عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-07-2011, 10:15 AM
الصورة الرمزية العزف المنفرد  
رقـم العضويــة: 85756
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الجنس:
العـــــــــــمــر: 32
المشـــاركـات: 449
نقـــاط الخبـرة: 23
MSN : إرسال رسالة عبر MSN إلى العزف المنفرد
افتراضي ابتسم فما في الأرض أســعـد مـنـــك

ابتسم فما في الأرض أســعـد مـنـــك ..


أحبائي المارين على نزف قلمي ..

سعادة الأشياء باجتماعها .. هكذا تعلمت ..

فالأسرة تسعد بإجتماعها .. والحارة بإجتماع بيوتها ..

والمدينة بإجتماع أحيائها .. والدولة بإجتماع مدنها ..

والقارة بإجتماع دولها ..

ويمكن القياس على ذلك ولن ننتهي .. وعلى كل المستويات ..

يشعر الإنسان بسعادة الإجتماع ..

إبتداء من الذرة .. وإجتماع الجزيئات ..

إلى الكون .. وتحلق النجوم .. لتكوين المجرات ..

أصحابي وأحبائي ..

دعونا نأخذ مثالاً بسيطاً وبعدها سيمكننا الإنطلاق فيما بعد ..

أبدأ معكم لأسأل ..

هل تتألم الوردة لقطفها .. وإبتعادها عن غصنها .. ؟

ربما تتفقون معي لتقولوا .. كـــلا ..

فهي تنسى ألمها عند رؤية عدد الأشخاص الذين سيسعدون بقطفها

إذاً ليس كل إبتعاد عن المحيط مأساة .. وليس كل تغرب ألماً ..

سيسعد بهذه الوردة كثيرون ..

أذكر منهم ..

الأم حينما تهديها لها ابنتها ..

والمرأة حينما يهديها لها حبيبها ..

وكل ناظر إليها أو مستنشق لعبيرها ..

وربما كانت هذه هي الحال بالنسبة لتغربنا ..

إن انشقاق نجم عن مجره .. هو إيذان بولادة مجرة جديدة ..

وإبتعاد فرد عن أسرة .. هو بداية أسرة أخرى ..

وتغربنا هنا وهناك في سبيل مبادئنا ..

إنما هو حياة ...

لغيرنا ممن ستصلهم الدعوة وسيبلغون أمر الله سبحانه وتعالى ..

إن الدعوة والراحة ..

ليست مطلب داعية مجاهد باع نفسه لله يرتقب الموت في كل لحظة

ومن هنا أقول ..

أنه وجب علينا تعويد النفس على غربتها والتلذذ بهذه الغربة ..

نعم ونحن نشعر بشوق .. نتألم .. ونشعر بمرارة ..

ولكن أمة من الأمم تأنس بغربتنا ..

وتلتقي على قيم جديدة بسبب رحيلنا عن أوطاننا ..

كم عين فرحت بالنظر للوردة في حلتها الجديدة ..

وكم يـــد لمستها في زينتها .. وكم فـــم ابتسم سعادة برؤيتها ..

فمجموع الأفراح فيما نراه .. حـــزن.. يفوق الحزن الحقيقي ..

ولو تأملنا لوجدنا جوانب مشرقة في الأحزان من توجيه وتربية ..

أكتب هذه الكلمات لكل حزين ضاقت به الأرض لفقدان أحبة ..

لم أشر للحزن كثيرا لأنه في غـنى عنه ..

رحلت معك من الذرة إلى المجرة ..

ثم انتقيت لك مثالا عطراً كطيب ذكراك ..

ورأيت في قطفك صيانة لك .. وادخار أجر في أخرة ..

نحتاج إليها كلنا ..

فقط أردت أن أذكرك ..

بأنك وردة قطفت من حقلها وحولك أناس لم يكن لهم يوما حقل ..

بل نبات بري ينبت ليموت ..

أختتم لأقول.. ابتسم فما في الأرض أســعـد مـنـــك ..


رد مع اقتباس