بِسْـم اللَّـهِ ـاإلرحْمنْ ـالرَحْيم
الحَ‘ـمـدُ اللّـهِ والصَـلآةُ والسَلآمُ عَـلّىْ خَ‘ـْيرِ خَ‘ـلّـقـهِ مُحَمْد وآلِ مُحَمْد .
ـإآبتْدآءاً مِنْ ـالحَ‘ـمْلـة ـاّإلمُبْـاركْة [حَ‘ـمْلـة القِسْم ـالع‘ـام] ..قرَرتُ ـان ـاضع لكم إولى كتاباتي التابعة للح‘ـملة .
علها تع‘ـودُ بآلفائدة على كل من يقرأهـآ .
.. ـأبدأ على بركة الله ::
مِنْ خ‘ـلـآلِ تَج‘ـآـآربْي (ـاآلتْي ـلـا ـاقْولُ عَ‘ـنْهاـآ كَـثيرة ـلـآنَ فِي ـالح‘ـياةِ ـاآلكَثْيرُ ـإآلذْي لـمْ نـَعشّهُ) .
رأَيتُ ـاآنَ ـالـإنـسْآـآًن مُنْذُ بِدْآية نشـأـاّتـهِ ومَهْدِ تـطّلْع‘ـهُ ـاآلى الح‘ـيآةْ يَبْدأ بـ صراعـآت
ومُضْآرَبـاتْ مَعْ ـاآلدُنيـآ .
وقَـدْ يُصْـآب بـآلكَـثْيرِ مِنْ ـاآلج‘ـراحْ النَفسْيـة مِنْ ج‘ـراءِ خَ‘ـوضْهُ غِ‘ـمّـارِ هـذه الصراعـات .
فَمْن خ‘ـلـإل ع‘ـيش ـالإنسـآـاًنْ فِيْ هـذه ـالدُنيـا دآئماً مـا يـَتَعْرضُ ـاآلى ـإلمَشْـآـآكـل ـ
التْي يَـكْونُ لهـآ مَرد سيء على نـَفسْيتـهِ وتطلّـع‘ـه لِكُلِ مـآ هـو قـادم من الحياة .
فـيبدأ بـِل تـَذمْر مِنهـآ وهـو بـِذلـك يـَقـتربُ مِنْ نـُقْطةِ ـاح‘ـببتُ ـآأنْ ـاُسَمّيـَهـآ [نُقـطّةَ اليأسِ] .
ـآليـأس :: هو عِ‘ـندْمآ تتَرك نَفسكَ تـائهة غ‘ـريبة عَنـك وتج‘ـعـلَ بينها وبينـكَ ح‘ـآجـزاً
وتَقْتلُ دْآخ‘ـلّها صـوْتـهآ ـالخ‘ـآفت ـالذي يُريدُ ـالتح‘ـرر وـالـانْعِتـآق .
وتتركها للركود والضع‘ـف وـالانتكـآس وآالخ‘ـمول .
فـ ـاآلمرء اليائس لم يتمنْى بِـيومِ ـان يكون كذلّكَ وـلكنَ ـاآلظروفْ هي ـاآلتي أج‘ـبرته على هذا الشِع‘ـور ـالمؤلم .
فـلا يُـلام اليـآئسْ ع‘ـلى ـهذا ألـامْر بَلْ يُـلـام ع‘ـلى عَ‘ـدمِ مَ‘ـقدْرتـهِ ع‘ـلى ـالتخ‘ـلصْ مِنْ ـهذا الشُع‘ـوّر .
وع‘ـدْمِ ـالمَ‘ـقدِرة تَرج‘ـع ـألى ضُع‘ـفٍ فْي شخ‘ـصـية هذا ـألشَخْ‘ـص ـاو مِنْ إنع‘ـدامِ الثقة بآلنفس لَـديـهِ .
فـ ـآلمَرءُ ـالذْي يَمـتلكِ ـالثقة بـِنفْسهِ و بِـقُـدْرتـهِ مِنْ ـالمُسْتح‘ـيّل ـآنْ يـَشعرَ بـ [اليأس] .
وـالـانساإن الذي ـقـَد انتهى بِـه ـالمَطـافُ ـلِهذه النُقْطةِ [نقطة اليأس] ..
هِو قَدْ ـإغ‘ـلّقَ بِيـدهِ [بَوآبـَةُ الـإمّـلِ] .
وأطفىء ذلك السِرآجٌ الذْي كـانَ يُضّيءُ أرج‘ـاءَ قَلّبـهِ ـإلـا وهـو [سِرآجُ الـإمّل] .
لِكيّ يَع‘ـودَ ـاآليائس ـالى ح‘ـيآته ـاألمُ‘ـفعمـة ـبألإمّـل وـالتطلع للإمـام .
عليه بِع‘ـدم الوقوف عند هذه النقطة ولا يج‘ـعـلّهـاً ـاّإلم‘ـصْيـرُ ـالـذي ـآلَـة ـإلـيهِ مسيرة حَ‘ـياته .
ولكي يُع‘ـيـدُ فَـتحَ بـوآبـةِ ـالإمـل ويُرج‘ـع لِذالك السِـرآج نـُورهُ ـالسّـآطع .
ع‘ـلّيهِ آن يُع‘ـزز مِنْ ثـِقتـهُ بنفسّه وـان يج‘ـعّلَ قـلّبهُ مَليء بـِاـإألـإإرادة ـآإلقويّـة .
وـأن يَزرعْ في كَيانْه نَبتـة ـآإلتفـاؤل ويَسّقيهـآ بـمآء ـالتَقربْ و الثقة بـآلله [عَزَوجلْ] .
وـآن يَضّعْ ع‘ـلّىْ شَفَتـيهِ بَسْمة ـاإلشُجآعِ ـالذّي ـلـا يُـبآلي بـمصاعب الدنيا مَهمآ كَبُرة .
وأهـوـاّلُ ـالمصإـآئـب مَهْماّ كَـثْـرة .
وـآن يَكْونَ إنّسانـاً مُح‘ـسّناً ـللإخرين ومهتماً بـِمسآعـدتهم مُنتزعـاً صِفَـةِ [الكِبـر] مِنْ نَفّسْهِ .
وبـهْذآ يَكونُ قـد تّوج‘ـه بِنـَفْسّهِ نَح‘ـو طَريـقِ ـاآلسَع‘ـادة فـي ـالدُنيـا وـالـأخ‘ــرة ـالذي يَح‘ـلم بـِه كُـلْ إنـَسان .
قـال الشاعر ::
اقتباس:
أن الحياة حَبَـتـْكَ كل كـنوزهـا *** لا تبخلن على الحياة ببعض مـا ..
أحسن وأن لم تُجـزَ حَتى بِآلثنا *** ايُ جزاء الخيث يبغي ان هما ..
من ذا يكافىء زهرةً فواحتاً *** او من يُـثيب البلبل المُتـرنّـما ..
|
الى ان يقول ::
اقتباس:
فأعمل لإسعاد الورى وهنائهم *** أن شئت تسعدْ في الحياة وتنعما ..
|
.
ـأنَ الح‘ـيآة ـاآلسَع‘ـيّدة ـلا تـأتِ مِنْ ـاليأس وـالنَـظـر ـاآلى نَج‘ـآح‘ـآت ـالـاخ‘ـرين بـّلْ عَلّيْك السِع‘ـي ـالدآئـب ـلتنلها ..
ولكّنْ هُنآ يج‘ـبُ ـاآن تَكْونَ مُمْتلّكاً لِمُقَوْمآت تٌسآعِدكَ فـي ـإيج‘ـاد ـاآلسع‘ـآدْة .
ومِنْهآ الحُ‘ـب :: كَلِمْـةُ ـاإلحُ‘ـب بح‘ـد ـذآتها تح‘ـويْ ـالكَثيرُ مِنْ ـالم‘ـعآنْي وتنطبـق ع‘ـلى ـاآلكثير مِنْ ـاآلم‘ـوأقف .
ولَكْن لَيسْ ج‘ـميع‘ـهآ تـَقود ـاآلى مَفْهـوم ـإألّسْعآدة .
فَهُنآك حُ‘ـبٌ مُقدْس كما هو ح‘ـبنآ للـه (ج‘ـل ج‘ـلـآله) ولِـرسولـه (صلى الله عليه وآله وسلم) وآلِ بَيتـهِ ـاإلطيبين ـالطاهريّنْ وحُ‘ـبنآ للإخوان مِنْ الذين يجمعنا معهم رآبط الإسْلآم .
وهُنْآكَ حُ‘ـب ـاآلقَليلُ بِح‘ـقه ـاآن يُـقآلَ ع‘ـنهُ قـذر وهـو حُ‘ـب ـالذآت (الكِبْر) وحُ‘ـب ـالمْآل وغ‘ـيرهآ مِنْ ـالمُ‘ـتطَلَبآتِ ـالج‘ـسديّة غ‘ـير ـالروح‘ـيةَ .
قاـل تـَع‘ـاآلى (( وتُحِبْوّنَ المْالَ حُباً جَمْا ً)) ..
فـ المآل مهَمآ كـآـآنَ وفـّيراً لَنْ يُقَـدّم ـإألسْع‘ـآـآدة لِمُقتْنيـه بَلْ كِثّرَتِه تُـزْيـدُ مِنْ همْوّمِ هذآ ـالـإأنْسـآـآن .
وَهْـوَ مَهْما تَع‘ـمّق فِي حُ‘ـبهِ لَـهُ سَيأتيْ ـإأليَوّم ـاآلذي يتركَـهُ فـيه فـ الدُنيـآ ـزـآئِلّة ـلـآ مَ‘ـح‘ـآل .
وكُلُ مَحْ‘ـآإسِنَهـآ كَذلك .. لكْنَ الحُ‘ـب ـآإلذّي سَيبقى اآبَداً هو حُ‘ـبُ ـاللَّـه (عَزْوجَلْ) .
ولِكْي يَشْع‘ـرَ ـاآلإنْسّآن بِـهذا ـإألشُعور(الحُ‘ـب) .. عَلّيّهِ ـإأن يّشْعُرَ بِقـيمَةِ مَحْ‘ـبوبهِ ومَنْزّلتهُ في نفَسِه .
لكي يُصبِح هـذا الحُ‘ـب مِن مُقومآت السعآدة .
وآما الامْرَ ـإلأخ‘ـر ـاآلذْيَ يوج‘ـبُ ـألسّع‘ـآدْة فـذَكَرهُ ـاآلشْآعِ‘ـر فِي بَيـتْهِ ـاإلـاخ‘ـيّر ..
وهوَ إأنْ تَع‘ـمْلَ ـلإسْـع‘ـآدِ الآخ‘ـرْين مِنْ دْونِ ـإنَتـِظـآرٍ لِكَلّمَةِ ـأإلثَنـآء ـاو طَلَبْ ـآإلمُكـآفَئـةَ .
فـبِمآ تَقَدْم يَكْونُ هّذآ ـاإلانسْآنُ ـاّإليْائس مِنْ ـاًإلحَ‘ـيآة قـَدْ وَضَعْ ـأقَدـآمَهُ عَ‘ـلّى طَرْيـقِ ـاإلسَع‘ـآدَة ـاإلدآئـمة في الدَنْيآ وإلأخِ‘ـرة .
وقد وضَحَ في نَفْسِه خُ‘ـطّآه لِتَح‘ـقِيِقهآ . .
إنَ الفَشْل ـلّيسَ نِهآيـةُ العَ‘ـمّل فـكُلِ عَ‘ـمَلٍ فـْيهِ نْيةُ صآدِقْـةَ فهو بلا شَك مُقتربٌ من النج‘ـآح .
ولكن ينقصه الإرآدة والمُحآولَة مِنْ جَديد مَرةَ تِلّوةَ ـاإلإخُ‘ـرى لِح‘ـينِ تَح‘ـقْيق ـإآلنَج‘ـآـآح .
وتَذَكْر دآئِماً إنـكَ تَع‘ـيشُ مَرةِ واح‘ـدَة وتَم‘ـوتُ مَرَة واح‘ـدْة فلِمْآذآ تَقـضْيِ كـل هـذآ بِتَطَلُعِ الى إألخلف ونَظّر الم‘ـآضي المَرْيّر .
بَيْنمآ تّسْتَطِيعُ إألتَقدمَ الى إلأمام نَح‘ـوَ ـاألسعادة فِي ـاإلدُنيا وـإألآخ‘ـرة .
وإعـلم أإنَ بـابَ ـالمُ‘’ـح‘ـاولْـة مَفْتوحٌ للجَ‘ـميعْ وبوسعك دخوله والنج‘ـآح عَبرهُ لكن تَع‘ـدْى مَرح‘’ـلّةِ ـاإلخَ‘ـوفِ اولاً .
ولا تَج‘ـعَلّهُ أإكْبَـر ـإآلعَ‘ـوآقِبْ فِي طَريْقِ سَع‘ـآـآدَتكَ .
أإتَمَنىْ أإنْ أكْونَ قد أفَدْتُكم بكل مآ قدمتُ.. راج‘ـيتاً مِنْ آإلع‘ـلّيُ ـأإلقَديْر ـآألتوفيق لِلجَ‘ـمْيّع .
وتَسْدْيِدَ ـأإلخُ‘ـطآ نحَ‘ـو النج‘ـآح .
وخإأـصَتاً حَ‘ـملَتُنآ المُباركة [ح‘ـملّة أإلقِسْم ـاإلع‘ـآم] .
آنتظروا جديد موآضيعي القإأدمة التآبعـة للحَملة .
لكم خـآـآلص الوِد والتحآيآ ..