السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقدم لكم اليوم صفة من صفات الله تعالي
ألا وهيه:
كمال الله تعالى

هذا الكون البديع وما فيه من إحكام عجيب
فطرة البشرية النيره
إرسال الرسل للدعوة إلى الله
إنما يدل على اتصاف الله جل وعلى بكل كمال يليق بذاته الكريمة، منـزه عن كل نقص:
(ليس كمثله شيء، وهو السميع البصير)(الشورى: 11).
لا يخفى على الله شيء
(وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو، ويعلم ما في البر والبحر، وما تسقط من ورقة
إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا ورطب ولا يابس إلا في كتاب مبين)(الأنعام: 59).
هو العزيز الفعال لما يريد
الذي لا يغلبه شيء، ولا يقهر إرادته شيء (قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنـزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدك الخير، إنك على كل شيء قدير)(آل عمران: 26).
هو القدير
الذي لا يعجزه شيء. يجيب المضطر إذا دعاه، ويكشف السوء، ويحيي العظام وهي رميم، ويعيد الخلق كما بدأهم أول مرة وهو أهون عليه
(تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير)(الملك: 1).
هو الحكيم
الذي لا يخلق شيئاً عبثاً ولا يترك شيئاً سدىً، ولا يفعل فعلاً، أو يشرع شرعاً إلا لحكم، عرفها من عرفها وجهلها من جهلها. وهذا ما شهد به الملائكة هذا الملأ الأعلى
(قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم)(البقرة: 32).
وما شهد به أنبياء الله وأولياؤه، وأولوا الألباب من عباده
(الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً، سبحانك)(آل عمران: 191).
هو الرحيم
الذي سبقت رحمته غضبه، ووسعت رحمته كل شيء، كما وسع علمه كل شيء،
وقد حكى القرآن دعاء الملائكة (ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً)(غافر: 7)
بدأ سور القرآن «بسم الله الرحمن الرحيم»
للدلالة على سعة رحمته وتقوية الرجاء في قلوب عباده، وإن تورطوا في الذنوب والآثام
(قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعاً، إنه هو الغفور الرحيم)(الزمر: 53).
هو خالق كل شيء
ورازق كل حي، ومدبر كل أمر، أحاط بكل شيء علماً، وأحصى كل شيء عدداً، ووسع كل شيء رحمة
خلق فسوى، وقدَّر فهدى، يسمع ويرى، ويعلم السر والنجوى
(ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم، ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك
ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة)(المجادلة: 7).
الكون كله عاليه ودانيه، صامته وناطقه، أحياؤه وجماداته كله خاضع لأمر الله
منقاد لقانون الله، شاهد بوحدانيته وعظمته، ناطق بآيات علمه وحكمته، دائم التسبيح بحمده
(تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن، وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم، إنه كان حليماً غفوراً)(الإسراء: 44).