منتديات العاشق - عرض مشاركة واحدة - من واقعنا المؤسف -- الجزء الثاني --

Žόяόşķί · #1 05-03-2012, 08:03 PM

أهلا و سهلا و مرحبا بكم أعضاءا و مشرفين
كيف حالكم ؟ إن شاء الله طيبين و مرتاحين

تكبر الدنيا .. و تكبر أعمارنا
و تزدد همومنا .. و تزدد هي شقاوة و تمرُّدا

هي الدنيا كما عودتنا بجديدها
تستفز ثقافتنا .. ديننا .. أخلاقنا .. عالمنا و جاهلنا
حكيمنا و سفيهنا
و في النهاية يبقى البقاء للأدهى

لي عودة معكم إلى موضوعي الرئيس
و سلسلتي الجديدة التي إخترت لها إسم
► من واقعنا المؤسف ◄
في طلعتها الثانية
***
الموضوع الأول الذي تناولته {الموضوع من هنا}
و الآن وددت أن أتطرق لقضية جديدة
التي كما دائما آمل فيها التوفيق و السداد في القول و الرأي
** سأبدأ على بركة الله **

الصراحة و كل الصراحة
إن ما يحدث اليوم في بلداننا العربية أمر نستحي منه فعلا
كثرت النزاعات و الحروب بين الأحبة .. زادت نسب الإعتداءات
.. العنف في كل مكان و الأحداث العربية الأخيرة
خير شاهد على ذلك
إلخ .. من ما لا يمكن وصفه حتى
أين هي النزعة الإسلامية ؟ أين النخوة العربية في أعراضنا ؟
أين دهبت مكارم الأخلاق ؟ متى تغير العرب ؟
متى صرنا جثثا عربية بأذهان غربية ؟
أين ذاك الشبل من ذاك الأسد ؟
هل تساءلتم عن حالنا ؟ عن قديم أمتنا ؟
عن واقع حاضرنا ؟

فعلا ينطبق علينا حسن القول من التراث العربي الأصيل :
{إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا}
فيا حسرة على ما مضى من سالف عصرنا و لم نشهده
****
أطلت كثيرا في الإنتقاذ ..
إلى الموضوع و فكرته

***
سأتناول كقضية نقاش ما يعرف بـ "الهجرة غير الشرعية "

متطرقا إلى الأسباب و الدوافع و جوانب سلبية من العملية غير الشرعية

الهجرة غير الشرعية

أو كما أسميها : الهروب من الواقع و إعطاء ظهر الخذلان
و اليأس الخائف من القدر
الهجرة إلى خارج الوطن .. إلى أين ؟
إلى أرض الأعداء
التنقل من العز و الدلال المفروض أن يكون على أرضك و بين أهلك و أحبابك
إلى العز و الدلال المزعومين بين أعدائك و أعداء دينك
و تسمي نفسك في النهاية .. _ بطلا _ !!
لماذا تختار من قتل أجدادك و دبَّح إخوانك و استحيا أخواتك و أمهات آباءك ؟
لماذا ترضخ بالعيش الذليل كالعبيد يتلقفك الشارع الغربي ذات اليمين و ذات الشمال
تتناطحك نظرات الإستحقار و الإستهجان ؟
لماذا تطرق أبوابا غير أبوابك و تطلب الخبز و الكساء ؟
لماذا تتحمل سياط الضرب و القهر الأجنبي و لا تتحمل
نصح و إرشاد أهلك و تتغيظ لهم ؟
*****
ما هو هذا المشكل :
التنقل إلى أرض الغرب
الأصل في القضية أن الهجرة أتت من قديم الزمان أين كان الناس
يضطرون أنفسهم للتنقل إجتنابا للقتل و الإنتهاك و سفك الدماء
و إنقاذ أنفسهم من براثين المعتدين .. هذا هو أكثر الأسباب شيوعا
في العصور الوسطى و الحديثة
كان الأمر فطريا بديهيا لا يتعدى فكرة الهروب من واقع الحروب
و القتال و الرغبة في الإستقرار
لكن كثيرا ما يعود هؤلاء إلى أراضيهم بعد إنقضاء الحرب
و مشاكل الدول فيما بينها
لنصل في مرحلة ما إلى الإعتداءات الأجنبية على العرب
قليلة هي الخرجات التي تناجد الهرب من الإضطهاد
فمن أبرز من هجروا و هجِّـروا {العلماء و الأدباء و أصحاب العقول الراجحة الخائفة من شبح الموت} ليبقى منهم من أراد أن يسيل دمه دفاعا عن شرفه و وطنه
و كلمة الإسلام الحنيف
قاتل الكثيرون و قتلوا و غَـلبوا و غُلِـبوا
و في الأخير كلمة الله فوق الجميع
من كان قد إختار الهروب قد عاود الرجوع بعد إستقرار الأمور
و هناك من باع دينه و وطنه مقابل العيش في أمن و سلام
لكن على حساب ماذا ؟
هذا إن إستطعت أن أقول تاريخ الهجرة لغير الوطن
أما عن حاضرها
فقد إختلفت المفاهيم تماما .. و تشابكت الأفكار و ترابطت
بنماذج إنسانية واهية
قيل : خرج فلان عن هذا البلد .. فانظر إلى حاله اليوم !
عيش رغيد و مال كثير و خير وفير
لكن .. كيف أتى كل هذا ؟ هل بالعلم ؟
لا أشك في هذا بتاتا .
إضطُر لأن يعمل الليل بقره و الصبح بحره
إضطر للعمل في اليوم بطوله و عرضه
إضطر لأن يأكل فتات الخبز الذي يرميه أولئك
إضطر لأن يتخد الحصير و الكرتون فراشا له
إضطر لعمل ما كان هنا يشمئز منه
في حين كان ممكنا له أن ينظف أوساخ العالمين من إخوانه
و أنصار دينه .. لكنه قال: لا أقبل أن أكون منظفا لأوساخ غيري
و بكل إستعلاء و تكبر
لكن أنظروا إليه و هو يجمعها في بلاد أعدائه
إلـــــخ من ما نجهل
***
طبيعة المشكل دينية قبل كل شيء
و إجتماعية بالدرجة الثانية
و نفسية أخيرا

أعجز صراحة عن تفسير هذه العوامل - عذرا -
سأكتفي بهذا القدر

فعلا هذا سؤال كثيرا ما يتبادر إلى ذهني !!
لما نحن العرب فقط من نلجأ لغيرنا ؟
هل تعلمون ما معنى أن تعيش في بلد الأعداء ؟
تابــ‘ع معي :
1- بعلمك ستسعى للظفر بعمل راق و سيتم مناقشة طلبك
و بعدها يتم قبولك .. الأمر ليس كما تعتقد أنهم لا يمتلكون مقدرات
لتنشئة أجيالا تخدم وطنها .. لا بالعكس
إنما أرادوا أن يبرزوا لأبنائهم أننا غير قادرون على العيش في بلداننا
و أننا لا نلمك على ذواتنا سلطانا تمكنا من فرض مبادئنا .. شعب يهمه ملئ
البطون و تحريك الخصور بالرقص و إغلاق الجفون في النوم
و كل هذا خمول X خمول = تخلفا و ركود
إعمل لهم و ابني إقتصادهم و طور أسلحتهم لكي يأتوا علينا كالجراد الفتاك و يأتون على الأخضر و اليابس عندنا
هل فكرت في هذا ؟
2- هل تعلم أنك تساهم في قتلنا ؟ في نشر النميمة و الكره بين إخوانك هنا ؟
كيف هذا ؟ سؤال وجيه
إنك بتصرفك المتهور هذا فأنت بصدد صناعة الفتنة و تمهيد الطريق أمام عقول فتية
نحو كره الوطن و هجرانه و التخاذل في بناء مستقبل مشرق . أن تاتي في يوم عطلة و تقول متفاخرا تكذب بأبهى الصور عن معاناتك الغربية و تلطف الجو أمام
الآخرين و تقول : ما أحلى العيش في الخارج .. فهم ودودون و لطفاء و و و و ....
ماذا سيرتسم في عقل السامع ؟ أجبني من فضلك
3- أمور تعلمونها و تألمون منها جميعا .. فمن شاء فاليقل و من شاء منكم فاليسكت

***
لماذا لم يقل أجنبي .. أنا سأهاجر إلى الجزائر .. أو مصر .. أو سوريا .. أو قطر .. أو ....
لماذا نحن فقط من نتسارع و نرمي أنفسنا في المياه الداكنة و المالحة و نجعل
من أجسادنا طعاما سائغا مذاقه للأسماك ؟

أجيبوني من فضلكم

هل من حل فعلي و ناجح ؟
مثلا نحن في الجزائر
ما حد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية عامل لم يكن في الحسبان
كرة القدم
أجل .. هي كذلك
في فترة تصفيات كأس إفريقيا للأمم و العالم
و تألق غير إعتيادي غاب عن أذهان الجزائريين
ساهم هذا التألق في إطفاء نار الحقد على الواقع
و على أصحاب السلطة و الشكوى من الظروف المعيشية
فقط كرة مصنوعة من جلد لا يتعدى حجمها حجم بطنك
أما عن باقي الدول .. فلا أدري
لكن ما إتضح لدي
أنه لو كان أصحاب الكراسي و ذوي الشأن في الدولة الإطلاع على إنشغالات الناس
و الإنذماج معهم في حياتهم العامة
لكانوا قد علموا مكمن الخطأ و المشكل و حاولوا معالجته
لكن .. ترفعهم و تكبرهم ما أوصلنا لهذه الحالة

أكيد هناك حلول .. لا يسعني المقام لتداركها كلها
لكن أكيد أن لديكم المثل ..

بالفعل أن تخسر أبناءك و تراهم ينجحون في غير ديارهم بعيدا عن أهلهم
و كذا أن تجدهم يبنون أحلام غيرهم و يصنعون مستقبل أعداءهم و يمهدون لهم الطريق بالورود لسلب أبويه أرضهم
و الأدهى و الأمر حين تسمع أنهم يموتون غرقا و جوعا و إضطهادا
في سبيل الوصول إلى بر المفر من الواقع
***
يستحيل إستئصال الأزمة من جذورها
لكن يمكن الحد من استفحالها و التقليل من هيمنة فكرة
الخروج لغير البلاد و العمل تحت إمرة "ساركوزي .. و أوباما و غيرهم من أعداءنا"
لا يسعني ذكر الكثير فقد تعبت نفسيا لأني قد خسرت أصدقاءا كثر
بسبب فكرة الهجرة

هذا ما كان لدي اليوم و في هذا الجزء من السلسلة التي أن تكون أطول و أعم و أنفع .. كما أتمنى مساهمات في الموضوع بمستوى رفيع
يخدم الفرد و العام
في الأخير تقبلوا مني أزكى عبارات التقدير و الإحترام
مني إليكم أزكى المنى و أحرها
في أمل لقاءكم في موضوع آخر و فرصة ثالثة
لطرح إنشغالات الأمة العجوز على ألسنتنا نحن الأحفاد الشباب
علنا نعيدها إلى كرسي القمة الذي غابت عنه لعديد السنوات
تقبلي تحياتي
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته