منتديات العاشق - آخر الأنصار اسلاماً ..~ أبو الدرداء~.. || تابع للمسابقة

http://www.m5zn.com/uploads/2011/2/1...4e7u837544.jpg

http://www.m5zn.com/uploads/2011/2/1...alrciyb99z.jpg

الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على أفضل الخلق محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.أما بعد:
أتيت إليكم بعد بحث في المواقع والكتب وسؤال من لديهم المعرفة
بتعريف بسيط عن أحد صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم"أبو الدرداء" فإن أصبت فمن الله تعالى وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ، أسأل الله تعالى أن يمن علينا ببركاته وتوفيقه
قبل أن ندخل في صلب الموضوع لما لا نعرف الصحابة أولاً

http://www.m5zn.com/uploads/2011/2/1...jed8qcl91l.jpg

هم صفوة خلق الله تعالى بعد النبيين -عليهم الصلاة والسلام- فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قول الله عز وجل ( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ) (النمل:59)

وقال ابن مسعود -رضي الله عنه- " إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد -صلى الله عليه وسلم- خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوبَ أصحابهِ خيرَ قلوبِ العبادِ فجعلهم وزراءَ نبيهِ يُقاتِلون على دينه ، فما رآه المسلمون حسناً، فهو عند الله حسن، وما رآه سيئاً فهو عند الله سيئ "

والصحابي هو مَن لقي النبي -صلى الله عليه وسلم - مؤمنا به ، ومات على ذلك .

وقد ورد في فضلهم آيات وأحاديث كثيرة منها : قوله تعالى ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:100)

وقال تعالى ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) (الفتح:18)

وقال تعالى ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْأِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح : 29)
وغيرها من الآيات الكريمة.
وقد كان الصحابة يقولون في بعضهم:
أرحمنا بنا أبو بكر
وأنطقنا بالحق عمر
وأميننا أبو عبيدة
وأعلمنا بالحرام والحلال معاذ
وأقرؤنا أبَي
ورجل عنده علم ابن مسعود
وتبعهم عويمر أبو الدرداء بالعقل

http://www.m5zn.com/uploads/2011/2/1...2coaqm7j3l.jpg

يلقب بـ عويمر واسمه: مكبر بن قيس بن زيد بن أمية بن مالك الخزرجي الأنصاري
والدرداء ابنته كنى بها فقامت الكنية مقام اسمه حتى لا يكاد يعرف إلا بها.
كان ابو الدرداء من كبار التجار وقدملك المال الوفير الذي استثمره فى التجارة وكان صدقه وامانته هو السبب الرئيسى لتنمية تجارته
وجعله موضع ثقة لاهل مكة حيث يشترون منه حاجاتهم مطمئنين الى انه لا يغش
ولا يخادع وانما يبيع لهم بسعر لا مغالاة فيه وسلع ممتازة.

http://www.m5zn.com/uploads/2011/2/1...0vyunljuqk.jpg

دخل عبد الله بن رواحه دار ابو الدرداء ذات مرة فوجد لديه صنماً فكسره
فحاول ابو الدرداء تجمعيه وهو يقول له :ويحك!! هلا دافعت عن نفسك؟
فقالت زوجته: لو كان ينفع او يضر لدافع عن نفسه.
فقام فاغتسل حتى جاء اليوم الذى تفتح فيه قلب ابو الدرداء للاسلام فذهب مسرعا الى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لينطق بالشهادة امام سيد الانبياء ويعتنق الاسلام.
وبعدها تحول ابو الدرداء الى انسان جديد انسان يرى التجارة الحقيقية مع الله عز وجل
تجارة رأس مالها الايمان والعقيدة والجهاد.

http://www.m5zn.com/uploads/2011/2/1...nzuyeo3szc.jpg
كان ابو الدرداء يرى ان ذكر الله وتقواه افضل من كل ما فى الارض
ولم يترك الدنيا وتفرغ للعبادة ولكن استطاع ان يجمع بين التجارة والعبادة
بين الدنيا والدين
بين الاخذ بحظه من نصيب الدنيا وحظه من الاخرة
بين المعاملة الصادقة مع الله والمعاملة الصادقة مع الناس

عُرف أيضاً بالعفو والمسامحة
ويحكى أن رجلاً قال له ذات مرة قولاً جارحاً ، فأعرض عنه أبو الدرداء ولم يرد عليه ، فعلم بذلك
عمر بن الخطاب
فغضب له وذهب إلى أبي الدرداء وسأله عما حدث فقال: اللهم غفراناً ، أوكلما سمعنا منهم نأخذهم به "أي نعاقبهم ونحاسبهم عليه"؟
كان زهوداً فقد كان يجلس صامتا فى بعض الاحيان وحين يساله احد الناس:
(فيم استغراقك فى الصمت يا ابا الدرداء ؟ يقول له : تفكير ساعة خير من عبادة ليلة)
اى ان هذا العابد الزاهد كان يتامل فى ملكوت السماوات والارض، وكان يحدق بعقله فى بديع صنع الله و دائماً ما يحاول ان ينقل روحانيته الشفافة الى اصحابه
فيقول لهم
"الا اخبركم بخير اعمالكم وازكاهم عند بارئكم وانماها فى درجاتكم وخير لكم من ان تغزو عدوكم فتضربوا رقابهم، ويضربوا رقابكم وخير من الدراهم والدنانير ... انه ذكر الله ولذكر الله اكبر"
فكان ذكر الله عنده افضل من كل شىء، كانت حلاوة الايمان قد ملكت عليه مشاعره وامتلاء بها وجدانه وبعث رسالة الى احد اصدقائه يصف بها الدنيا
ويقول له
"اما بعد ..فلست فى عرض الدنيا الا وقد كان لغيرك قبلك .. وهو صائر لغيرك من بعدك ..وليس لك منه الا ما قدمت لنفسك فاثرها على من تجمع له المال
من ولدك ليكون له ارثا فانت انما تجمع لواحد من اثنين، اما ولد صالح يعمل فيه بطاعة الله فيسعد بما شقيت به .. واما ولد عاص يعمل بمعصية الله ..فتشقى بما جمعت له .. فثق بما لهم بما لهم عند الله من رزق وانج نفسك "
هكذا كانت نظرة أبي الدرداء الى المال فكان ينصح صاحبه بالا يعكف عن جمع المال ويجعل هذا الامر كل همه . لان ما جمعه سوف يذهب اما الى ولد عاصى ينفقه فى غضب الله او ولد صالح ينعم به
وانما على الانسان ان يعمل ولكن دون ان يلهيه عن الله والتامل فى بديع صنعه
وكان له 360 صديقاً، يدعو لهم في الصلاة، ولما سُئل عن ذلك قال:
إنه ليس رجل يدعو لأخيه في ظهر الغيب إلا وكل الله به ملكين يقولان ، ولك بالمثل
أفلا أرغب أن تدعو لي الملائكة؟!

http://www.m5zn.com/uploads/2011/2/1...dk82etudqq.jpg
أبو الدرداء من القلائل الذين استطاعوا أن يحفظوا القرآن كاملاً في صدورهم.
عن أنس بن مالك- رضي الله عنه- : مات النبي ولم يجمع القرآن غير أربعة : أبو الدرداء ، ومعاذ ، وزيد بن ثابت ، وأو زيد.
عن الشعبي : جمع القرآن على عهد رسول الله ستة
وهم من الأنصار: معاذ وأبو الدرداء، وزيد، وأبو زيد، وأبي، وسعد بن عبيد.

وقد كان محافظاً على حفظه ويخاف نسيانه
فقد كان يقول :
لو أنسيت آية لم أجد أحداً يذكرنيها إلا رجلاً بِبَرك الغماد.. لرحلت إليه.

http://www.m5zn.com/uploads/2011/2/1...24209gueej.jpg

استمر زهد ابو الدرداء حتى بعد ان عينه سيدنا عثمان بن عفان قاضيا بالشام
فاراد ان يرتفع بالمجتمع الإسلامي بعد ان غرق اهل الشام فى الترف والرفاهية
فدعاهم الى اجتماع فى المسجد وخطبهم قائلا:
"يا اهل الشام انتم الاخوان فى الدين، والجيران فى الدار، والانصار على الاعداء، ولكن اراكم لا تستحون..تجمعون مالا تاكلون، وتبنون مالا تسكنون، وتربحون مالا تبلغون،
قد كانت القرون من قبلكم يجمعون فيدعون، ويؤملون فيطيلون، ويبنون فيوثقون، فاصبح جمعهم بورا واملهم غرورا، وبيوتهم قبورا ..اولئك قوم عاد..ملؤوا ما بين عدن الى عمان اموالا واولادا هل منكم من يشترى تركة أل عاد بدرهمين"
وهكذا اراد ان يشيع فى المجتمع الزهد حتى لا تغرهم الدنيا بباطلها وزخرفها ..وينصرفوا عن عبادة الله.

http://www.m5zn.com/uploads/2011/2/1...9sm7nibcbd.jpg

فكما كانت العبادة تشغل قلبه فقد كان العلم معنى مضيئاً فى عقله
فقد كان متفقها فى الدين يبحث دائما عن المعرفة ويسعى الى بلوغ الحقيقة ويستزيد كل يوم فهما لكتاب الله وسنة رسوله
وقال: " لا يكون احدكم تقيا حتى يكون عالما ..ولم يكن بالعلم جميلا حتى يكون به عاملا"
وكان يعلم الناس القران الكريم وسنة رسول الله ،ويحثهم على طلب العلم، ويأخذ بأيديهم إلى الصواب، فيقول لهم: ما لي أرى علماءكم يذهبون، وجهَّالكم لا يتعلمون؟! تعلموا فإن العالم والمتعلم شريكان في الأجر.

http://www.m5zn.com/uploads/2011/2/1...psw86pjpei.jpg

عاش أبو الدرداء حياة بسيطة يملؤها الزهد والتواضع حتى جاءته ساعة الموت، فقال عند احتضاره: من يعمل لمثل يومي هذا؟ من يعمل لمثل مضجعي هذا؟ وكان يقول: من أكثر ذكر الموت قل فرحه، وقل حسده. وقد توفي في دمشق سنة 32 هـ وعمره 72 في خلافة عثمان بن عفان.
وهذه صورة لقبره رضي الله عنه في إحدى المقابر في دمشق القديمة:
http://www.m5zn.com/uploads/2011/2/1...g2mllrd7bp.jpg

http://www.m5zn.com/uploads/2011/2/1...8j8oo4pmsi.gif

ختاماً
أرجو من الله أن أكون قد أفدتكم ولو بالقليل
في أول موضوع لي
متحمسة أشد الحماس لمعرفة رأيكم
http://www.m5zn.com/uploads/2011/2/1...8j8oo4pmsi.gif

كتبت الموضوع ونسقته / قرص العسل

صممت الفواصل المبدعة / yoome

http://www.m5zn.com/uploads/2011/2/1...3z35ms9n4a.jpg