04-15-2012, 03:49 PM
|
#7
|
Cosmic
رقـم العضويــة: 110841
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الجنس:

المشـــاركـات: 240
نقـــاط الخبـرة: 67
|
رد: ليش هاذي السياسة
بسم الله الرحمن الرحيم
البعض جعل من نفسه مركزا للكون وأنه كيان متفوق على غيره بعنهجية كبيرة ، متضمنا إقصاء الآخر وعدم إعطائه حقه بل وتصل في مراحل كثيرة لظلمه بسبب توجهات ذات ( أنانية بحتة ) ، وشوفينية قذرة ...
ترى لو تساءلنا ما الذي أخرج إبليس من الجنة ومن صحبة الملائكة ومعيَّة المقرَّبين ليكون حاله السُّخطَ المهين وتحلَّ عليه اللعنة إلى يوم الدين ؟؟ لجاءنا الجواب عليه في الذكر الحكيم:
(( قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي استكبرت أم كنت من العالين قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين قال فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين )) .
أجل .. أجل هو التكبر ... والعجب.. والفخر ... والإستعلاء
(( أنا خيرٌ منه خلقتني من نارٍ وخلقته من طين ))
هي أنا الأنانية، وأنا الكبر، وأنا الجحود ،وأنا الاستكبار ،وهي التي أودت به واستحق بسببها اللعنة.
لكل إنسان شخصيته المميزة وتفكيره المختلف وثقافته المتفردة عن بقية البشر المحيطين به ،
الثقافة الإنسانية هي تمهيد سماوي للإنسان بما اشتمل عليه من دين وأخلاق وفلسفة وعلم أوحي إلى الإنسان أو اكتسبه بكثرة الإطلاع والتعرف .. أي أن الثقافة هي تأثير الدين على المرء نفسه،، أو تأثير المرء على نفسه بما يتلقاه ويتعلمه ويحلله...
أما الحضارة فهي استمرار للحياة الغريزية والتبادل بين الإنسان والطبيعة وإنشاء وتعمير وحل مشاكل وابتكار طرق مسهلة للعيش أكثر والتكيف مع متطلبات العصر الذي يعيش فيه الإنسان.. أي أن الحضارة هي تأثير الذكاء على الطبيعة أو العالم الخارجي المحيط..
الثقافة تعني الفنون والإرتقاء لكي يكون الإنسان إنسانا ،،أما الحضارة فتعني فن العمل وبناء الأمم وابتكار وصناعة متغيرات عديدة.. الثقافة خلق مستمر للذات ، أما الحضارة فهي تجديد مستمر مستمر للعالم...
ولكن ما يجعلنا ننتقد تلك الأنا بما فيها هو قيامها ببمارسات نرجسية عنصرية ضد الآخر ، بل وإقصاءه من جميع المجالات ونسبها إلى نفسه وتنزيه نفسه عن الخطأ ... وهذا هو السبب الأول من أسباب الفشل وتخلف الأشخاص في التجارب الحياتية المختلفة ...
عدم المسؤولية والرغبة الجادة في تحمل نتيجة الأفعال والتصرفات ، وإبراز نفسه كمثال للخير الكامل والمحض فقط ...
لماذا المصلحون دائما يقولون لنا ( أصلح نفسك ) أو ابدأ بنفسك ...
لأن هذا هو التغيير الحقيقي المنطقي ، يبدأ من مملكة النفس ،، وهو ليس وليد خطاب صارخ وهتاف يتشتت في الجو ...
الأنا .. يتكلم الإنسان عن نفسه عن عواطفه عن مشاعره و عن إنجازاته و كأنه يقول : هي أنا هنا .. انظروا إلي !
عادة الشخص الذي يتكلم كثيرا عن إنجازاته وينتقص غيره قد يعاني هو نوعا من التكبر والغرور اللامنطقي والنرجسة الطاووسية ،
وقد حذرنا المصطفى عليه الصلاة والسلام من الكبر إلى أبعد مدى بقوله : (( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر )) رواه البخاري
الإنسان هو جوهر نفسه، خلق الله الناس ولكل منهم شخصيته المميزة، وفكره، ومداركه ، التي تميزه عن غيره من بني الإنسان، وأعطاه عقلا ليميز به الخطأ من الصواب...
الذوبان في شخصية الغير ، مضرة على الشخص نفسه، فهو بهذا الشكل يحبط نفسه، ويستحقرها ..
ينظر منا الواحد إلى نفسه، من خلال إدراكات مختلفة، فنحن ننظر لأنفسنا كرجال أو نساء أو مربين أو كطلاب، أذكياء، عباقرة، جيدي المستوى.... نحيفي الأجسام، عريضي المناكب، سمرا أو بيضا ، طوالا أو قصارا..
هتلريين >>>إحذفوا الكلمة الأخيرة..
فقد عاش كل واحد منا مع هذا المفهوم وهو الأنا طول حياته،بحيث صار جزءا من المعتقدات الراسخة لديه والتي يصعب تغييرها، بيد أن معتقداتنا نحو ذواتنا ليست قوالب جامدة، بل وهي بفضل الله قابلة للتغيير، لذا فإن الفرد يشكل مفهومه لذاته من خلال التجارب الحياتية التي يمر بها، وبخاصة من التفاعل مع الأشخاص الذين يعيش معهم.
هذه الأنا فيها جانب ( طاووسي ) وهذه تتجسد في معاني الكبر والغرور وما إلى ذلك .. وفيها أيضا جانب ( التشرذم والضعف ) .. وهو يتجسد في الإنهزامية وعدم الثقة بالنفس ..
المشكلة في وطنا العربي هو إيجاد شماعة تتحمل الأخطاء دائما !! بل أحيانا تكون تلك الشماعات جاهزة قبل بداية أي مشروع لتبرير الفشل والإتكالية والتخاذل والسرقة !
لنكن صريحين, بعد أن ظهرت القوميات العربية المتعصبة وخلطها بقيم ومفاهيم الإسلام لتبرير تلك القوميات , أصبح العالم العربي مقتنعا تمام الإقتناع بأنه لا يوجد تقصير بين أبناء شعبه, وكل ما يلحق بهم من فشل أو نكبات هو قدرٌ من الله أو "مؤامرة خارجية" (كما فعلت بعض الحكومات العربية المختلة فكريا وأخلاقيا والتي أفسدت البلاد والعباد )
ومن المخزي أننا يكن أن نفرض كل شيء للدفاع عن أخطائنا ونبحث عن كبش الفداء في كل مكان دون أن ينبض فينا عرق، أو تختلج فينا عضلة، ولكن إن صارحنا أحد بالحقيقة , وقال : "قبل أن تلوموا الغير , ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء , وأليس في التاريخ عبرة ؟" ..... هنا فقط تنتفخ أوداجنا، وتتوتر عضلاتنا، ويا غارة الله … لمن؟ لهذا المخرّب الذي يسير بأصابع الإتهام حين يفرض عدم الفهم، وحين يفرض الخطأ فينا نحن لا فيهم هم !
للأسف مجتمعاتنا العربية لا ترضى مطلقا أن يعتبر التقصير راجعا إلى نظرة العرب والمسلمين إلى المشكلة , مثل هذه المواقف التي يقفها المرء في الدفاع عن ذاته كأي طفل لم يبلغ الرشد، حين يصف أخطاءه بأنها حدثت بنفسها، ولا دخل له فيها.
|
|
|