الشفاء من السحر
وروى ابن أبي حاتم عن ليث قال{ بلغني أن هؤلاء الآيات شفاء من السحر تقرأ على إناء فيه مـاء ، ثم يصبُّ على رأس المسحور :الآية التي في سورة يونس {فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} وقوله {فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ} وقوله {إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى }
*الوقاية من الحيَّة والعقرب
قال الدميري{ ومما يدفع شرَّ الحيَّة والعقرب أن يقرأ عند النوم ثلاث مرات : (أعوذ بربِّ أوصافُهُ سَمِيّـَة ، من كل عقرب وحيَّـة) {سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ } [ أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.}} .
وفي التمهيد لابن عبد البر في ترجمة يحيي بن سـعيد الأنصاري عن ابن وهب قال : أخبرني ابن سمعان أنه سمع رجالاً من أهل العلم يقولون{ إذا لُدِغَ الإنسان فنهشته حيَّة أو لدغته عقرب فليقرأ الملدوغ هذه الآية {نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } وذكر ابن عبد البر في التمهيد أيضاً عن سعيد بن المسيب قال{ بلغني أن من قال حين يمسي{سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ} لم تلدغه عقرب.}}
*فائدة لمن ساء خلقه
روى الطبراني في معجمه الأوسط أنَّ أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله يقول : مَنْ سَاءَ خُلُقُهُ مِنَ الرَّقِيقِ وَالدَّوَاب وَالصبْيَانِ فَاقْرَءُوا فِي أُذُنَيْهِ{أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ }
*وصايا الجامعة
ونختم هذه الفوائد بوصايا جمعت خير الدنيا والآخرة : { قال الكمال الدميري في حياة الحيوان عند الكلام على الإنسان : كن متمسكاً بهذه الصفات الحميدة تفز بسعادة الدارين :
لا تتخذ من الكافرين ولياً ولا من المؤمنين عدواً وارتحل بزادك من التقوى في الدنيا وعد نفسك من الموتى واشهد لله بالوحدانية ولرسوله بالرسالة وحسبك عمل صالح وإن قلّ وقل آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله وقل {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }
فمن كان متمسِّكاً بهذه الصفات الحميدة ضمن الله له أربعة في الدنيا : 1-الصدق في القول 2- والإخلاص في العمل 3- والرزق كالمطـــر 4- والوقاية من الشَّــــرِّ وأربعة في الآخرة : 1- المغفرة العظمى 2- والقربة الزلفى 3- ودخول جنَّة المأوى 4- واللحوق بالدرجة العليا .
وإن أردت الصدق في القول ، فداوم على قــــــــراءة : {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ }
وإن أردت الرزق كالمطـــر فـــداوم على قـــــــــــراءة : {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ }
وإن أردت السلامة من شرِّ الناس فداوم على قراءة: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ }
وإن أردت جلب الخير والرزق والبركة فداوم على قـراءة : بسم الله الرحمن الرحيم[الملك الحق المبين هو نعم المولى و نعم النصير] وقراءة سورة الواقعة، وسورة يس ، فإنه يأتيك بالرزق كالمطر.
وإن أردت أن يجعل الله لك من كل همٍّ فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ويرزقك من حيث لا تحتسب فالزم الاستغفار
وإن أردت أن تأمن مما يروِّعك ، ويفزعك ؛ فقل : أَعُوذُ بِكَلِماتِ الله التّامّاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقابِهِ وَشَرِّ عِبادِهِ وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّياطِين، وَأَنْ يَحْضُرُونَ
وإن أردت أن تعرف أي وقت تفتح فيه أبواب السماء ويستجاب الدعاء فاشهد وقت نداء المنادي فأجبه ففي الحديث : (مَنْ نَزَلَ بِهِ كَرْبٌ أَوْ شِدَّةٌ فَلْيُجِبْ الْمُنَادِي ) والمنادي هو المؤذن.
وإن أردت أن تسلم من أمر يكربك فقل : توكلت على الحى الذى لايموت أبدا {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً }
وإن أردت أن تنجو من هـــمٍّ ، أو غــــمٍّ أو خوف يصــــيبك فقـــــل : اللَّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ ٱسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ ٱسْتَأَثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجَلاَءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي فيذهب عنك همك وغمك وحزنك
وإن أردت أن يداويك الله من تسعة وتسعين داء أيسرها الهمّ فقل ما ورد في الحديث (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) فإنها دواء مما ذكر .
وإن أردت أن تؤجر بما يصيبك من مصيبة فقــــــــــل : إنَّا لله وَإِنَّا إليهِ رَاجِعُون اللهُمَّ عِنْدَكَ احْتَسَبْتُ مُصِيبَتَي فَأْجُرْنِي فِيهَا، وَأَبْدِلْنِي خَيْرَاً مِنْهَا ) ومنه : (حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ تَوَكَّلْنَا عَلَى اللهِ وَعَلَى اللهَ تَوَكَّلْنَا)
وإن أردت أن يذهب همُّك ويُقْضَي دينُك فقل إذا أصبحت وإذا أمسيت : اللهمَّ إنّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الهـمِّ وَالحُزْنِ وَأعُوذُ بِكَ مِنْ العَجْزِ وَالكَسَلِ ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ الجُبْنِ وَالبُخْلِ ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجالِ
وإن أردت أن تُوَفَّقَ للخشوع ؛ فاترك فضول النظر.
وإن أردت أن تُوَفَّقَ للحكمة ؛ فاترك فضول الكلام.
وإن أردت أن تُوَفَّقَ لحلاوة العبادة ؛ فاترك فضول الطعام ، وعليك بالصوم ، وقيام الليل ، والتهجد فيه.
وإن أردت أن تُوَفَّقَ للهيبة ؛ فاترك المزاح ، والضحك، فإنهما يسقطان الهيبة.
وإن أردت أن تُوَفَّقَ للمحبة ؛ فاترك فضـــول الرغبـــة في الدنيا.
وإن أردت أن تُوَفَّقَ لإصلاح عيب نفســـــــــك ؛ فاترك التجسُّس على عيوب الناس ، فإن التجسُّس من شعب النفاق ، كما أنَّ حسن الظنِّ من شعب الإيمان.
وإن أردت أن تُوَفَّقَ للخشية ؛ فاترك التوهُّم في كيفيات ذات الله تعالى ؛ تسلم من الشكِّ والنفاق.
وإن أردت أن تُوَفَّقَ للسلامة من كل سوء ، فاترك الظنَّ السيئ بكل الناس.
وإن أردت العزلة ؛ فاترك الاعتماد على الناس ، وتوكـــل على الله.
وإن أردت أن لا يموت قلبك ؛ فقل كل يوم أربعين مرة (يا حيُّ يا قيوم ، لا إله إلا أنت ).
وإن أردت أن ترى النبي يوم القيامة ، يوم الحسرة والندامة ، فأكثر من قــــــــــــــراءة{إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ } و{إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ } و {إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ }
وإن أردت أن يُنَوَّرَ وجهك ؛ فداوم على قيام الليل.
وإن أردت السلامة من عطش يوم القيامة؛ فلازم الصوم.
وإن أردت أن تسلم من عذاب القبــــــــــــر فاحترز من النجاسات ، واترك أكل المحرمات ، وارفض الشهوات
وإن أردت أن تكون غنيَّاً ؛ فلازم القناعة.
وإن أردت أن تكون خير الناس ؛ فكن نافعاً للناس.
وإن أردت أن تكون أعبد الناس فكن متمسكاً بقول النبى فيما رواه الترمذى عن أبى هريرة : مَنْ يَأْخُذُ عَنِّي هَؤُلاَءِ الكَلِمَاتِ فَيَعْمَلُ بِهِن أو يُعَلِّمُ مَنْ يعْمَلُ بِهِنَّ؟ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فقُلْتُ أَنَا يَا رَسُولَ الله فَأَخَذَ بِيَدِي فعَدَّ خَمْساً وَقَالَ: اتَّقِ المَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ ، وَارْضَ بِما قَسَمَ الله لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِناً وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ ما تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِماً ، وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ القَلْبَ
وإن أردت أن تكون من المحسنين المخلصين ؛ فاعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
وإن أردت أن يكمل إيمانك ؛ فحسِّن خلقك.
وإن أردت أن يحبُّك الله فاقض حوائج إخوانك المســــلمين ففي الحديث ( عن أنس جامع الأحاديث ) : إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْراً صَيَّرَ حَوَائِجَ النَّاسِ إِلَيْهِ
وإن أردت أن تكون من المطـــيعين ؛ فأدِّ ما فـــرض الله عليـــــــك .
وإن أردت أن تلقى الله تعالى نقيَّاً من الذنوب فاغتسل من الجنابة ولازم غسل الجمعة تلق الله تعالى يوم القيامة وما عليك ذنب.
وإن أردت أن تُحشر يوم القيامة في النور الهادي ، وتسلم من الظلمات ؛ لا تظلم أحداً من خلق الله تعالى.
وإن أردت أن تقلّ ذنوبك ؛ فالزم دوام الاستغفار.
وإن أردت أن تكون أقوى الناس ؛ فتوكل على الله.
وإن أردت أن يستر الله تعالى عليك عيبك فاستر عيوب الناس فإن الله تعالى ستَّار ويحبُّ من عباده الستَّارين
وإن أردت أن تمحي خطاياك ؛ فأكثر من الاستغفار ، والخشوع ، والخضوع ، والحسنات في الخلوات.
وإن أردت الحسنات العظام ؛ فعليك بحسن الخلق ، والتواضع ، والصبر على البليَّة.
وإن أردت السلامة من السيئات العظام ؛ فاجتنب سوء الخلق ، والشحَّ المطاع.
وإن أردت أن يسكن عنك غضب الجبَّار ؛ فعليك بإخفاء الصدقة ، وصلة الرحم.
وإن أردت أن يقضي الله عنك الدين فقل ما قاله النبي للأعرابي حين سأله وقال عليه الصلاة والسلام له : لو كان عليك مثل الجبال ديناً أدَّاه الله عنك قل: اللَّهُمَّ اكْفِني بِحَلاَلِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَاغْنِني بِفَضْلِكَ عمن سِوَاكَ وفي الحديث : لَوْ كَانَ عَلَى أَحَدِكُمْ جَبَلٌ مِنْ ذَهَبٍ دَيْنَاً فَدَعَا بِذَلِكَ ؛ لَقَضَاهُ اللهُ عَنْهُ ، وَهُوَ: اللهمَّ فَارِجَ الهَمِّ وكَاشِفَ الكَرْبِ مُجِيبَ دَعْوَةَ المُضْطَرِّ رَحْمَنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، أَنْتَ رَحْمَانِي ؛ فارْحَمْنِي بِرَحْمَةٍ تُغْنِينِي بِهَا عَمَّنْ سِوَاكَ .
وإن أردت أن تنجو إذا وقعت في هلكة فالزم ما في الحديث :إذا وَقَعْتَ فِي وَرْطَةٍ فَقُلْ: بِسْمِ الله الرَّحمن الرَّحيم وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلا بالله العَلِّي الْعَظِيم فَإِنَّ اللهَ تَعَالى يَصْرِفُ عَنْكَ مَا شَاءَ مِنْ أَنْوَاعِ البَّلاء (الوَرْطَة: الهلاك) .
وإن أردت أن تأمن من قوم خفت شرهم فقل ما ورد في الحديث الشريف : اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ في نُحُورِهِمْ وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ) ومنه : اللَّهُمَّ اكْفِنـاهُمْ بِمِا شِئْتَ ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَئٍّ قَدِيرٌ
وإن أردت أن تأمن إن خفت من سلطان ؛ فقل ما ورد في الحديث: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَب السَّموَاتِ السَّبْعِ وَرَب الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ عَزَّ جَارُكَ وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ ... ويستحب أن يقول ما تقدم : اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ في نُحُورِهِمْ وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ وفي الحـديث : إذا أتيت سلطاناً مُهُابُاً تَخَافُ أَنْ يَسْطُوَ عَلَيْكَ فَقُلِ : اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَعَزُّ مِنْ خَلْقِهِ جَمِيعاً، اللَّهُ أَعَزُّ مِمَّا أَخَافُ وَأَحْذَرُ والحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمِين
وإن أردت ثبات القلب على الدين فقد أسند مرفوعاً أنه كان من دعاء النبى : اللَّهُمَّ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِــكَ وفي روايــــــــــة : يا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبي على دِينِكَ
[فائدة] مُجَرَّبَةٌ لمن دخل على سلطان يخاف شره فليقرأ {الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}
وإن أردت كثرة الخير والرزق ؛ فداوم على قراءة " ألم نشرح" ، و سورة " الكافرون " .
وإن أردت الستر من الناس فداوم على قول(اللهُمَّ استرني بسترك الجميل الذي سترت به نفسك فلا عينٌ تراك )
وإن أردت عدم الجوع والعطش ؛ فـداوم على قــراءة {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ إِيلَافِهِمْ}وقد جُرِّب ذلك مراراً .
وإن خفت على تجارتك أو مالك فاكتب سورة الشعراء وعلّقها في موضع تجارتك يكثر فيه البيع والشراء ومن كتب سورة القصص وعلقها على من يخاف عليه التلف فإنها أمان له من ذلك وهو سر لطيف مجرب .
.................................................. ........
الأسْمَاءُ الْحُسْنَى
لما كانت الأسماء الحسنى الإلهية كثيرة الخواص والفوائد جليلة المنافع والعوائد وهي باب من أبواب الإجابة وسبب من أسباب الاستجابة فقد لجأ إليها الأنبياء والمرسلون والصديقون والمقربون وقد فتح الله لنا ذلك بقوله سبحانه : {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} وقد أشار إليها الرسول في دعائه حيث يقول : اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ أنْزَلْتَهُ فِي كِتابِكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أحدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ ، إلى آخره (عن ابن مسعود ، صحيح ابن حبان)
ووجهنا النبى إلى الأسماء الحسنى الإلهية فقال : إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ الغَفَّارُ القَهَّارُ الوَهَّابُ الرَّزَّاقُ الفَتَّاحُ العَلِيمُ القَابِضُ البَاسِطُ الخَافِضُ الرَّافِعُ المُعِزُّ المُذِلُّ السَّمِيعُ البَصِيرُ الحَكَمُ العَدْلُ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ الحَلِيمُ العَظِيمُ الغَفُورُ الشَّكُورُ العَلِيُّ الكَبِيرُ الحَفِيظُ المُقِيتُ الحَسِيبُ الجَلِيلُ الكَرِيمُ الرَّقِيبُ المُجِيبُ الوَاسِعُ الحَكِيمُ الوَدُودُ المَجِيدُ البَاعِثُ الشَّهِيدُ الحَقُّ الوَكِيلُ القَوِيُّ المَتِينُ الوَلِيُّ الحَمِيدُ المُحْصِي المُبْدِئُ المُعِيدُ المُحْيِي المُمِيتُ الحَيُّ القَيُّومُ الوَاجِدُ المَاجِدُ الوَاحِدُ الصَّمَدُ القَادِرُ المُقْتَدِرُ المُقَدِّمُ المُؤَخِّرُ الأَوَّلُ الآخِرُ الظَّاهِرُ البَاطِنُ الوَالِيَ المُتَعَالِي البَرُّ التَّوَّابُ المُنْتَقِمُ العَفُوُّ الرَّءُوفُ مَالِكُ المُلْكِ ذُو الجَلالِ وَالإِكْرَامِ ، المُقْسِطُ الجَامِعُ الغَنِيُّ المُغْنِي المَانِعُ الضَّارُّ النَّافِعُ النُّورُ الهَادِي البَدِيعُ البَاقِي الوَارِثُ الرَّشِيدُ الصَّبُورُ " (رواه الترمذي عن الإمام علي رضي الله عنه ، وروى عن أبى هريرة ، وأخرجه كثيرون بروايات ).
فلكل اسم صفة ليست في غيره من الأسماء وجميع ما يظهر في الكون فهو من مقتضيات الأسماء وكما يقول الشيخ عبد المقصود سالم في كتابه ( في ملكوت الله ص )7 :{لكل اسم فلكاً وسماء وعرشاً يتجلى فيها الحق وتتنزل منها حكمته الخاصة من هذه الأسماء بأيدي سدنة من الأرواح الملائكية النورانية على قلب الكلمة المحركة في الروح الخاص لهذا الاسم ومعناه ، فما من شئ إلا ولطف الله مخزون فيه ، على مقتضى مشيئته الإلهية وإرادته الأزلية } فإذا حصل لك قبض فقل : يا باسط يصرف عنك ما أنت فيه وإذا كنت عاصياً فكرِّر : يا تواب يتب الله عليك ، وإذا كنت مريضاً ؛ فقل : يا شافي اشفني ، وإذا كنت ضعيفاً ؛ فقل : يا قوي قوني وإذا كنت ضالاً تقول : يا هادي اهدني وهكذا مع باقي الأسماء هذا مع ملاحظتنا عند ذكر الأسماء : أن الله مقدس في ذاته وصفاته ، وأفعاله ، وأحكامه ، وأنه عزَّ شأنه ، باق لبقائه ، والعبد باق بإبقائه وإنه ظاهر من حيث الصفات والأسماء في صور الأشياء ، من غير أن يحلَّ في شئ ، أو يحلَّ فيه شئ ، فإذا قلنا ((رحمن)) أيقنا أنه سبحانه وتعالى مصدر الرحمة والحنان ، وإذا قلنا ((رزَّاق)) نعلم أنه وحده المتكفل بالأرزاق ، وهكذا نذكر بقية الأسماء على هذا السياق فلكل اسم من أسمائه تعالى باب يوصل إليه ومعراج يرقى عليه وروحانية يصعد بها ، فتصعد الدعوة على تلك المعارج ، وتسبح في بروج من نور ، مخترقة الحجب والستور ، فمتى جاوزت الدعوة فم قائلها تجسدت في صورتها حتى تصل إلى خالقها قال تعالى{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}لأن لكل إنسان بابين في السماء باب ينزل منه رزقه ، وباب يصعد منه عمله ، ومن هنا تحشر النفوس على صورة علمها والأجسام على هيئة عملها ، والناس في ذلك متفاوتون وأهم ما يلاحظه الذاكر للأسماء ، هو التخلق بها ، فيتخلق من الكريم بالكرم ، ومن الحليم بالحلم ، ومن الودود بالوداد ، وهكذا باقي الأسماء وفق الأمر الوارد في قول النبى (تَخَلَّقُوا بِأَخْلاقِ اللهِ) فكل الأسماء للتخلُّق إلا أسمه تعالى ( الله ) فإنه للتعلُّق ولهذا نجد آثار الأسماء ظاهرة على من تخلَّق بها كظهور الإمهال على من تخلَّق بالحلم وعدم المؤاخذة على من تخلَّق بالعفو وكثرة البذل على من تخلَّق بالجواد ، وهكذا باقي الأسماء وأسماء الله منها " التوقيفيَّة " ، وهي ما ذكرها رسول الله في الحديث السابق ، ومنها " توفيقيَّة " ، وهي ما يلهم الله بها أحبابه والصالحين من عباده وليس في وسع مخلوق حصرها ولا إحصائها لكثرتها وإن كان المسمى واحداً{قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى}فالمهم الإخلاص عند النطق بها والصدق عند تردادها والحضور مع الله عند تكرارها والخشوع والخضوع بين يدي الله لاستمطار فضلها والتعرُّض لنفحاتها مع الحرص الشديد على إجادة نطق حروفها ، والتخلق بين الأنام بها .