وجَدَ يَجُدُ لغة بني عامر لكل ما أوله واوا.
السلام عليكم
وليس في كلام العرب: فعَلَ يفْعُلُ مما فاؤه واوا، إلا حرفا واحدا ذكره سيبويه، وهو وَجَدَ يَجُدُ ؛ قال جرير (1): لو شئتِ قد نقع الفؤاد بشَرْبَةٍ *** تدَعُ الصوادي لا يجُدْنَ غليلا.
فقال : وَجَدَ يَجُدُ، وقياسه أن يأتي غلى وزن يفعِلُ مثل: وزَنَ يَزِنُ، ووعَدَ يعِدُ.
(1) في ديوان جرير: ( بِمشْربٍ يَدَعُ الحوائم، أما في الصحاح فكما تقدم
والنقع: الرَّيْ، نقع: روى ، ونقول كذلك نقع الشاي في الماء، أي جعل الشاي نغمورا بالماء فهو مرْوٍ بالماء، أما الشرْبَة: فهي المرة من الشرب
الصوادي؛ جمع صادية، وهي العطشى، والغليل حرارة العطش.
وجميع العرب على كسر العين من يجد إلا بني عامر بن صعصعة، وقد ذكر ذلك البغدادي وغيره.
وهنا يجب أن نلاحظ أن الضم لا يأتي إلا مع الماضي المفتوح العين، أما المكسور فلم يرد مضارعه إلا بالكسر.
وذهب ابن مالك في التسهيل إلى أن لغة بني عامر ليست مقصورة على يجُدُ فقط بل هي عامة في كل ما فاؤه واوا من المثال، إي أنهم يحذفون الواو ويضمون العين من كل مثال واوي ماضيه على فعَل (بفتح العين) فيقولون في: وكَلَ : يكُلُ؛ ولَدَ يلُدُ وكذلك في وعَدَ يعُدُ.
وهذا القول الذي قاله ابن مالك مخالف لما ذهب إليه فحول النحويين، قال السيرافي: إن بني عامر يقولون ذلك يجُدُ من الموجدة والوجدان، وهم في غيرها كغيرهم، وكذا قال صاحب الصحاح وقال ابن جني في سر الصناعة: ضم الجيم من يجُدُ لغة شاذة غير معتد بها لضعفها، وعدم نظيرها، ومخالفتها لما عليه الكافة فيما هو بخلاف وضعها، وقال الرازي في المحتار: يجُدُ بالضم لغة عامرية لا نظير لها في باب المثال.
وتقبلوا تحيات عبد العزيز:1 (6)::1 (6):
|