03-16-2012, 06:50 PM
|
#6
|
Cosmic
رقـم العضويــة: 110841
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الجنس:

المشـــاركـات: 240
نقـــاط الخبـرة: 67
|
رد: رجل صلب ، لا يثق بأحد ، ولا حتى بنفسه ..
بعد أن استقرت الأمور تولى ستالين منصبا هاما تم استحداثه وهو منصب السكرتير العام للحزب الشيوعي ، وفي تلك الأثناء سقط لينين مريضا ، بسبب كثرة الجلطات التي أصابته وأفقدته القدرة حتى على الكلام ، مما أتاح لستالين الفرصة للسيطرة على الحزب وتشكيلاته ، وبدأ يشق طريقه بهدوء نحو القمة ، وقد قام أصدقاء ستالين تروتسكي وكامينيف بمحاولة كبح جماح ستالين التي بدا للجميع حينها أنه لا ينوي خيرا ، ولكن ستالين كان شديد الدهاء وكان جواسيسه يخبرونه بكل شيء يحصل في الخفاء، وقد قام ستالين بالإعلان أن تروتسكي ينوي القيام بإنقلاب ، وأظهره بمظهر الشخص الذي لا يرد الجميل لزعيمه لينين ، مرض تروتسكي هو الآخر ، ونصحه الأطباء بالإستجمام على سواحل البحر الأسود .
أوصل جواسيس ستالين لاحقا نص رسالة لينين التي كتبها قبل وفاته ..
وجاء فيها : ( ستالين وقح جدا وعيبه هذا لا يطاق ، وهو يحتل منصب السكرتير العام للحزب ، لذا فإني أقترح على الرفاق أن يجدوا طريقة من الطرق لإزاحته عن هذا المنصب ، وتعيين رجل آخر مكانه أوفر أدبا وأكثر اهتماما بالرفاق وأقل تقلبا ).
توفي بعدها بعدة أيام لينين ، بينما كان تروتسكي في رحلة علاجية ، ..
وقف ستالين خاطبا في الشعب في يوم جنازة لينين ، وأخبرهم أن الرفيق تروتسكي لم يكلف نفسه عناء الحضور لوداع زعيمه ، وأنه ينعم بالراحة والإسترخاء على سواحل البحر الأسود ..
وبدأ ستالين مؤامرته الكبير ة، فقام بإزاحة كل مناصري تروتسكي في الحزب بمختلف الوسائل والطرق ، ثم عزل تروتسكي من مناصبه ...
لقد كان من أبرز اهتمامات ستالين تكوين مخابرات قوية من رجال البوليس السرى لتثبيت دعائم السلطة وإجبار الشعب على تنفيذ الأوامر والكشف عن أي مؤامرات ضد السلطة , وقد كون ستالين منظمة سرية أطلق عليها ( NKVD ) وقد بلغ عدد أفرادها مليونين من رجال المخابرات واختار ستالين لرئاسة تلك المنظمة رجلا عرف بالوحشية الشديدة وهو ( جينريخ ياجودا ) وقد بطشت هذه المنظمة بملايين من الشعب وقتلت الآلاف منهم وكان لها صلاحيات واسعة فمن حق رجالها أن يقبضوا على أي شخص وأن يقتلوه أو يعذبوه أو ينفوه حسبما يشاؤون وبدون محاكمة وكانوا ينتشرون فى جميع أنحاء البلاد ويترددون من حين الى آخر على المصانع والمزارع والمطاعم والتجمعات ليتجسسوا على المواطنين بل كان من حقهم ارتياد المنازل وتفتيشها دون إذن , وقد أقاموا معسكرات اعتقال خاصة بهم وأغلب التهم التي كان يحتجزون بها المواطنين هى التحريض ضد الشيوعية , واستمر عمل هذا الجهاز فى عهد ستالين وبعد وفاة قائد الجهاز استلم الجهاز شخص يدعى ( لافرنتي بيريا ) والذى لم يكن أقل شراسة من سابقه والذى قتل بعد وفاة ستالين بسبب السباق على كرسى الرئاسة , وهذا الجهاز لم يكن يقل شراسه عن جهاز الجستابو الألمانى المرعب فى عهد هتلر .
بعد أن تولى ستالين السلطة سعى بكل قوة للتخلص من كل منافسيه ، حيث كان مصير الغالبية منهم القتل أو السجن ، وكما تخلص ستالين من العديد من القادة العسكريين الذين شك في ولائهم له ، ونفى العشرات من المفكرين والعلماء الذين عارضوا المباديء الشيوعية إلى سيبيريا ... وكانت تهمة الخيانة العظمة جاهزة في كل وقت للتخلص ممن لا يرغب بهم .
وقد استحدث في العهد الستاليني قانون مكافحة الإرهاب ، الذي تنص بعض من بنوده على ألا تستغرق التحقيقات أكثر من عشرة أيام ، ولا يسمح بحضور محامي دفاع ، بل وربما إصدار حكم الإعدام بدون حتى حضور المتهم نفسه لكي يدافع عن نفسه !!
تخلص ستالين من أهم الرفاق وهم تروتسكي ، كامينيف و زينوفييف ، عن طريق عمليات قتل وتصفيات جسدية بمختلف الطرق ..
كل الكادر الشيوعي القديم نفسه تم إبادته تقريبا ، وحتى أعضاء الحزب الشيوعيين .
خمسة من أعضاء المكتب السياسي، و98 من بين 139 اعضاء اللجنة المركزية، قتلوا في هذه الفترة.
في جمهورية اكرانيا ثلاثة فقط من بين 200 اعضاء اللجنة المركزية بقوا على قيد الحياة.
72 من بين 93 اعضاء اللجنة المركزية للكومسومول أبيدوا عن بكرة ابيهم.
1108 من بين 1996 مندوبي المؤتمر السابع عشر سجنوا أو قتلوا.
319 من بين 385 سكرتيريي المناطق الحزبية، و 2210 من بين 2750 المحافظات الحزبية قتلوا.
عندها وقف العالم مذهولاً لا يصدق ما ترى عيناه: لم يحدث ابداً من قبل ان مئات الألوف من البشر انتزعوا بالقوة من منازلهم، القي بهم في غياهب السجون، تعرضوا للتعذيب، ارغموا على الأعتراف بجرائم لم يقترفوها، ثم قتلوا او ارسلوا إلى معسكرات الأعتقال.
كما استهدف ستالين الإثنيات الأجنبية التي تعيش في المناطق التابعة للإتحاد السوفييتي كالألمان والبولنديين ،والكوريين ، وغيرها ألقي القبض على ما مجموعه 350000 (144000 منهم البولنديين) و 247157 (110000 البولنديين) هؤلاء قد أعدموا .
وأيضا الأمريكيين الموجودين الذين هاجروا إلى روسيا ، بسبب الأزمات الإقتصادية ، منهم من قتل ، ومنهم من أرسل إلى معسكرات الجولاج .
* الجولاج :
هو الاسم الذى كان يطلق على معسكرات الاعتقال السوفييتية . يرجع تاريخه إلى عام 1918، أى بعد عام واحد من قيام الثورة البلشفية التى فجرها لينين. ولكنه صار من معالم عصر ستالين الدموي . كان الجولاج فى عهده عبارة عن معسكرات للعمل الإلزامي والسخرة، تعرض المقيمون بها لكل أشكال القمع والتنكيل. كان معقلا لانتهاك كل حقوق الإنسان ويقال ان ضحايا الجولاج السوفيييتي في عهد ستالين منذ عام 1929 إلى 1953، حوالي 18 مليون سوفييتي.
ويقر بعض المؤرخين أنه فيما بين العامين 1937 1938م تم إعدام ما يقارب السبع مئة ألف شخص ، غالبهم من السكان بمختلف طوائفهم ..
وخلال الأعوام اللاحقة كان ستالين يرسل جواسيس وفرق خاصة للحزب الشيوعي للتخلص ممن لا يرغب بهم خارج البلاد ، ممن ينتمون للحزب الشيوعي.
قبل فترة وجيزة وأثناء ومباشرة بعد الحرب العالمية الثانية أجرى ستالين سلسلة من عمليات الترحيل ، لى نطاق ضخم والتي أثرت تأثيرا عميقا على الخريطة العرقية في الاتحاد السوفياتي. ويقدر أن ما بين 1941 و 1949 ما يقرب من 3300000 ، تم ترحيلهم إلى سيبيريا وجمهوريات آسيا الوسطى. حسب بعض التقديرات ما يصل الى 43 ٪ من السكان الذين أعيد توطينهم ماتوا من الأمراض و سوء التغذية ..
ومن الأسباب التي قيلت عن جدوى تلك العمليات ..
فقبل الحرب كان ستالين لا يثق بالكثير من هذه الأعراق ، مثل الكوريين السوفيتيين ، و ألمان الفولجا ، و تتار القرم ، و الشيشانيين ، وكذلك البولنديين..
وأما بعد الحرب فكان ذلك إما بسبب التعاون مع القوات النازية أيام الحرب ، أو التهرب من الخدمة العسكرية..
ولكن الغالبية العظمى كانت ترحل لمعسكرات الجولاج السابقة الذكر ،
وفقا للتقديرات الرسمية السوفيتية ، أكثر من 14 مليون شخص مروا عبر معسكرات العمل 1929-1953 ، مع مزيد من 7 إلى 8 ملايين يجري ترحيلهم ونفيهم إلى مناطق نائية من الاتحاد السوفياتي (بما في ذلك جنسيات بأكملها في العديد من الحالات)..

|
|
|