سديم نجد و العيد
صَحَت في العيد أشواقي ... و دقت باب حرماني
و نادتني ألا فافتح ... فأنت اليوم سجاني
فتحت لها فأغرقني ... شعور مثل طوفان
له لون نزيفي ... كزهر أحمر قاني
كلون دمي الذي سفكوه ... ظلما يوم عتابي
وماكان الهوى عندي ... لأجسادٍ و أبدان
لأن الجسم ذا يفنى ... فلا كان الهوى الفاني
وعشق الروح لا يبلى ... بفعل مرور أزمان
بروحي كان تحلقي ...على قمم و وديان
ولما قلت أهواه... .وصوت الحب ناداني
رأيت الكون منفتحاً... ونور الحب غطاني
فيا الله مغفرة ... فإن الدمع أعماني
ولم أشهد خلال الدمع ...إلا جذب كثباني
و لو أني مسحت الدمع ...عن ساحات أجفاني
لبان الزهر مبتسماً ... يفيض بسحر ألوان
و أطربت الألى عشقوا ... أناشيدي و ألحاني
وغاب الليل عن نفسي ... و أشرق فجر سلواني
مضى من عيدنا يومان ... و أقبل يومه الثالث
وظلت بسمتي حيرى ... تغادرني و تغشاني
فلا حزنا تفارقني ... ولا بالبشر تلقاني
فكم من بسمة حملت ... لهيب دموع أح****
وكم من دمعة دلت ... بأن السعد وافاني
ولكن بسمتي الحيرى ... تفيض بشوق حيران
تقول لمن يقابلني ... أمامي اليوم بحران
فبحر هائج يسعى ... لإغراقي و فقداني
و بحر موجه الهادي ... ترنح مثل سكران
ولكن رغم هدأته ... فلم يضحك لإنسان
فيا عيداً أتى و مضى ... ولم يرأف بولهان
أقلبك قُدَّ من صلب ... ومن صخرٍ وصوانِ
لتنساني وتتركني ... وحيداً في ضمى نجد
أتيت وكان بي جرحٌ ...و رحت فثار جرحانِ
|