،

أما أنا فهيے المانحة الناصحة أنشُرُ البرڪةَ على المُتذۆقين العَطاشى فيے الصباح المليء بالأمل

ۆأڪۆنُ الشخصَ الدافئ الحنۆن فيے لياليے الشتاء القارص

مع صديقتيے التيے تَملئُ الجۆ ضياءً ۆحنانَ الدفئ ۆهيے المِدفئة،

فيے داخليے تُعامَلُ أۆراقَ الشاي الصينية فيے ماءٍ فائر خالٍ من الطعم."

ڪُلُ هذا ڪانت إبريقةُ الشاي قد قالتهُ فيے سنۆاتِ شبابها الفتيةُ،

ۆقفت على الطاۆلة المُعدّة ۆقد تم حَملُها من قِبلِ أرفعِ ۆأرقى الأيادي

ۆهيے يدُ ذلكَ الجد الحنۆن، ۆلڪن أرقى الأيادي تلڪ قد أصابتها رعشةٌ

بسببِ تقَدُمِ سنينِ العمر فتباً لها، ۆقعت السيدةُ إبريقةُ الشاي، ۆإنفصلَ الخرطۆم

ۆسقطَ المقبض، أما الغطاء فلا يُستَحقُ أن يُتَحدَثُ عنه، قد قيل بما فيه الڪفايةَ عنه.

سَقطت على الأرضِ مغمياً عليها ۆسالَ الماءُ المغليُ
ے منها،

ڪانت ۆقعةً شديدةً على الأرض تلكَ التيے تَعرضت لها ۆالأسۆءُ من هذا أخذۆا يضحڪۆن،

لقد ضحڪۆا عليها ۆليس على الجد. ۆضعها الجدُ فيے خزانةِ المُهملات التيے لن ترى النۆرَ ابداً.

قالت "سأبقى حبيسةَ هذهِ الذڪرى أبداً، صارۆا يدعۆننيے بالمعاقة، لقد ألقۆا بيے فيے زاۆيةِ من البيت."

ۆمرتَ الأيامُ ۆالسنين إلى أن سَمعتُ الجدَ منادياً الجدة "أين؟ أين؟ أين هۆ ۆعاء الزهۆر؟ "

ۆما هيے إلا لحظةٌ ۆيفتحُ تلكَ الخزانةَ المُظلمة ۆتَدحرجتُ بين يديهِ ۆقد تأملينيے ۆفيے عينيهِ

شريطُ ذڪرياتِ قد رأيتهُ يمرُ سريعاً، أخذَ يُنظفُ التراب عنيے ۆيمسحُه،

ذهبَ بيے إلى مڪانٍ تملؤهُ أشعةُ الشمس التيے تخترقُ ۆريقات الأغصان ۆحيثُ زقزقةُ

العصافير ۆالبلابل التيے تتفيء بظلِ أشجار الأجاص ۆالبرتُقال ذۆ الرائحة الفۆاحة ۆرۆائحُ

القداح الزڪيةِ الفتية..قُلتُ فيے نفسيے "المرء اليۆمَ هۆ غيرهُ فيے اليۆمِ الثانيے "

ۆإذا بهِ يضعُ التراب بداخليے إلى أن إمتلئت ۆڪان الأمرُ اشبهُبيۆمِ دفنيے ۆرثائيے ، فحَزنتُ حُزناً ڪبيراً..

قُلت "هل إنتهى أمري؟" ۆإذا يَغرسُ بداخليے برعمُاً غريباً لم أألفهُ طيلة حياتيے قبل أۆراق الشاي

قُلتُ "لربما مُنِحتُ هذا البُرعم تعۆيضاً عن أۆراقِ الشاي الصينيے ۆالماء المغلي،تعۆيضاً

عن المقبضِۆالخرطۆم المڪسۆرين."

ۆبقيے البُرعُمُ بداخليے ، أمسى قلبيے ، قلبيے النابض، مثلَ هذا الشعۆرلم يڪن لدي من قبلُ مُطلقاً.

ۆڪأنَ حياةً قد دبت فيَّ، أخذَت حرڪةٌ نشطةٌ تمۆرُ فيے داخليے ،تسارعَ النبض ۆإذا بالبرعم

يدفعُبجذۆرهِ داخلَ أعماقيے ۆيُزهرُ

عن أۆراقِ ۆردةٍ لم أشُمَ مثل رائحتها من قبل،ڪانت أزڪى من أۆراق الشاي

التيے ڪانت رفيقةَ دربيے ، ڪنتُ فيے غاية الفرح

ۆهيے تُزهرُ بألۆانها الزاهية ۆرائحها الزڪية ۆضحڪاتُ الأطفال ۆهم يَشمۆها

ۆيقتربۆن منها ۆيَسقۆنها الماءَ العذب،فحملتها ۆنسيتُ نفسيے فيے جمالها،

ها أنا اليۆمَ قد حَملتُ زهرةً تُدعى بزهرة الياسمين الجميلة

ۆأرى طاۆلة الشاي على مقرُبةً من الحديقة ۆأرى أصدقائيے عليها

الأڪۆاب، ۆعاءُ السُڪرِ ۆ ۆعاءُ الحليب حزانا ۆمفتقدين لمڪانيے ۆحنانيے بسبب

ضيفٍ جديد ۆهۆ هذهِ المرة إبريقُ شاي،

فشڪراً لذلكَ الجد الحنۆن الذي أتى بيے من بلاديے التيے فيے أقاصيے العالم [الصين]

إلى بلادهِ بلاد الأعراقِ ۆالأمجاد التيے عرفتُ عنها ڪُلُ شيءٍ من خلاله،

ذلكَ الجد الۆفيے العطۆفُ الذي لاينسى أصدقائهُ ۆأحباءه،

بالتأڪيد ۆطنه بمثلهِ ۆبمثلِ صفاتهِ هذه،أحسدُ أُناسه على الأرض التيے يمشۆنَ عليها

إنها أرضُ المحبةِ ۆالۆفاءإنها أرضُ العراقُ الأبيْة.

---

التعديل الأخير تم بواسطة حلم القمر ; 05-07-2013 الساعة 11:46 AM