من واقعنا المؤسف || الجزء الثالث ||
سُئِــل حكيم عن الدنيا فأجاب:
{رأيتها بالأمــس تتفتل و تتهادى بين الشوارع تفتن الحائرين بجمالها و تدب الحب و الدهشة
في قلوب المرضى .. كانت تلبس أحلى الثياب و كانت في أبهى الحلل .. لقد كنت أتعثر في زينتها لكني
اليوم قد طلقتها بعد أن علمت أن كل رجال العالم قد وقعوا في حبِّـــها}
فقِــيل له: من هي تلك؟ لقد سألناك عن الدنيا و لييس عن امرأة؟
فأجاب: {أ وليست الدنيا بأنثى؟}
** مقتبسة من ذكريات طفولتي **
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
1 الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 2 الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ 3 مَـلِكِ يَوْمِ الدِّينِ 4 إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ 5 اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ 6 صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ 7
صدق المولى العزيز الكريم الخالق المنان القادر و العليم رب الخليقة
و الملائكة و المرسلين الحي القيوم الجبار المتعال
رب كل شيئ و مليكه و عليه نتوكل و به نستعين
و الصلاة و السلام على خير البريَّـة و خاتم المرسلين و أطهر و أشرف
الخلق و محسن النيَّــة .. حبيبنا و سيدنا و قائد أمتنا و لسان حالها
يوم نلقى المولى لا تنفع أموال و لا خِــلَّـة
الشفيع الطاهر الأمين محمد صلى الله عليه و سلم أزكى تسليم
و على أصحابه و تابعيه إلى يوم البعث و الدين
{اللهم ثبتنا على دينك و انصرنا على أعدائنا و أعدائك و حببنا في دينك و وفقنا لما تحبه و ترضاه
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا و إنك إن تجعل الحزن إن شئت سهلا .. اللهم يسِّــر لي أمري و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي}
***
أما بعد
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
**
كيف حالكم أعزائي الأعضاء ؟ إن شاء الله بخير و معافين
و ما تشتكون من شر يا رب
عدنا و العود أحمد
إيه و الله .. عدت لكم بسلسلتي التي بدأتها قبلا
مع أنها لم تنل القدر المرغوب فيه من الشهرة .. لكنها على الأقل راقت للبعض
ممن يعوزهم الأمر العربي الراهن
السبب في تأخري هذه المرة مرده الإنشغالات الكثيرة و آخرها منصبي الجديد
و الله يعني كل ما أقول أكتب أدهب لتفقد المنتدى لأجد بعض
المخالفات .. رايحين تجننوني 
هذا و أنا في بداية المشوار .. يعني مجرد منظف شوارع المنتدى من مخالفاتكم
و ما لي إذا تلقيت الإشراف أو أكثر من ذلك !! تخربولي بيتي 
***
خلونا من مشاكلي ديك قصتها قصة
خليكم معاي في موضوعي || من واقعنا المؤسف ||
بجزئها الثالث و ليس الأخير
و مجالي دائما و أبدا .. الحياة و مشاكلها و صعوباتها
و فرص القريبة لحلها إن أمكن.. و إن شاء الله ممكن 
إخترت هذه المرة موضوع حساس جدا ينحر أخلاقنا العربية الإسلامية
و للأسف أصبح كارثي لأقصى حدوده
إنه موضوع {حفلات الزواج .. الخطوبة .. النجاح } .. إلخ
من الحفلات الصارخة و الضاربة في الفسق و اللاأخلاقيات
يلا .. خلوني أباشر بالموضوع أحسن
**
على بركة الله أبدأ
قالى الله تعالى : {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير} الآية 13 من سورة الحجرات
معنى الآية مفهوم و لا حاجة لنقاش طويل في تفسيره و إبراز مكامن الغموض فيه
لكن ما سـأحاول تفسيره هو الإعوجاج الحاصل جرَّاء الخروج عن طاعة الله سبحانه و تعالى
و التعالي على شرائعه و تجاوز الخط الأحمر في طاعته
يكمن المشكل في حفلاتنا و أفراحنا التي إن صلح لها وصف فهو بـ {الماجنة} و كأنك في
حفل زواج مسيحي أو غير مسلم بالأصح .. و مع ذلك الحفلات الغربية صدقوني
ليس فيها داك الهرج و الفرح و المرح و التعري و التبرج و الغناء البديء
ما هب و دب يدخل الفرح و الكاميرات في كل مكان تصور عورات نساءهم و تفضح
المستور ..
عكس ما يحدث عندنا .. إنه لأمر جد محزن و مخزي لأبعد الحدود و الله
فصل الصيف هو الفصل المعروف بالحفلات و المناسبات المفرحة لأنه
و بكل بساطة فصل الراحة من العمل طيلة العام و كدا هو الفصل الذي
ليله حلو فيه السمر و السهر بجوه اللطيف رغم حرارته
فمع فرحة الزفاف أو الخطوبة أو النجاح أو أية مناسبة أخرى
تنسيك حر الصيف و متاعبه النفسية و الجسدية التي تؤثر على
الفرد و تحدُّ من نشاطه
إذن ..
كيف صارت أعراسنا بعد هذه التجاوزات يا ترى ؟ لماذا وصلت حفلاتنا إلى هذا التدني الأخلاقي و التعدِّي على أوامر المولى
و وصايا النبي المصظفى ؟
هذا ما سنحاول معرفته
تتعرض حفلاتنا اليوم إلى الاغتصاب الأخلاقي إن صح لها التعبير
و التعدي على حرمات الدين و الدنيا بما فيها من أخلاقيات و مكارم
الإسلام الحنيف الذي راع لكل جنس حقه و أعطاه حدودا يلتزم بها تحاشيا
للوقوع في الفتن .. و مع ذلك و مع كل تلك التوضيات و التنبيهات و التحديرات
الربَّـانية و النبوية و العلموية و حتى فطرة الدين التي غابت عن الأرواح
إلى أن العرب المسلمين و أؤكد على كلمة مسلمين قد حادوا عن السبيل و هاجت
غيرتهم على حرماتهم لتنفي حالها عن ضمائرهم لتعوضها اللاأخلاقيات و الفسق
و المجون..
من منا لم يحفل بأخيه أو أخته .. صديقه أو صديقتها .. أحد أقربائه/ها ؟؟
كلنا فرحنا للم الشمل الدموي من رابطة الزواج أو من نجاح أحدهم .. أو في
ختان أحدهم .. أو أي شيئ يدعوا للفرح و الإبتهاج
لكن ..
الله عزَّ و جل أرنا أن نحمده و نشكره و نثني عليه و على نعمه
{و إن شكرتم لأزيدنكم} هو عز و جل قال هذا و وعد بها عباده الشاكرين
و الزيادة في الخير معناه في الدين طرح البركة و مضاعفة الرزق
لكن .. هيهات
كيف نحن نشكر ربنا ؟ ألم تتسائلوا أبدا عن هذا المنطق الغريب ؟
ألم تعتريكم علامات الإستفهام و التعجب حول ما تصنعون في أفراحجم ؟
إليكم ما تفعلوه ؟
- الغناء الماجن:
التغني بمحاسن المرأة و ذكر مفاتنها و الطرب بصوت عال و التلفظ بأشنع كلمات
الدنائة و الوضاعة علنا و على مسمع أفراد العائلة الكبيرة و الصغيرة
أمام عائلات أخرى و منها المتحفظة ..
المشكل أن كل أفراد العائلة يرقصون على أنغامها فرحين مسرورين
ذونما أخد إعتبار لما يسمعونه من كلام جارح للشرف .. ثم تأتي
و تقول عن نفسك أني من عائلة متحفظة ؟!
ثم ذونما أخد أية ذرة إعتبار لظروف الجيران .. فمنهم من ينام مبكرا
ليستيقظ لعمله .. مريض لابد له من الهدوء و الراحة ليستعيد عافيته
.....
ألم يتساءلوا عن حالهم ؟ لا و الله .. لا يهم فزوجته عندنا ترقص.
- الرقص و اللبس الفاضح:
و هذا هو الأكثر خطرا .. اللبس الفاضح و التعري الذي أصبح مبدأ لدى نساء اليوم و الفتيات
اللواتي أصبحن يتفاخرن بتعريهن .. و الأدهى و الأمر أنه أمام الكاميرات
و المصور مجهول عن العائلة يتلقه فضائحهم و يتفرج على هذه و تلك و هي تعرض مفاتنها
و الله أنا أكتب و الألم و الغضب يعصران قلبي عصرا
لماذا تخلت فتياتنا و نساؤنا عن مبادئهن و أخلاقهن إلى مستوى الفسق ؟
- التبرج و التزين تبرج الجاهلية الأولى:
كلهن يسارعن لصالونات الحلاقة و يتفنن في رسم لوحات زيتية و كوافيرات
غريبة و عجيبة و يلطخن وجوههن بالألوان التي تغطي عيوبهن ظنا منهن انهن
سيبدين أجمل و جدابات .. في حين أنهن يغطين الشمس بالغربال
- الإختلاط و الصالات المشتركة
كثيرون من يلجأون إلى الصالات لإقامة أفراحهم تجنبا للضيق
و الغبار و الفوضى التي ليسوا في غنا عنها .. لكن في الحقيقة .. فهم يسترون عيبهم
بالإحتفال مشتركين نساءا و رجالا ضمن قاعة واحدة و من دون حجاب حتى لا
يقال عنهم .. رعاء .. الرقص جنبا لجنب
الأكل و النظر الكثير للمحارم و الذي دائما ما يفضي هذا الأمر إلى وقوع
المحظور .. الزنا .. أعادنا الله منها
***
و هناك و هناك و هناك من ما لا يمكن دكره مراعاة لمشاعركم و لأن المقام لا يسمح
و هذا أصلا لأنكم تعلمون جيدا ما يحدث و ليس بالأمر الخفي عن أذهانكم
إن أعراسنا و حفلاتنا غنحرفت تماما و سلكت منحى خطير باعد بين
المرء و ضميره .. بين الروح و بارئها ..
و خلق متناقضات و سلوكيات تتعدى الوصف بأنها تجاوزات أخلاقية
و إنما هي جرائم في حق الدين و الحرمة
هذا ما يحدث في أفراحنا للأسف الشديد اليوم و غدا و إلى مالا نهاية
ما دمنا عن الحق ساكتين .. و عن العقبى جاهلين .. نبقى نتلاطم
بين التحضر و الإلتزام .. بين العادات و التقاليد المقرفة و بين التحضر
و التمدن الزائدين عن اللزوم
فقد كلَّـف هذا عائلة شرفها و كرامتها و تمزق في أواصر التربية الحسنة
و أخلاقيات الإسلام
***
لا حول و لا قوة إلا بالله
و الله هذا هو السؤال الذي كثيرا ما أطرحه على نفسي و البقية
و الآن عليكم ... كيف وصلنا لهذا الحد ؟
صحيح نعترف بوجود إنفتاح حضاري و ثقافي سادا الوطن العربي بأسره
لدرجة أن اللغة العربية طمرت تحت سقف اللغات الأجنبية التي
غزت المجتمعات العربية و أصبحت اللغة الثانية و ليست الأم !! فتلك الأم
قد أرسلوها إلى دار العجزة لأنه لا فائدة ترجى منها الآن
ثم إن الإبتعاد عن الدين الحنيف و تعاليمه السمحى و عن أوامر الربِّ و نواهيه
أطبقا فك الكماشة الخبيثة على أرواح المسلمين المخالفين للأحكام و الشرائع
السماوية مما أضاع حكمتهم و سنن الحياة فيهم
فالرجل أصبح لا يعير إهتماما لما يحدث داخل بيته من هرج و مرج و خدش
في الحياء و تضييع للكرامة .. رجل ديوث لا يغير على حرماته يدري تمام الدراية
أن زوجته و حامية عرضه و بناته قد كشفن مفاتنهن للناس علنا لكي
يمتعوا أبصارهم بما حرِّم و نُهي عنه تحريما قاطعا
و في النهاية لا يجدون تعليلا مقنعا لحالتهم البائسة تلك سوى كلمة
" لا شأن لي " بما يحدث بالداخل فلست مسئولا !!
بالله عليك قا لي : من المسئول من بعد حضرتك ؟
جارك ؟ إبنك ؟ أخوك ؟ جدك ؟ أجنبي عنك ؟
إن لم تحرس أنت و تشدد رقابتك على أهلك بصفتك الحاكم الأول و رب العائلة
فمن سيفعل ؟ من سيعيرك غيرته على محارمه ليعطيها لك ؟
لو كانت الغيرة حقنة لكنت قد بعتها و دررت الملايير لنفسي جرَّاء الربح
الناتج من استثماراتها على من تخاذلوا في صيانتها و المحافظة عليها
-تضييع الأمانة:
عائلتك أمانة بذمتك إلى يوم تلقى ربك .. ألم تحس بثقل الحمل الملقى على عاتقك
يوم الحساب؟ زوجتك التي أهداها لك والداها لتكون لك سندا و عونا في الحياة ..
ترميها للتهميش بعدما ظفرت برغباتك و أنجبت الدرية منها .. لتتركها تهيم في
عالمها لا تتحكم بها مطلقا ولا بتصرفاتها مع أنك تعلم تمام المعرفة أن
المرأة إذا ما أرخي لها حبل اليقظة و المراقبة ذابت في شيطانها ؟
بناتك .. فلذات كبدك ثمرة حبك لزوجتك تتركهن على هواهن يلبسن
ما يشأن و يتصرفن كما يردن .. ألم تعلم أن في تلك الحفلة دئابا بشرية
تتوق للنيل من شرفهن ؟
أكيد تعلم كل هذا و أكثر .. لكن كل هذا يضرب عرض الحائط .
***
صدقوني طرحت الموضوع و أنا نادم من ثاني جهة عن ما تطرقت إليه
الأمر مؤلم للغاية و جد فظيع و يرهق العاطفة الدينية
أما من مات قلبه و ذابت مشاعره و تبخرت كرامته و عابت شهامته
فذاك ديوث حسابه وخيم عند ربه يوم يلقاه ... و الله عسير
و لما لا يوجد ؟
أكيد يوجد و توجد العديد و العديد منها
أولاها و آخرها: العودة للصراط المستقيم و الإمتثال لأوامر الله و وصايا نبيه
فما العيب في حفل من دون غناء و رقص و تمايل و تلاعب بالمشاعر و إثارة للفتن ؟
إعزم الحضور على عشاء على نية أنها صدقة في سبيل الله تربح أجرا كبيرا
و كدا ذُخرٌ للعروس و العروسة و تبركة لهما و كدا جلب للدعوات الصالحة
على الله يستجيب لها و ينعمان بالهناء و راحة البال
و يرزقان بالذرية الصالحة بإذن الخالق الكريم
خير من أن تقام على ما يُدمُّ و يلعنه
رب العزة و الجلال
فلا خير و لا بركة في حفل طارد للملائكة و مبعد لنظرة المولى للنيَّة المقامة
إن لم يرعاك الله و يحرص زواجكما من الشيطان الرجيم فمن سيفعل ؟
إن لم تعزم رحمة ربك بالإمتثال لأوامره فمالذي سيفعله ؟
إن لم ترضي ربك بالطاعة فمن سيرضيه إذن ؟
علينا بتقوى الله و محاربة
الشر القابع في أنفسنا
لنيل الصلاح
ثم إن الحل الأول يبتدئ منك أيها الأب فأنت من توعِّـي و انت من تربِّـي
و أنت من تحدد الصلاحيات و تقضي في أمور العائلة و كذا
في شؤونها و تتطرق للخصوصيات و العموميات
و تحرس عائلتك من عيون الدئاب التي
ما تنفك تحاول النيل من شرف
حريمك و تعريض كرامة
عائلتك للتدنيس
من غيرك
... و هناك المزيد من الحلول
لكم لتكشفوها
إذن ..
هناك كلام طويل و عريض في مسألة الحفلات و الأعراس
مظاهرها و مساوئها المخزية التي تهتك العرض و تخدش الحياء
إن الحاصل اليوم سببه هفوات صغيرة جهلنا عنها أو بالأحرى
تجاهلناها لنتحمل في الأخير مسؤولية باهظ ثمنها
تضييع الأمانة يعتبر خيانة للرب إذ أننا أضعنا أمانته
و حرضنا تحريضا شنيعا مساوئ الأخلاق على التفتق
و الظهور علنا و بشكل ملفت للنظر
{ الحرمات قصاص }
أجل الحرمات قصاص
كيف يرضى كل أب و أم أن تداس كرامتهما علنا و من صنع أيديهما ؟
أعجز عن إيجاد الكلمات المناسبة لوصف الحال الراهن لأنه بالفعل مخجل
لا تعلمون مدى حسرتي و هيجان فكري و أنا أكتب كل هذا
و أني منعت نفسي من التغلغل في صلب الموضوع
لكن ما آمله هو أنكم أنتم من قرأتم الموضوع
و مع سنكم الحالي الذي يخدم شباب التوعية و النهضة الأخلاقية
أنتم من ستغيرون الواقع و تغيرون أسلوب الحياة
الكريه و الذي هشم أسوار الخلق الكريم
..
هذا كل ما لدي لهذه المرة
أتمنى كما دائما أتمنى
أن أرى تفاعلات بناءة
و علاجات للمرض الخطير هذا
أترككم في رعاية المولى و حفظه
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
لا يسمح بنقل الموضوع أو تبنيه إلا بتصرف
فهو مجهود فردي
جميع الحقوق محفوظة
[email protected]
|