عرض مشاركة واحدة
قديم 03-16-2012, 06:54 PM   #9
Cosmic
 
الصورة الرمزية S.Arsène
رقـم العضويــة: 110841
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 240
نقـــاط الخبـرة: 67

افتراضي رد: رجل صلب ، لا يثق بأحد ، ولا حتى بنفسه ..





كانت القوى الغربية (على رأسها فرنسا و بريطانيا) و الاتحاد السوفييتي شديدي القلق أمام تزايد التهديد الذي تمثله ألمانيا النازية تحت هتلر. احتلت ألمانيا النازية الرور و أعادت الخدمة العسكرية و طورت بشدة ترسانتها العسكرية منتهكتا بذلك معاهدة فرساي الموقعة عقب الحرب العالمية الأولى.
وقعت فرنسا و بريطانيا (ممثلة من طرف دلادييه و تشاميرلين) معاهدة ميونخ مع ألمانيا النازية و إيطاليا (ممثلة من طرف هتلر و موسوليني) في 30 سبتمبر 1938 و التي تفسح المجال أمام ألمانيا النازية لضم تشيكوسلوفاكيا التي تقطنها أقلية عرقية ألمانية إلى أراضيها.قلقا من البرامج التوسعية لألمانيا النازية في الشرق (بحثا عن «مجالها الحيوي» و أيضا أثار الخطاب العدائي لذي ألقاه هتلر ضد السلاف و الذي يقترح إبادتهم أو استعبادهم) الخوف ، حاول الاتحاد السوفياتي مرارا إقناع فرنسا و بريطانيا بتكوين حلف بينهم، ينص على المساعدة العسكرية المتبادلة في حال حاولت ألمانيا غزو أحد هذه البلدان، لكن من دون جدوى.
بعد فشل المفاوضات حول تحالف ضد القوة العسكرية النازية المفاجئة التي أرعبت الجميع ، قرر ستالين إجراء محادثات مع هتلر ، نجم عنها في تاريخ 23 آب أغسطس معاهدة عدم الإعتداء بين ألمانيا والإتحاد السوفييتي ، أو كما تسمى مولوتوف - ريبنتروب..



في 1 أيلول بدأ الهجوم الألماني على بولندا ، وبالتنسيق مع الوحدات السوفييتية ، تم تقاسم تلك الدولة ..
بعدها قام ستالين بإحتلال دول بحر البلطيق ، ليتوانيا ، لاتفيا واستونيا و دمجها في الاتحاد السوفييتي .
عد القمع والإجراءات التي جلبت فيها عن وفاة أكثر من 160،000 من مواطني هذه الدول ، وبعد مقاومة شديدة في فنلندا ، وقعت معاهدة معها تضمن 10% تحصل عليها روسيا ,.

ولكن ، حصل ما كان يخشاه ستالين ، في صبيحة تلك الأيام فوجئوا جميعا بهجوم ألماني كاسح يخترق المناطق السوفييتية ويسقطها الواحدة تلو الأخرى..
ولقد كانت الانتصارات الألمانية في الأشهر الأولى من دخول روسيا هي بحد ذاتها انتصارات هائلة حيث سجلوا تقدما بين 300-600 كلم في شهر واحد! واعتقلوا عددا هائلا من الأسرى الذين لم يرى الألمان ضرورة في الحفاظ عليهم وقد اجتاز خط الوسط ثلثي المسافة إلى موسكو في خلال 18 يوما فقط وتم حصار لينينغراد في 31 أغسطس 1941 لمدة 29 شهرا كأطول حصار تم في العصر الحديث مسببا موت900 ألف نسمة..
أما موسكو وهي الهدف الرئيسي للجيش الألماني فقد قام ستالين بنقل المصانع والدوائر الحكومية ومسرح البولشوي إلى كويبيشف على بعد 1000 كلم...
لقد دفعت موسكو وشعبها ثمن المأساة، ألوف النساء جندن غربي موسكو لحفر الخنادق والحفر المقاومة للدبابات، وامتدت المواقع الحصينة حتى المدينة نفسها فرفعت المتاريس من الحديد ومن أكياس الرمل أو أكوام الحجارة، إن قصر السوفييت والذي كان ينتظر أن يصبح أعلى بناء في العالم بدأ يتمزق ويتحول إلى أدوات للأعمال الدفاعية، المترو في موسكو خصص للنقل الحربي والورش الصغيرة التي لم تنقل للشرق خصصت لصنع القنابل اليدوية والبنادق الأوتوماتيكية.
عند نهاية شهر أكتوبر كاد جيش هتلر يصل موسكو، فقد كانت دفاعات ستالين قد أضعفها الخوف من ضربة يابانية في سيبيريا، وعلقت وحدات الجيش الضرورية جدا للدفاع عن موسكو علقت في الشرق لمواجهة هجوم ياباني محتمل.

كان اليابانيون لايزالون يتأملون في مكان الضربة التالية، السوفييت في سيبيريا، أم البريطانيين والأمريكيين في آسيا الجنوبية الشرقية.
بحلول ديسمبر ، كانت القوات المتقدمة لهتلر في غضون 20 ميلا من الكرملين في موسكو ، وفي 5 كانون الأول ، أطلق السوفييت هجوما مضادا ، ودفع القوات الألمانية مرة أخرى 40-50 كيلومتر من موسكو ، وكانت هذه هزيمة غير متوقعة للألمان.

و كانت المدينة السوفيتية الوحيدة التي بقيت أمام الرايخ هي ستالينغراد التي لو رفع عليها العلم النازي لوقعت موسكو إستسلامها للرايخ و ستكون صفعه موجعة للأمريكان و البريطانين .

يذكر الشهود السوفييت بأن الشمس لم تكن تظهر لهم في المدينة لكثرة الطائرات حاملة القنابل و التي كانت تمطر المدينة بوابل من القنابل الحارقة و التي دمرت المدينة كلياً ، و قام ستاليين بوضع خطة عاجلة لتأخير الألمان عن التقدم و هي التجنيد الإجباري لكل من يستطيع حمل السلاح و كانت تلك الخطوة سببا في هلاك الكثير من السوفييت حيث أن الخبرة العسكرية و الشجاعه لها دور ،، كان الضباط السوفييت يأمرون المليشيات المتطوعة بالتقدم لخطوط النار و إجبارهم على تجاوزها و الوصول إلى الجانب الألماني و من يتراجع يقتل ، فكانت مجزرة عظيمة حيث أن عدتهم العسكرية لا تضاهى بالعدة العسكرية الألمانية المتطورة ، و حرب العصابات كبدت الرايخ خسائر لا تذكر و لكن حلول الشتاء وقتها كان نقطة تحول للألمان و مخططاتهم ، فاكتفى الرايخ بإرسال طائراته من قاعدة جوية أنشئت بالقرب من المدينة و قصف السوفييت حتى ييأسوا من الدفاع و يعلنوا إستسلامهم و ستاليين حينها خرج من موسكو و توجه إلى شرق البلاد لتنظيم صفوف جيشه و محاولة التصدي للألمان، ألمانيا حاولت تطويق الهجوم في كورسك ، الذي صد بنجاح من قبل السوفييت، وبحلول نهاية عام 1943 ، استرد السوفييت أكثر من نصف الأراضي التي احتلها الألمان ما بين عامي 1941-1942
بحلول أبريل عام 1945م ، واجهت ألمانيا النازية أيامها الأخيرة مع 1.9 مليون جندي ألماني في الشرق لقتال 6400000 جندي من الجيش الاحمر في حين 1000000 من الجنود الألمان في الغرب في مواجهة 4000000 من جنود الحلفاء الغربيين.

في 30 من أبريل ،دخلت القوات السوفييتية برلين ، و استسلمت القوات الألمانية بعد بضعة أيام. على الرغم من شائعة عثور الجنود السوفييت على رفات مزعوم لهتلر ، كان ستالين لا يعتقد أن خصمه القديم قد قتل فعلا ، وهو الإعتقاد الذي بقي في ذهنه لسنوات بعد الحرب.



S.Arsène غير متواجد حالياً