
12-01-2011, 10:28 AM
|
 |
|
|
رقـم العضويــة: 88658
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الجنس:

المشـــاركـات: 3,017
نقـــاط الخبـرة: 279
MSN : 
Skype : 
Facebook : 
Twitter : 
|
|
مميز: ابراهيم ناجى <<والاطلال>>((((تابع للمسابقه ))))
اسعد الله اوقاتكم صبايا شباب
كيفكم اخوانى واخواتى
وعشاق الشعر الجميل
كيفكم يارواد القسم الرائع ان شاء الله ربى باحسن حال
طبعا هيدى مشاركتى الثانيه بهذا القسم سابقا نزلت موضوع وفشل
بس كنا فى وقتها لسيتنا بدايت الطريق  يعنى مستجدين بعد 
المهم شباب مابدى اطول عليكم بلكلام مشان الموضوع اصليتو طويل والكل راح بيحكى على طبعا
الله بيعينكم على القراءة والى راح بيفلت منو وعلى طول راح بيخلى رد بدون مايقرة طبعا مو الكل القسم منكم  مشان موضوع طويل وطويل اخذ منى  خمسه  ايام  وبعدنى عن المنتدى  وعن اصحابى ماكنت اتصور الموضوع متعب لهيدى الدرجه 
اليوم موضوعى عن الشاعر الكبير ابراهيم ناجى
ويالله نبدء ونغوص فى اعماق اشعارهى وبلئخص القصيدة المشهورة والتى راقت للجميع وهيا قصيدة الاطلال ونبدء بلموضوع
_ شاعر بكى الحب ورثاه، وكتب أرق القصائد وأكثرها حزناً وعذوبة، عبر عن مرحلة، قوامها الحزن والحب المحروم والصبر والوفاء، وهدفها التجديد، وقد جدد في شعره، وجاء شعره تعبيراً صادقاً عن وجدانه، مصوراً لشخصيته وحياته، وفياً لأهوائه وآرائه في الحياة والشعر، ولعله كان بهذا الشعر يعالج أدواء روحه، بينما كان بالأدوية والعلاج يداوي أدواء المرضى، وهو الطبيب المعالج، ذلك هوشاعرالأطلالإبراهيمناجي. _______________________________________ ترجم إبراهيم ناجي الكتب ألإنجليزية والإيطالية إلى العربية وكتب الكثير من الكتب الأدبية مثل "مدينة الأحلام" و "عالم الأسرة". ومن أشهر قصائده قصيدة الأطلال التي تغنت بها المغنية أم كلثوم. لقب بشاعر النيل، وشاعر الأطلال. وترجم عن الإنكليزية أشعاراً لشيلي وشكسبير وترجم عن الألمانية أشعاراً لهايني، ويبدو أن هذه الترجمات هي التي ساعدته على التجديد في شعره، بل حرضت الشعراء من جيله على التجديد ، وقال عنه الكثيرون: "أبرز وألمع شعرائنا المحدثين وأستاذهم جيمعا" ، "وعلمنا أن الفنان العظيم ينبغي أن يكون إنسانا عظيما".
ومن ابرز دواوينه الشعرية
* وراء الغمام.
* ليالي القاهرة.
* في معبد الليل.
* الطائر الجريح.
إبراهيم بن أحمد ناجي، ولد في حي شبرا بالقاهرة في القصبجي المعروفة بتجارة الخيوط المذهبةفي الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر عام 1898،، عمل والده في شركة البرق (التلغراف)، وهي شركة إنكليزية، يوم كانت مصر تحت الهيمنة البريطانية، فأجاد اللغة الإنكليزية، وتمكن من الفرنسية والإيطالية، وكان شغوفاً بالمطالعة، وامتلك في بيته مكتبة حافلة بأمهات الكتب، فنشأ ابنهإبراهيمعلى حب المطالعة، وشجعه أبوه على القراءة، وكان يهديه مختلف الكتب، فأتقن العربية والفرنسية والإنجليزية والألمانية وأمه هي السيدة بهية بنت مصطفى سعودي الذي ينتهي نسبه إلى الحسين عليه السلام، وتمد بصلة قربى من جهة الأخوال إلى الشيخ عبد الله الشرقاوي.
وتصفه الدكتورة نعمات أحمد فؤاد فتقول: "كانناجيإلى جانب ذلك سريع الانفعال كثير الأوهام قلق الظنون طاغي الحس رفاف النفس هفاف المشاعر، وكلها عوامل تظهر أثرها في صاحبها، في حديثه في أسلوبه، في قسمات وجهه، في كل ما يصدر عنه، وكذلك كان شأنها مع ناجي، كان لها انطباعات في أسلوبه فتركته متوثباً نابضاً بالحركة وتحلل شخصيته فتقول: "وناجي ضحوك طروب، ولا يتنافى هذا مع شعره الحزين الكابي، فإن أسرع الناس استجابة لأسباب الضحك عند الحاجة أعظمهم إحساساً بالألم، وقد كان شعره صورة من نفسه، ونفسه طالما عصرها الألم، أما النكتة فهي تنفيس عن ذلك الألم من نوع آخر، تنفيس ضاحك، حين كان الشعر تنفيساً باكياً" ويرسم لهإبراهيمجودت صورة دقيقة واضحة فيقول: "كان ناحل العود، أصلع مقدمة الرأس، كبير الأنف، في عينيه بروز رجراج، يمشي وكأنه يتعثر، كان نصيبه من وسامة الوجه محدوداً، وكان ضعيف البنيان كثير العلل، وكان فوق هذا قليل الاهتمام بمظهره"
*
وكان الشاعر حريصاً في شعره كله على التجديد، فكان يتبع البحور الخفيفة، ويكثر من النظم على البحور المجزوءة، وينوع في القوافي، ولا يلتزم فيها الوحدة، وكان يعنى باختيار الألفاظ الرقيقة المأنوسة، وتكثر في شعره ألفاظ حسية من مثل الدموع والدم والرماد والشموع والظلام والعنكبوت كما تكثر ألفاظ مجردة أخرى من مثل الماضي والبلى والزمان والشك والحزن والوحدة، وهو يكثر من الصفات التشخيصية الدالة على المعاناة والألم من نحو الماضي الجريح والظلمة الخرساء ومشرد الأمل.
حكايته مع جماعة أبوللو: تفتحت موهبة إبراهيم ناجي الشعرية باكراً، فقد نظم الشعر وهو في الثانية عشرة من العمر، وشجعه والده عليه، وفتح له خزائن مكتبته، وأهداه ديوان شوقي ثم ديوان حافظ وديوان الشريف الرضي، ومن شعره في الصبا قصيدة قالها وهو في الثالثة عشرة من عمره،
اهتم بالثقافة العربية القديمة فدرس العروض والقوافي وقرأ دواوين المتنبي وابن الرومي وأبي نواس وغيرهم من فحول الشعر العربي، كما نـهل من الثقافة الغربية فقرأ قصائد شيلي وبيرون وآخرين من رومانسيي الشعر الغربي.
بدأ حياته الشعرية حوالي عام 1926 بترجمة بعض أشعار الفريد دي موسييه وتوماس مور شعراً وينشرها في السياسة الأسبوعية ، وانضم إلى جماعة أبوللو عام 1932م حيث الشعراء العرب الذين استطاعوا تغيير صورة القصيدة العربية لشكل أكثر تحرراً من القواعد الكلاسيكية ، وهناك إلتقى الشعراء الأربعة الذين إنضموا فيما بعد إلى جماعة "أبولو" "علي محمود طه وعبد المعطي الهمشري وصالح جودت وإبراهيم ناجي" ، كان الشعراء الأربعة يلقتون في موقع بين النيل والجزيرة الرملية أطلقوا عليه "صخرة الملتقى" ومنها أرسل على محمود طه إلى جريدة "السياسة الأسبوعية" التي كان يرأس تحريرها "د. محمد حسين هيكل" ، ويشرف على التحــــرير "د. طه حسين" ،ونشرت الجريدة قصيدة علي محمود طه ، ثم نشرت قصيدة لإبراهيم ناجي في 6 أغسطس عام 1927 بعنوان "صخرةالملتقى" وكان أيضا يكتب الدراسات النقدية كدراسته عن الشاعر الفرنسي بودلير. في شهر سبتمبر من عام 1932
إبراهيم ناجي (1898 - 24 مارس 1953) شاعر مصريً يميل للرومانسية. وكان رئيساً لمدرسة أبولو الشعرية وترأس من بعدها رابطة الأدباء في الأربعينيات من القرن العشرين. ترجم إبراهيم ناجي الكتب الإنجليزية والإيطالية إلى العربية وكتب الكثير من الكتب الأدبية مثل "مدينة الأحلام" و "عالم الأسرة". ومن أشهر قصائده قصيدة الأطلال التي تغنت بها السيدة أم كلثوم. لقب بشاعر النيل، وشاعر الأطلال.
وقد تخصص الشاعر في مجال الطب ومن بعدها عيّن مراقباً للقسم الطبي في وزارة الأوقاف.
وفي عام 1922 تخرج بمدرسة الطب السلطانية ، وعين في القسم الطبي لمصلحة ألكك الحديدية بمدينة سوهاج بصعيد مصر ، وأفتتح أيضا عيادة هناك ، وأشتهر بأنه كان يعالج مرضاه الفقراء بالمجان. ونقل من سوهاج إلى المنيا وإفتتن بهذه المديرية التي عاش فيها "إخناتون" فترة من الزمن. ومنها صدرت دعوته إلى التوحيد قبل الأديان بزمان. ومن المنيا نقلوه إلى مدينة الصبا والجمال "المنصورة" في دلتا مصر عام 1927 ،. ونقل إلى القاهرة ليهمل بالمستشفى التابع لوزارة الأوقاف ، وعين رئيسا للقسم الطبي بوزارة الصحة ، ووضعوا على باب مكتبه جنود الحراسة ، وذات يوم ذهب لزيارته ناظر مدرسته القديمة فمنعه الجندي الواقف على الباب ، وكتب الناظر بسرعة ورقة وافق الجندي أن يسملها لحضرة الحكيمباشي "ناجي" ، ولم يكن الجندي يعرف القراءة ، وكان الناظر قد كتب في الورقة البيت التالي: صد ببابك يا أهل الوفا وقفا قد عاقه عند "نطع" ، ووقف "قفا" ، فأغرق "ناجي" بالضحك ، وخرج يستقبل الناظر وأغرق الإثنان في الضحك.
و تفتحت موهبته الشعرية باكراً، فقد نظم الشعر وهو في الثانية عشرة من العمر ومن شعره في الصبا قصيدة قالها وهو في الثالثة عشرة من عمره، عنوانها "على البحر"، وفيها يقولهل أنت سامعة أنيني
يا غاية القلب الحزين
يا قبلة الحب الخفي
وكعبة الأمل الدفين
إني ذكرتك باكياً
والأفق مغبرُّ الجبين
والشمس تبدو وهي تغـ
ـرب شبه دامعة العيون
والبحر مجنون العباب
يهيج ثائره جنوني وكان وافر النشاط على المستويين الأدبي والاجتماعي، ففي أيلول من عام 1932 صدر العدد الأول من مجلة جمعية أبولو، وكان رئيس تحريرها أحمد زكي أبو شادي، وقد اشتركإبراهيمناجيمع أحمد زكي أبو شادي في إصدار المجلة، وفي العدد الثاني من المجلة تم الإعلان عن تأسيس جمعية أبولو الشعرية، وفي 10 تشرين الأول 1932 اجتمع لفيف من الأدباء في كرمة ابن هانئ، وفيهمإبراهيمناجي، وانتخب أحمد شوقي رئيساً للجمعية، ولكنه توفي بعد أربعة أيام، فخلفه نائبه مطران خليل مطران، وكانإبراهيمناجيمن الأعضاء المؤسسين، وبعد أقل من عام جرت انتخابات جديدة في 22 أيلول عام 1933 وانتخب مطران رئيساً وأحمد محرم وإبراهيمناجيوكيلين وأحمد زكي أبو شادي سكرتيراً وهدف الجمعية تجديد الشعر، بتعبيره عن التجربة الذاتية للشاعر، والبعد عن الأغراض الشعرية التقليدية، وعن أدب المناسبات، وتحقيق الوحدة العضوية، والتحرر من الصنعة والتكلف، وعلى صفحات المجلة نشرإبراهيمناجيمعظم ما كتب من شعر وما ترجم، وكان من أشهر ما ترجمه قصيدة "البحيرة" للشاعر الفرنسي لامارتين وقصيدة "أغنية الريح الغربية" للشاعر الإنكليزي الرومنتيكي شيلي، وقد صدر من المجلة خمسة وعشرون عدداً من أيلول 1932 إلى كانون الأول 1934، ثم توقفت عن الصدور وقد أصدرإبراهيمناجيفي حياته ديوانين اثنين، هما "وراء الغمام" نشرته له جماعة أبولو عام 1934، ويغلب عليه الحزن والتعبير عن الحب المحروم، ويضم بعض القصائد المترجمة، كما أصدر عام 1943 ديوانه الثاني "ليالي القاهرة"، ويقصد بها ليالي الحرب العالمية الثانية، التي نشبت أواخر عام 1939 وهو يعبر فيها عن كراهيته للحرب التي حرمته من سهر الليالي، ونشرت له دار المعارف بعد وفاته ديوانه الثالث: "الطائر الجريح" عام 1957، ثم أصدرت دار العودة في بيروت عام 1986 ديوانإبراهيمناجي، وقد ضم دواوينه الثلاثة، بالإضافة إلى ديوان حمل عنواناً هو "في معبد الليل"، ويبدو أنه مجموعة قصائد متناثرة جمعها صديقه الأديب السوري سامي الكيالي.
ويعبرإبراهيمناجيفي معظم شعره عن نزوع فردي رومنتيكي حزين، فشعره ذاتي، يكاد يكون خالصاً للحب والوجدان، بل للقهر والحرمان، فهو يعبر عن حب محروم، ويصدر عن رؤية متشائمة، ونظرة حزينة، وروح مكتئبة، فالأمل غائب، واليأس حاضر، والدموع تنهل غزيرة، والحرمان هو السائد، والشقاء هو المسيطر، ولا سيما شقاء المرأة، وهو يراها دائماً طهوراً نقية، على الرغم مما قد يحيط بها من شقاء، أو على الرغم مما تعيش فيه من انحدار وسقوط، ذلك أنها نقية الروح، وإن كانت ملوثة الجسد، وهو بذلك يعبر عن مقولة "البغي الطهور" التي نادى بها الشعراء والكتاب الرومنتيكيون.
وقد عبر عن هذه النظرة الرومنتيكية في قصيدته المطولة "قلب راقصة" ، وفيها يصور دخوله ذات ليلة إحدى الملاهي، ورؤيته راقصة، وعيون الرواد شواخص إليها تقتحم مفاتنها، ولا تبغي منها إلا الجسد تشتريه بالمال، وقد دعاها إلى غرفته فلبت الدعوة، وجالسها، وحاورها، فرأى فيها مرآة ذاته، إذ وجدها تحمل بين جنبيها روحاً نقية معذبة، قد طهرها من الإثم الصبر والألم، ومن القصيدة قوله:
من أنت يا من روحها اقتربت
مني وخاطب دمعها روحي
صبته في كأسي وما سكبت
فيه سوى أنات مذبوح
لا تكتمي في الصدر أسراراً
وتحدثي كيف الأسى شاء
أنا لا أرى إثماً ولا عاراً
لكن أرى امرأة وبأساء
أفديك باكية وجازعة
وقد لفها في ثوبه الغسق
ودعتها شمساً مودعة
ذهبت وعندي الجرح والشفق
تمضي وتجهل كيف أكبرها
إذ تختفي في حالك الظلم
روحاً إذا أثمت يطهرها
ناران: نار الصبر والألم
ومن أبرز من قدم مثالاً لهذا النموذج الكاتب الفرنسي الاسكندر دوما الابن (1824 ـ 1895) في روايته غادة الكاميليا، حيث يؤكد أن البغي نقية في روحها وعواطفها، ولم يكنإبراهيمناجيالوحيد الذي تأثر بهذه النزعة الرومنتيكية، بل تأثر بها كثير من شعراء عصره، أمثال صالح جودت في قصيدته "الهيكل المستباح" ومحمود حسن إسماعيل في قصيدته "دمعة بغي"، وقد حمل هؤلاء الشعراء المجتمع مسؤولية سقوط المرأة.
وهو يعبر دائماً عن شعور بالوحدة، وإحساس بالخيبة والهزيمة، وتدل على ذلك عناوين قصائده، ومنها: "رسائل محترقة"، و"الأطلال"، و"السراب"، و"الشك"، و"ظلام"، و"وفي ظلال الصمت"، و"الناي المحترق"، يغلب عليه التعبير عن الألم، كأنه رثاء للذات من خلال رثاء الحب، ولم يبق سوى الذكريات المرة، و"بقايا حلم" زائل، وكأن الشاعر ينفض يديه من الحب والحياة، فليس ثمة غير الوحدة والألم والشكوى والأنين والإحساس بالاحتراق والشعور بالنهاية، حتى ليشبه نفسه بفراشة تحترق في نار الحب والشعر في قصيدة له عنوانها: "الطائر الجريح" ، فيقول:
إني امرؤ عشت زما
ني حائراً معذباً
أمشي بمصباحي وحيـ
ـداً في الرياح متعبا
أمشي به وزيته
كاد به أن ينضبا
عشت زماني لا أرى
لخافقي منقلبا
مسافراً لا قوم لي
مبتعداً مغتربا
فراشة حائمة
على الجمال والصبا
تعرضت فاحترقت
أغنية على الربا
تناثرت وبعثرت
رمادها ريح الصبا
ويبدو أن نزعته الرومنتيكية هذه كانت صدى لثقافته واطلاعه على الشعر الرومنتيكي الفرنسي والإنكليزي، وما امتاز به هذا الشعر من نزعة فردية، تتغنى المشاعر والعواطف، ولاسيما الرومنتيكية الفرنسية التي كان الحزن يطغى عليها، ويشيع فيها التعبير عن الحرمان والخيبة، كما عند لامارتين في قصيدته الشهيرة "البحيرة" وقد ترجمهاإبراهيمناجينفسه شعراً، ويبدو أن تأثره بالرومنتيكية الإنكليزية أقل، فقد كانت تتسم بالثورة والتمرد والدعوة إلى التجديد في العالم والحياة، كما هي عند بايرون وكيتس وشيلي، وقد ترجمإبراهيمناجيللأخير منهم قصيدته "أغنية إلى الريح الغربية"، وكانت ترجمتها نثراً رقيقاً، تركت أثراً في شعراء عصره، وتناقلها عنه كثير من الدارسين والباحثين، ولكنها لم تترك فيه مثل ذلك الأثر، لأنها تثق بالتغيير وتحقيق الخلاص، وتتفاءل بقدوم الربيع.
وقد انتقد عباس محمود العقاد هذه النزعة الحزينة الباكية في شعره، وميز بينها وبين القلق والتمرد، وعدها ضعفاً في شخصيته، وردها إلى اطمئنانه إلى قوة الشخصية لدى أبيه، فقال عنه: "رقة ودقة، هاتان الخصلتان اللتان نسجت منهما العاطفية الشعرية في سليقة ناجي، ولم يكن في وسعه أن يتخلى عنهما لنقد يصيبه أو لصدمة من صدمات الحياة تخلف ظنونه، ولولا المزاج المتمكن لاستطاعناجي بفطنته ولطفه أن يفرق بين أدب الشكوى والبكاء وأدب السخط والقلق، لأنهما جد مفترقين، ولكن الرقة العاطفية تخيل إليه أن آلام العاطفة كما أحسها وترجمها في شعره ونثره قضاء حتم لا ينجو منه الشاكي أو الساخط ولا المستسلم أو المتمرد، وليس للشعر ولا للحياة من مجال غيره ولا من ترجمان له غير الدموع". وكان يحمل نظرة واعية للشعر، ويملك مفهوماً محدداً، دعا فيه إلى تعبير الشاعر عن ذاته ومشاعره واستلهام الطبيعة ورفض التصنع والتكلف، وقد عبر عن ذلك شعراً، فقال في قصيدة ألقاها في حفل تكريمه عام 1934 اكتب لوجه الفن لا تعدل به
عرض الحياة ولا الحطام الفاني
واستلهم الأم الطبيعة وحدها
كم في الطبيعة من ثريِّ معاني
الشعر مملكة وأنت أميرها
ما حاجة الشعراء للتيجان
هو مير أمره الزمان بنفسه
وقضت له الأجيال بالسلطان
اهبط على الأزهار وامسح جفنها
واسكب نداك لظامئ صديان
وعلى الرغم من دعوته إلى تعبير الشاعر عن شعوره الفردي ومهاجمته مع مدرسة أبولو شعر المناسبات، فقد حفل شعره بقصائد كتبها في مناسبات، ولا سيما في المرحلة الأخيرة من حياته، فقد مدح بعض الأشخاص في عصره وهجا آخرين، فقد مدح على سبيل المثال الدكتور زكي ورثى أحمد شوقي فقال في قصيدة عنوانها "رثاء شوقي"
والهفتاه لمصر والشرق
ولدولة الأشعار والأدب
دنيا تقر اليوم في لحد
وصحيفة طويت من المجد
ومسافر ماض إلى الخلد
سبقته آلاء بلا عد
وبعيد صدور ديوانه الأول سافر في شهر حزيران مع أخيه إلى تولوز في فرنسة، ليساعد أخاه على الانتساب إلى إحدى الكليات هناك، ومنها سافر إلى لندن لحضور مؤتمر طبي، وفي لندن قرأ النقد الحاد الذي كتبه طه حسين عن ديوانه الأول، كما قرأ هجوم العقاد عليه، فشعر بخيبة كبيرة، وبينما كان يجتاز أحد الشوارع، صدمته سيارة، فنقل إلى مستشفى سان جورج، ولبث فيه مدة، فقد دخل رأس عظمة الساق في فتحة الحوض فهشمته، وكان يعاني بالإضافة إلى ذلك من داء السكري، ورجع إلى مصر يجر الخيبة.
وفي هذه المرحلة يئس من الشعر والأصدقاء، وأخذ يكتب قصائد الهجاء في هذا وذاك، بل أخذ يترجم ويكتب القصص، فكتب قصة "مدينة الأحلام"، تحدث فيها عن حبه الطفولي الأول، ونشرها مع قصص أخرى مؤلفة ومترجمة في كتاب يحمل العنوان نفسه، قال في مقدمته: "وداعاً أيها الشعر، وداعاً أيها الفن، وداعاً أيها الفكر".
بل إن الشاعر أصدر مجلة شهرية عنوانها: "حكيم البيت"، وقد أقبل الناس عليها، ثم انصرفوا عنها عندما طغت عليها المواد الأدبية، وفي هذه المرحلة أيضاً وضع خمسة كتب نشر بعضها وبعضها لم ينشر، وهي: "عالم الأسرة"، و"كيف نفهم الناس"، و"رسالة الحياة" وتتضمن مجموعة مقالات في الأدب والمجتمع والحياة، وثمة كتابان آخران هما "أزهار الشر" وهو دراسة عن بودلير وترجمة لبعض أشعاره، وأهازيج شكسبير، ولم ينشر إلى اليوم.
ومن مقالاته في الأدب والفن والنقد والحياة، مقالة عن "الأدب والحياة"، وتدل على ثقافة نقدية معمقة، واطلاع على علم النفس، كما تدل على نظرة نقدية متقدمة، ومن آرائه فيها كلامه على التجربة الشعورية، وفيها يقول: "إن الوعي يتصل بغير الوعي، ثم يطفو عليها ضباب ملون مشبع بالذكريات، وهذا الضباب يغطي أجزاء التجربة حيث يجري تركيبها من جديد، لا حسبما وجدت في الطبيعة، بل حسبما رآها الفنان، ومن ذلك يتضح لنا لماذا قال سانت بيف: إن الفن مزاج فردي، ويتضح كذلك أن النقد يتعين عليه تمييز الأساليب، لا تطبيق القواعد" وقد كتب الشاعر رسالة مطولة جداً رد فيها على طه حسين، ويتسم رده بذوق أدبي رفيع، ومقدرة على الحوار، على الرغم مما فيها من الهزء تارة والشكوى أخرى، ومنها قوله: "أول ما أعتب عليك فيه أنك لا تزال تحاسب الشاعر كلمة كلمة، وتقيس الفن بالمسطرة، وربما انتزعت اللفظة من جاراتها، وهي تسندها، وتشد أزرها، ولا تكمل إلا بها".. ولعل في هذا كله ما يدل على ثقافة الشاعر الواسعة، واطلاعه المعمق، كما يدل على ذوقه الرفيع، وحسه المرهف.
*
ثم نقل الشاعر إلى وزارة الأوقاف، حيث عيّن رئيس القسم الطبي، فاطمأنت نفسه، لما وجد فيها من تقدير وتكريم، وقد عاصر ثلاثة وزراء كانوا يقدرون الشعر والشاعر، وهم عبد الهادي الجندي وإبراهيم الدسوقي أباظة وعبد الحميد عبد الحق.
وفي هذه المرحلة خرج عن المفهوم الذي رسمه للشعر، وأخذ يمدح، بل أخذ يكثر من المدح لكل من أسدى إليه خدمة أو أظهر له بعض مودة، كأنه يعوض عما لحق به من ضرر النقد وأذى النقاد، وكان من أبرز من مدحهمإبراهيمالدسوقي أباظة وزير الأوقاف، وقد جمع كل ما قاله في مدحه من شعر تحت عنوان: "الإبراهيميات" وضمنه ديوانه الثاني "ليالي القاهرة".
ولكن هذا الرخاء لم يدم للشاعر، فقد مضى عهد الوزراء المشجعين للشعر والشاعر، فبرز الوشاة والحساد والمبغضون، وأخذوا يكيدون للشاعر، فأخرج من وظيفته عام 1952، ولم يكن قد ادخر لمثل هذا اليوم شيئاً، فجعل يعيش في ضنك، بل في بؤس، وتنكر له أقرب الناس إليه، بمن فيهم زوجته، وأخذ ينغمس في السهر، "فكان أقل النوم يشبعه، وأقل الغذاء يكفيه، وكثيراً ما كانت السهرة تمتد إلى الفجر، ليبدأ الشاعر يوماً جديداً" وفي هذه المرحلة تعرف إلى الممثلة زازا وشغف بها حباً، و"كانت شابة وسيمة السمات، أنيقة الروح، تعشق الشعر، قديمه وحديثه، وتحفظ الكثير من هذا وذاك، ولم تكن ذات مطامع كمطامع المغنيات، كان كل همها أن تكون إلى جانبشاعريحبها وتحبه، وقد كانت كل همه، وشغله في أكثر يومه، من مطلعه إلى مطلع اليوم الذي يليه" وقد نظم فيها قصيدة مطولة عنوانها "زازا"، بث فيها أشواقه، وعبر عن حرمانه، وتوسل راجياً ألا تتركه وحده وأن تمنحه ما هو بحاجة إليه، فمجيئها هو الربيع في خريف حياته، ومنها قوله
جئتني في الخريف والروض عار
فكسوت الربى عذارى البراعم
وأجال الربيع أخضركفيـ
ـه ليمحو اصفراره المتراكم
رحلة للنجوم لم تك أوها
ماً وبعض النعيم أوهام حالم وكان يشعر دوما بنوع من الفراق عن الأحباب وكتب يقول : سألتك يا صخرة الملتقى متى يجمع الدهر ما فرقا إذا نشر الغرب أثوابه وأطلق في النفس ما أطلقا أريك مشيب الفؤاد الشهيد والشيب ما كلل المفرقا ولقد مر بظروف صعبة في حياته وتخلى عنه الأقارب والأحباب في أحيان كثيرة.. ولكن كانت أول تجربة تعمق نظرته البائسة للحياة هي محبته أيام الدراسة الثانوية لفتاة كانت زميلته وتعلقه بها حتى أنها حينما تزوجت بغيره تهدمت مشاعره وكتب أكثر قصائده شهرة عن نظرته لهذه التجربة مصوراً أن ما بقي من الشاعر مجرد أطلال لروحه ولكنه عاد في نهاية القصيدة يستسلم للقدر ، وحملت القصيدة عنوان "الأطلال" وتقع في أكثر من مائة وثلاثين بيتاً في شكل مقاطع، يتألف كل مقطع من أربعة أبيات، أكثر المقاطع منظومة على الرمل، وقد غنت أم كلثوم مقاطع منها مع بعض التعديل في الألفاظ وضم مقاطع من قصيدة أخرى عنوانها "الوداع". يا فؤادي لا تسل أين الهوى كان صرحاً من خيال فهوى ولئن كانإبراهيمناجيكثير الشكوى كثير البوح والبكاء، ولئن كان قد عبر عن حب محروم، وعن يأس وتشاؤم، فقد كان صادقاً مع نفسه، وصادقاً مع عصره، فقد كانت تلك هي سمة الأدب في العصر الذي عاش فيهإبراهيمناجي، فقد كان من حوله علي محمود طه ومصطفى لطفي المنفلوطي وخليل مطران وأبو القاسم الشابي وصالح جودت، وكلهم عبروا عن مثل هذا النزوع الرومنتيكي، وإن كان تعبيرهم بألوان وأشكال مختلفة، كما كان صادقاً مع نفسه، وحسبه أنه كان أكثر شعراء عصره تجديداً، في الأوزان والصور والمواقف والمعاني، وهو صاحب المطولات الشعرية، والقصص الشعري، ولا بد من أن يذكر فضله على تعريف شعراء عصره وأدبائه على عيون الشعر الغربي، فقد ترجم عن الفرنسية أشعاراً لبودلير وألفريد دوموسيه ولا مارتين،
وكان يهمل صحته، ولا يأخذ العلاج، وقد ألح عليه داء السكري، وأصيب بذات الرئة، وهو ما يزال يهمل صحته، إلى أن وافاه الأجل في 25 آذار مارس1953عن عمر ناهز الخامسة والخمسين، ودفن إلى جوار جده لأمه الشيخ عبد الله الشرقاوي، في مسجده بجوار الحسين.
ناجي متهم بضعف الوطنية عاب الكثير من النقاد على ابراهيم ناجي أنه كان منصب تركيزه على الشعر العاطفي الرومانسي وقصائد الهجر هي أغلب ما تركه للأجيال ، غير أن هناك رأي آخر يرى أن الشاعر من جهة لم تجمع كل قصائده فإنتاجه الحقيقي أكبر من الدواوين القليلة المجمعة ولم يكن يهتم بحفظ شعره الذي ألقاه في العديد من المناسبات والدليل على هذا كشف الأستاذ حسن توفيق للعديد من القصائد المجهولة للشاعر بإصدار الأعمال الشعرية الكاملة ، ومن جهة أخرى فهناك العديد من القصائد التي تبرهن على حبه لأمته العربية ، ومن الفريق الأول الدكتور والأديب محمد مندور بقوله "قد أوشك معظم شعره أن يصبح قصيدة غرام متصلةٍ وإن تعدّدت أحداثها وتنوّعت أنغامها"، ومن الفريق الثاني الدكتور طه وادي الذي رأى بأن قصيدة "ليالي القاهرة" نوعٍ الغَزِل العجيب لحبٍّ آخر وحبيبةٍ أخرى, وأنّه غزلٌ في حبّ مصر, وحسرةٌ على ما أُصيبتْ به من عدم القدرة على قهر أعدائها، كذا الأستاذ الناقد مصطفى يعقوب عبد النبي والذي برر الأمر بكثرة القصائد المجهولة لناجي. ومنها قصيدة بعنوان "المجد الحي" ضمن كتاب "أدب العروبة" الذي أصدرته جماعة أدباء العروبة وهي جماعة أدبية ترأسها الوزير الأديب إبراهيم الدسوقي أباظة ومنها يا أمّة نبتتْ فيها البطولاتُ لا مصر هانت ولا الأبطال ماتوا ويدل أيضا على ذلك قصيدته المنشورة ضمن "المجلّة الطبية المصرية" عام 1937 ضمن رصد وقائع المؤتمر الطبّي التاسع الذي حضره عددٌ من الوفود الطبيّة العربيّة ومنهم إبراهيم ناجي قال فيها: يا شاعرَ الوادي وغرّيد الرّبى قُلْ للضيوفِ تحيّةً وسلاما مصرالعريقُ وفادُها حفَظْتُ لكُم َهْداً على طُول المَدى وزِمَاما لستُمْ بها غُرَباءَ, أَنْتُمْ أَهْلُها أَنّى حَللَتُم تَنّزِلُون كِراما
ومنها أيضا: الشّرْقُ مَهْدٌ للنبوغِ ومَوْلدٌ للمجْدِ فيه رَبَا وشَبّ غُلاما زَكَت النبوّة في حِمَاهُ ورعْرعتْ وتألّقت كالفرقديّنِ نِظَاما مُوسى الذي شَقّ العُبابَ وفجّر الصخّر العنيدَ سواكباً تترامى عيسى الذي فدّى الوجودَ وعلم الغفّران والإحسانَ والإكراما ومحمّدٌ يَكْفيكَ أنّ محمّداَ بيّن البريّةِ أَوْجَدَ الإسلاما هذا هو الشّرْقُ العظيم لم يَزَلْ نوراً لمن رَام الهدى وإماما ومن قصيدة بعنوان مصر يفتتحها بقوله: أجل إن ذا يوم لمن يفتدي مصرا فمصر هي المحراب والجنة الكبرى أجل عن ماء النيل قد مر طعمه تناوشه الفتاك لم يدعو شبرا فهلا وقفتم دونها تمنحوها أكفاً كماء المزن تمطر خيرا سلاما شباب النيل في كل موقف على الدهر يجني المجد أو يجلب الفخرا تعالوا فقد حانت أمور عظيمة فلا كان منا غافل يصم العصرا شباب نزلنا حومة المجد كلنا ومن يغتدي للنصر ينتزع النصرا أعلام
يتبع   الله بيعينكم طولو صبركم معاى
|