عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-10-2012, 01:38 AM
الصورة الرمزية A T S U Y A  
رقـم العضويــة: 152565
تاريخ التسجيل: May 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 3,085
نقـــاط الخبـرة: 363
افتراضي الطفل والصدى --قصة قصيرة--

{.. مقدمة ..}

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أهلا و سهلا بكل من نور موضوعي بطلته(ا)
أرجو أن تقضي وقتا ممتعا
شكرا جزيلا لك

أريد قبل بداية الموضوع أن أثني على هذا القسم الرائع العامر
بمبدعين ، مجرد التواجد في بحور سطورهم
شرف لي ، دمتم إخواني و أخواتي على إبداعاتكم دوما

مع نهاية المقدمة المتواضعة أترككم دون إنتظار للقصة

يحكى أن أحد الحكماء خرج مع ابنه خارج المدينة ليعرفه
على التضاريس من حوله في جوٍ نقي ••~
بعيداً عن صخب المدينة وهمومها ..
سلك الاثنان وادياً عميقاً تحيط به جبال شاهقة ••~
وأثناء سيرهما .. تعثر الطفل في مشيته .. فسقط على ركبته ••~
صرخ الطفل على إثرها بصوتٍ مرتفع تعبيراً عن ألمه : آآآآه فإذا به يسمع من أقصى الوادي
من يشاطره الألم بصوتٍ مماثل :آآآآه

نسي الطفل الألم وسارع في دهشةٍ سائلاً مصدر الصوت : ومن أنت ؟؟
فإذا الجواب يرد عليه سؤاله : ومن أنت ؟؟
انزعج الطفل من هذا التحدي بالسؤال فرد عليه مؤكداً .. : بل أنا أسألك من أنت ؟؟
ومرة أخرى لا يكون الرد إلا بنفس الجفاء والحدة : بل أنا أسألك من أنت ؟؟
فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب ••~

فصاح غاضباً " أنت جبان" فهل كان الجزاء إلا من جنس العمل
وبنفس القوة يجيء الرد " أنت جبان " ••~

أدرك الصغير عندها أنه بحاجة لأن يتعلم فصلاً جديداً في الحياة
من أبيه الحكيم الذي وقف بجانبه دون أن يتدخل في المشهد الذي كان من إخراج ابنه ••~



قبل أن يتمادى في تقاذف الشتائم تملك الابن أعصابه
وترك المجال لأبيه لإدارة الموقف حتى يتفرغ هو لفهم هذا الدرس ••~

تعامل _الأب كعادته _ بحكمةٍ مع الحدث ••~
وطلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه المرة وصاح في الوادي :
"إني أحترمك "

"كان الجواب من جنس العمل أيضاً .. فجاء بنفس نغمة الوقار " إني أحترمك " ..
عجب الابن !! من تغيّر لهجة المجيب .. ولكن الأب أكمل المساجلة قائلاً:
" كم أنت رائع "

فلم يقلّ الرد عن تلك العبارة الراقية " كم أنت رائع "
ذهل الطفل مما سمع ولكن لم يفهم سر التحول
في الجواب ولذا صمت بعمق لينتظر تفسيراً من أبيه لهذه التجربة الفيزيائية ••~

علّق الحكيم على الواقعة بهذه الحكمة :
" أي بني : نحن نسمي هذه الظاهرة الطبيعية في عالم الفيزياء (صدى ) ..

لكنها في الواقع هي الحياة بعينها ..}
إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها ••~
ولا تحرمك إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها ..}

الحياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك ..}
إذا أردت أن يوقرك أحد فوقر غيرك ••~
إذا أردت أن يرحمك أحد فارحم غيرك ..}
وإذا أردت أن يسترك أحد فاستر غيرك ••~
إذا أردت الناس أن يساعدوك فساعد غيرك ..}

وإذا أردت الناس أن يستمعوا إليك ليفهموك فاستمع إليهم لتفهمهم أولاً ••~
لا تتوقع من الناس أن يصبروا عليك إلا إذا صبرت عليهم ابتداء .

أي بني .. هذه سنة الله التي تنطبق على شتى مجالات الحياة ..}
وهذا ناموس الكون الذي تجده في كافة تضاريس الحياة .. إنه صدى الحياة ..}

ستجد ما قدمت وستحصد ما زرعت ••~
فاحسن القول والعمل واجعله خالصا لوجه الله ••~

{.. خاتمة ..}

أرجو أن تكونوا قد استفدتم من هذه القصة القصيرة
ذات المعنى العميق و الكبير ••~
الحياة ترد بالمثل .
هذه عدالة إلهية.قال الله عز وجل: (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) [الكهف:49]
فسبحان الله والحمد لله ••~
فاحسن القول والعمل واجعله خالصا لوجه الله ••~
وافعل الخير مادمت حيا تجده في دنياك وآخرتك
فالإنسان مثل ما يعطي في الدنيا مثل ما يأخذ منها ••~
شكرا مرة أخرى على المرور وفي لقاء آخر بكم في موضوع آخر إن شاء الله ••~
رد مع اقتباس