ينشأ الشخص في حقبة تعليمية مناسبة لرغباته وتوافق المبادئ المُتعارف عليها وفي إطارها فإنه يلتزم بما تعلم ولكن بمجرد قراءة كُتب أخرى
تُخالف هذا المعتقد فإنه ينحرف عما تعلم ويتخذ سير حياة مختلف عن الذي نشأ عليه ..!
أصبحت حياتنا ببساطة تتغير لمجرد أخذنا بثقافة مغايرة عما تعلمناه .. أصبحنا ببساطة نتصف بالجهل لإكتسابنا ثقافة وهذا
على عكس ماهو مفروضٌ أن يكون ; نتسائل .. هَل نحنُ مَن حرفنا مَعنى الثقافة ؟ أم أن الثقافة نفسَها مُحرفة ؟
لنا نماذج عُرفت في تاريخنا, ونماذج أُخرى ظهرت أصواتها حديثاً, وجميع هذه الأصوات مُخالفة لمعتقدات الغالبية .. وقد
تكون هذه الإنحرافات بعيدة كُل البعد عما نؤمن بِه ..! , هل وصل بِنا التفكير إلى مرحلة بدائية من الجهل ,
كأن نؤمن بأشياء فلسفية عمياء لا منطق لها ؟
أصبحنا في أمس الحاجة في أن نعيد بناء معنى الثقافة لدى جيلنا الحاضر قبل أن يولد لدينا جيلٌ آخر .. لأننا ببساطة نؤمن بثقافات
عمياء على الرغم من وُجود ثقافات نّيرة لدينا , لماذا نتغاضى عن البصيرة ونتخذ الظلام لنا ستاراً ؟ هُو سُؤال مُوجه لكثير من الجهلة ,
الذي لا يعرفون الثقافة إلا في ظلامها .. لتنبذوا الجهل بعيداً ليتسنى لكم رؤية الجُزء المضيء مِن كُل هذا العلم ..
فإن مِن المؤسف أن نتابع للضال كتاباته , ويفتقد الصائب مِن كُتابنا إلى مَن يتابعهُ .
الثقافة تعني الجهل , هو المصطلح الذي رُبما سيُرافق هذا العلم في هذا الجيل , لكن هل من أمل بأن نغير هذا المعنى ؟
تأملتُ كلَّ مآ دون السماء , وطال فيه التفكير فوجدت كل شيءً فيهِ من حيّ وغير حيَّ مِن طبْعِهِ إنّ قوي أن يخلع من غيره
من الأنوآع وكيفياته , ويُلبسهِ صفآته : فترى الفاضل يودُّ لو كان الناس فصلاء . وتَرَى النآقص يَوَدُّ لو كآن الناس نُقصَاءَ ,وترى كُلَّ
مَنْ ذَكَرَ شيئاً يَحُضُّ عليه يقول : وآنآ أفعل أَمْرَ كذآ وكذآ وكُل ذي مذهب يودُّ لو كآن الناس موآفقين له , وترى ذلك في تركيب الشجر ,
وفي تغذّي النبآت والشجر بالماء ورطوية الأرض وإحالتهمآ ذلك إلى نوعيّتهمآ , فسبحآن مخترع ذلك ومُدبّرهُ , |[ لا إلـه إلآ الله ]|
والإتساء بالنبي صلى الله عليه وسلم في وعْظ أهل الجهل والمعاصي والرذائل وآجب فمن وَعَظَ بالجفاء والاكفهرار فقط أخطأ ,
وتعدّى طريقته صلى الله عليه وسلم , وصار في أكثر الأمر مٌغْزياً للموعوظ بالتمادي على أمره لجاجاً وحَرداً ومُغايظةً
للوآعظ الجافي فيكون في وعْظه مسيئاً لا مُحسناً حيث قال الله عزّ وجل مبيناً لطريقة النصح والدعوة
[ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ]
أستفتح حديثي في جآنب أهميّة الوقت والعُمر في هذآ الحديث :
قال النَّبِي صلى اللَّه عليه وسلَّم : [ لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ : عَنْ عُمُرِهِ ، فِيمَ
أَفْنَاهُ ؟ وعَنْ شَبَابِهِ ، فِيمَ أَبْلَاهُ ؟ وَعَنْ مَالِهِ ، مِنْ أَيْنَ اكتَسَبه ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ ، مَاذَا عَمِلَ فِيهِ ؟]
يجب على كل مسلم أن يستشعر بصدق قبل كل شي أننآ سنسأل عن وقتنآ أمآم ربنآ يوم القيآمة
ومن خلآل استشعآرنآ وربط أعتقآدنآ لهذآ الحديث سنستحضر دائماً أهتمآمنآ بالوقت والأتزآن في تقسيمه بحسب مآيرضي الله ورسوله
ومن هنآ نستنتج أننآ ملزومين نحن المسلمون بحفظ وقتنا وأستخدآمه بمآ ينفعنآ وينفع ديننآ "
"
وبعضهم يتسآئل من الهدف من حفظ الوقت ؟ فمن خلال قراءتي لبعض كتب وموآضيع حفظ الوقت استنتجت جواباً مهماً
أجيبكم فيه بجوآب وآحد وهو انه احد الاسباب في رُقي الفرد المسلم ومن ثم رُقي المُجتمع المسلم ومن ثم رُقي الأمّة الإسلآمية
والبعض قد يعي أهمية الوقت ولكن بنفس الوقت لآ يحسن استغلآله ..! وهذآ الشخص كمآ قرأت لآ يخرج عن ثلآث حالات :
اما انه [ شخصٌ بلا هدف ] , او مؤجّل لأعمآله [ المُسوِّف ] , أو انه غآرق بـ [ المُلهيات ]
ولكي نستغل أوقآتنا لآبد ان تكون اوّل خطوة هي |[ تحديد الهدف ]| في جميع امور حياتنا ولتحديد الهدف لابد
من تحديد دور الشخص بمعنى لآبد تحدد دورك بالحيآة .. مثلاً : كـ ابن , وكـ طالب ، وكـ عبد لله ، كـ أخ ، وكـ قريب ، وكـ جار
كـ ابن حدد هدفك بر وطاعة وآلديك ، كـ الطالب حدد هدفك في طموحك الدرآسي , كـ عبد لله حدد هدفك في ادآء عبادات
يسن فعلهآ ( بغض النظر عن الفرآئض لأنهآ وآجبة ) , كـ أخ اشرح لأخيك درس الرياضيات مثلاً , كـ قريب حدد هدف بأن تزور
قريبك في يوم الاربعاء مثلاً , كـ جار حدد هدف في زيارة جارك ... وآلخ من تحديد الأهــدآف السليمة والصحيحة .
وبالنسبة للشخص |[ المُسوّف ]| أفضل طريقة لحفظ وقته هو ترتيبه فيضع جدول لأعمآله من الوآحد الى العشرة مثلاً ويبدأ
بتحقيق اهم اثنين منهآ وعندمآ يحققهآ فقد حقق 80% من اعمآله ..! حسب قانون باريت لأنه لو وضع في عقله انه سوف يحققهآ جميعهآ
لما استطآع ان يحقق اي شيئاً منهآ ..! , فالطريقة السليمة لتنظيم الاعمال هي فعل الاهم ومن ثم اذا تبقى وقت نأتي للأمور الثآنوية .
وبالنسبة للفئة الثالثة الغآرقين في|[ المُلهيات المٌبآحة ]| يجب ان يجعل الانسان
الملهيات مكافأه للنفس .. فلآ يجعلهآ في جميع امور حيآته لأنه سوف يملّهآ وبالاوّل والأخير هي نبآت غير مُثمر !
بمعنى يجب ان يكون تركيز الشخص عليهآ بأنهآ أمر ثآنوي فقط ومكآفأه عظيمة للأعمآل الكبيرة " الأولويآت "
واعظم الكلمات التي تلخّص لنآ أهمية الوقت قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه :
[ اغتنم خمساً قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناءك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك ]
ولآ تنسوآ الدعاء والاستعانة بالله ليبآرك لكم في اعماركم واعمالكم ووقتكم .