سَمِعَ (الحشودُ تهافتتْ) فارتابا
ومضى يُسَمِّي شدْوَها إرهابا
ورنى يوشِّحُ بالرصاص كلامَهُ
ويُجَمِّعُ الأنذال والأذنابا
ويشدُّ بالفولاذ أزْرَ حصونهِ
ويناشد الأنصاب والأربابا
والذُّعرُ يكتب لليالي خطوَهُ
ويَرِنُّ فيهِ جَيْئَةً وذهابا
فكأن كلَّ الأرض زلزالٌ عليـ
ـهِ كأنها صارت عليه حِرابا
...........
يا آكِلاً لحم العباد وجاعلاً
عَرَقَ الحياة من الأنامِ شرابا
يا ناقِماً نَسَمَ الصباح وراسِماً
كل الشوارع أرْقُماً وذئابا
ياسارقاً لحن البراءةِ من طفو
لَتِنا أتَيْنا شِيبَةً وشبابا
سيُكَسِّرُ الأغلالَ صوتُ حُلُومِنا
ويزيلُ لونُ دمائنا الأوصابا
سنزيل عن شيطان فكركَ تاجَهُ
ونزيحُ عن كهنوتكَ الألقابا
ونلمُّ شعثَكَ للشتات.. صدورُنا
جاءتْ إليكَ جهنّماً وحسابا
............
لا لا تَسَلْ من أنتُمُ هؤلا
ءِ ومالذي جئتمْ له طلابا
نحن البلاد بعرضها وبطولها
جئنا إليك جداولاً وهضابا
جئنا نلُفُّ ظلامك العاتي ونفـ
رشُ من دمائكِ فجرَنا الجذّابا
جئنا ومطلنا رحيلُكَ فامتطي
صهو الفرار وفارقِ الأهدابا
لا لا تُجَرِّبنا فإنّا أُمّةٌ
عند الخطوب تُوَدِّعُ الأعصابا
...........
فانحَرْ خطابَ هواكَ في وُكُناتهِ
إنبِذْ وعيدكَ غادرِ المحرابا
لم تعهدِ الأيام صوتَكَ صادقاً
عهِدَتْهُ صوتاً خائفاً كذّابا
لا تحسبنَّ الشعبَ قطُّ مغفلاً
إن الذكيَّ لذئبهِ يتغابى
فإذا رآهُ طغى وعربَدَ مزَّق الـ
صَّمت العقيمَ وحطَّم المحرابا
ومضى يُؤلِّفُ من جماجم ذئبهِ
وطناً وينثر روحَهُ أسلابا