03-15-2012, 11:22 PM
|
#5
|
Cosmic
رقـم العضويــة: 110841
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الجنس:

المشـــاركـات: 240
نقـــاط الخبـرة: 67
|
رد: رجل صلب ، لا يثق بأحد ، ولا حتى بنفسه ..
بدأ ستالين العمل في صحيفة اشتراكية محلية في جورجيا. وفي العام 1902حكم عليه بالنفي إلى سيبيريا لدوره في تنظيم إضراب في أحد المصانع المحلية،وقد كان ستالين معروفا بالنشاط وبالإخلاص والرغبة في التضحية من أجل أهداف الحزب ،وقد كان يتولى مهمة صعبة من حيث جمع الحشود والتأييد لمباديء الحزب ،ولذلك فقد بدأت الحكومة القيصرية في مطاردة هذا المشاغب الذي كان بارعا في التخفي والهروب والعودة لممارسة نشاطاته..
نجح ستالين في اكتساب العديد من الأنصار والمؤيدين من أبناء الطبقات العاملة ، وقد دخل ستالين التاريخ الروسي الحديث بقيامه بقيادة أول مظاهرة شعبية في تاريخ روسيا الحديث ، تندد بالحكومة وبمظاهر البذخ والإسراف لدى النبلاء والإقطاعيين ، كان يحرض الجماهير ويقود التجمعات ويخطب فيهم ويدفعهم للثورة ، دون أن يحرص على الإختفاء عن الأعين ، عندها ، وصلت أخباره لوزارة الداخلية عن طريق العملاء والجواسيس المنتشرين في كل مكان ، وتم إعداد العديد من الكمائن له ..
لكنه نجا بأعجوبة منها ، ولذلك اكتسب شهرة فائقة لقدراته على الهرب واستشعار الخطر.
هرب ستالين من مطارديه إلى بلدة باطوم على ساحل البحر الأسود ، وهناك لم يركن للهدوء بل التقى بعمال المصانع وراح يدعوهم للإنضمام إلى الحزب البلشفي وينشر بينهم الأفكار والمباديء الإشتراكية .
أدى ذلك إلى اعتقاله سنة 1902 أثناء الإحتفال بعيد العمال ،وتم إيداعه في السجن ، ومع ذلك كان لا يزال ينشر الأفكار والمباديء الشيوعية حتى بين زملائه المساجين ،ونتيجة لذلك نفي للمرة الأولى إلى سيبيريا .
في سيبيريا نجح ستالين في استمالة العديد من سكان القرية التي نفي إليها وجعلهم يؤمنون بمبادئه الثورية ، ولم يفكر بالهرب إلا بعد مرور سنة ،حيث تمكن بعد جهد خارق من الوصول لمدينة تقليس عاصمة جورجيا ، وعند ذلك استقبله سكان تلك المدينة استقبالا أذهله تماما ، وكان أصدقائه قد أشاعوا عنه قصصا أقرب للأساطير تدور حول براعته في الهروب والتخفي من مطارديه، وقدرته الهائلة على مجابهة الأخطار.
وقد اشترك ستالين في عملية إغتيال حاكم جورجيا عام 1905 م.
وفي عام 1908 م ، كان ستالين يمارس نشاطاته في مدينة باكو ، وتم القبض عليه ،ولكن لم تتوافر أدلة ضده ، فتم نفيه مجددا لسيبيريا ، ولكن الأدهى من ذلك هو عودته مجددا في اليوم التالي للنفي ، مما جعل أصدقائه مندهشين وغير مصدقين..
وفي عام 1909 تم الزج به في سجن باكو ، بتهمة إثارة الشغب والدعوة إلى الإضراب العام ، وهناك تعرض للتعذيب الشديد ، ولم يتأوه لحظة واحدة ، وتم نفيه مجددا لسيبيريا .
وهرب بمعاونة رفاقه ، ولكن هذه المرة إلى أوروبا وتحديدا في باريس ، والتقى هناك بمرشده وزعيمه لينين ، الذي أحسن استقباله ووجد فيه عونا قويا ،
عندما عاد لروسيا مجددا تم القبض عليه ونفيه لسيبيريا التي ألف الحياة فيها كما ألف حياة المعتقلات ..
كان ستالين قد اضطلع بمهمة خطيرة في تلك العاصمة سان بطرسبرج ، وهي الدعاية للبلاشفة وتدعيم مركز الحزب وسط الجماهير ، وقد تولى الإشراف على جريدتي ازفيزتيا و برافدا بمساعدة رفيقه مالينوفسكي ، وكان ستالين يطبع النشرات والمقالات ، وتعرض للمزيد من المطاردات من قبل السلطات كما هي العادة ، ولكن فوجيء بأن قوات البوليس تقتحم مخبأه الذي لا يعلمه أحد...
وتم في هذه المرة نفيه إلى أبعد جزء من سيبيريا حتى لا يتمكن من الهروب كما حدث في المرات السابقة ، وقد استبدت الحيرة بستالين طويلا ، كيف اكتشفوا المخبأ ، لكن ما هي إلا سنوات حتى عرف الحقيقة بعد نجاح الثورة البلشفية ، تبين أن زميله مالينوفيسكي ما هو إلا عميل للبوليس ..
كانت تقريبا هذه المرة السابعة التي نفي فيها ستالين إلى سيبيريا ، وكانت هي المرة الوحيدة التي يستطع الإفلات فيها ، فقد بقي هناك منذ عام 1913م حتى قيام الثورة الروسية عام 1917 م .
عاش ستالين وحيدا في كوخ متهالك في درجة حرارة منخفضة وصلت إلى خمسين درجة مئوية تحت الصفر في تلك المنطقة ...
قامت الحرب العالمية الأولى ، وكانت روسيا قد أعلنت الحرب على النمسا وهنغاريا بسبب التهديد الذي تلقته صربيا بعد مقتل ولي العهد النمساوي في حادثة سراييفو ... وبعدها بفترة تشكل حلف الحلفاء الذي كانت روسيا جزءا فيه..
وكان جهاز المخابرات الألماني يوفر الدعم للثوار الروس من أجل إضعاف روسيا التي شاركت ضد ألمانيا في الحرب ، كان التفكير منحصرا فى جهاز المخابرات الألمانى على الوسيلة المثلى لاعادة لينين وستالين الى روسيا بعد أن بلغت شعبيتهما حدا مناسبا لتتبع الشعب لهما
وبالتدريج .. انهار النظام الروسي القيصري فعليا أمام الجموع الهادرة وتم الاعداد لعودة لينين وستالين الى روسيا بقطار ينقلهما من ألمانيا الى وطنهما
وفى وسط تلك الأجواء ..
بعد عودته إلى سانت بطرسبرغ قام ستالين بالإطاحة بمحرري صحيفة البرافدا ، وقام بالسيطرة عليها ، وبعد الإطاحة بالحكومة المؤقتة بعد إسقاط القيصر ،
- تقلّد ستالين منصب المفوّض السياسي للجيش الروسي في فترة الحرب الأهلية الروسية وفي فترة الحرب الروسية البولندية.
كانت الحرب الأهلية الروسية تعتبر الفصل الأخير من الثورة الروسية، والتي استمرت تقليديا في كتابة التاريخ السوفياتي فترة 1918-1921، ولكن الحرب كمناوشات امتدت فعلا بين 1917-1923م. لم تكن بين البلاشفة والروس البيض فقط بل كانت فرصه لتدخل العديد من القوى الداخلية والخارجية مثل اليابان، بريطانيا، كندا،فرنسا، إيطاليا، الولايات المتحدة، ألمانيا، أستراليا، اليونان، وتشيكوسلوفاكيا.
الروس البيض : هم مجموعة من التحالفات للقوى المناهضة للشيوعية وللبلاشفة.
بعد حرب أراقت العديد من الدماء وكلفت الروس الكثير من الخسائر في الأرواح والبنى التحتية ، استطاع البلاشفة احكام السيطرة على مقاليد الحكم بالكامل..
وتم لهم ما كانوا يريدونه ، وفي عام 1922 تم إعلان تأسيس أول دولة إشتراكية في العالم ...

|
|
|