الموضوع: بنات أفكاري
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-05-2012, 11:01 AM   #3
Akagami
 
الصورة الرمزية زياد شورابي
رقـم العضويــة: 128373
تاريخ التسجيل: Mar 2012
العـــــــــــمــر: 40
الجنس:
المشـــاركـات: 27
نقـــاط الخبـرة: 23
Gmail : Gmail

افتراضي مسرح الحياة

السلام عليكم ،

عزيزي القارئ أضع بين يديك اليوم محاولة متواضعة مني

لكتابة قصة صغيرة أو ما يعبر عنه بأقصوصة

عنونتها مسرح الحياة

----------------------------

نظر إلى ساعة الجدار التي أمامه كانت تشير إلى الواحدة و النصف صباحا
يبدو أن الأرق إستبد به هذه الليلة أيضا، ألمت به الهواجس والأفكار
أفكار مشتتة لا يعرف لها لا بداية و لا نهاية...

نهض متثاقلا خرج إلى صحن المنزل، إفترش الأرض و حلق بنظره بعيدا في السماء
كانت ليلة مقمرة جميلة تتلألأ نجومها أصابه نوع من الخدر من هذا المشهد
و انغمس سريعا في تفكيره...

لا يزال يذكر أيامه الأولى حين حزم حقائبه وقصد العاصمة لمزولة دراسته الجامعية
هناك، كان همه أنذاك الحصول على شهادة كانت كفيلة حسب رأيه
بأن تبدل حاله وتحسن ظروف عائلته البائسة.

مرت الأيام بحلوها و مرها إلى أن جاءت هي...انتشلته من ألامه و أحزانه
وانتشلها هو من وحدتها القاتلة كانت ابتسامتها تضمد جراحه
و عيناها تشعان أملا و أحلاما، أحبها...

بعد طول انتظار و بعد مد و جزر تخرجا تعاهدا على الوفاء و عليه تفارقا
قفل عائدا إلى مسقط رأسه ليقضي أياما معدودة في حضن العائلة الدافئ
قبل أن يستأنف رحلته المضنية للبحث عن عمل يصون كرامته ويثبت به ذاته
برغم مشاغله، كان سعيدا لأن قلبه المنهك المثقل بالهموم
وجد أخيرا ملجأ يقيه قيظ الأيام لكن شعورا ظل يخامره
آبى إلا أن ينغص عليه فرحته و بأن سعادته لا تعدو أن تكون
سحابة صيف سرعان ما تنقشع...

رن هاتفه فجأة كان رقمها كان يحفظه عن ظهر قلب
أرهف السمع صوتها خافت كلماتها متقطعة و مقتضبة
"أرجوك اعتبر كل ما كان بيننا ماضيا و انتهى وداعا..."
لم ينبس ببنت شفة ولم يحرك ساكنا
أحس بيد ببرودة الثلج تضغط على قلبه
ثم أفاق من غيبوبته حاول الإتصال بها عديد المرات
لكنه لم يفلح، باءت محاولاته كلها بالفشل، ليلتها لم ينم أيضا...

قرر أن يقطع عطلته و يعود إلى العاصمة
كان يحتاج إلى إجابات شافية تشفي غليله
توجه مباشرة إلى مقر سكناها وجدها وهي تهمّ بالمغادرة
شهقت من هول المفاجأة عندما رأته
جحظت عيناها بدا الإرتباك واضحا عليها و قالت بتلعثم
"أرجوك غادر فورا لماذا تصر على تعذيبي؟".

أسرعت الخطى تركها تذهب لقد اختارت طريقها و انتهى الأمر
عاد هذه المرة مهزوما مكسورا الوجدان...
مر أسبوع كان يعادل الدهر في ثقله
احساس بالمرارة لا يزال جاثما على صدره
وبعض الصور ظلت راسخة في فكره
سيارة مكشوفة أجنبية...
رجل في خريف العمر يريد تجديد شبابه...
لقاء بالأعناق و القبل...
لقـد باعت نفسها في سوق النخاسة لماذا تبكيها يا قلب؟
لقد رحلت بدون رجعة لماذا تنتظرها يا قلب؟

لقد سئمتَ إنتظار سراب و احترقتَ لكن من تحت الرماد
سينتفض طائر الفينيق ستنهض لأنه مازال على هذه الأرض التي تفترشها
ما يستحق الحياة و النضال لأجله إنها عائلتك
التي ضحت بالغالي و النفيس لتتعلم حان الوقت
لتحمل عنها بعض أعبائها و تساهم بنصيب هام و قسط وافر
في النهوض بها و ستنسى يا قلب الألم وستتشبث بالأمل
و ستبحث عن عمل غدا من جديد و ستكبر فيك إرادة الحياة
و لن تستسلم أبدا...أبدا...

زياد شورابي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس