خاطرة : رماديات || بقلمي ~ تابع للمسابقة
هكذا كانت و لا زالت الحياة ..
وصفها البعض بحديقة الزهور
و وصفها آخرون بالبحر المالح
و وصفوها بأنها تبدأ بكاءً و تنتهي حزناً ...
و لكن .... لم يصفها أحدهم بوصفٍ يقنعني ,
فالحياة ... أبسط من أن توصف ,,,
إنها ... مشاعر , أخطاء , أعمال , ألوان ..
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالكم أعضاء منتدانا الغالي ؟؟
و خصوصاً رواد القسم الأدبي ؟؟
إن شاء الله تمام التمام ؟؟؟
أقدم لكم اليوم موضوعي الثاني المشترك في مسابقة نجم الأقسام الأدبية ,
و موضوعي اليوم هو عبارة عن خاطرة "قطعة نثرية" من كتابتي ,
كنت أفكر بكتابتها منذ مدة , و لكن كنت أنشغل عن ذلك ,
حتى عزمت على أن أكتبها فأمسكت القلم و الدفتر ,
و انتهيت من كتابتها بغضون خمسة دقائق ,,
و لكن هذا لا يعني أبداً أنها مبتذلة أو سطحية ,
فأنا شخصياً راضية عنها , و لكن بانتظار تعليقاتكم ,
و خاصة أني لم أكتب "أؤلف" شيئاً منذ مدة جيدة ....
حسناً لا أريد أن أطيل عليكم بالمقدمات
أترككم مع الخاطرة {فرجاءً اقرأوها بتمعن .......... }
نعم ... , لقد وجدت إجاباتٍ لأغلب التساؤلات التي مرت بخاطري ... ,
و لكن كان هناك دائماً أشياء لا أستطيع تفسيرها ,
كذلك الشيء الذي لا أعرف ما يسمى .. , ذلك الشيء لدى البشر ,
الذي يدعهم لا يتكلمون عن أشياء ... هي الأهم ,
بينما يهتمون بأشياء أخرى ... أشياء أخرى عادية .... جداً ,
و ينسون ... و ربما يتناسون , الكلام عن الأمور المهمة ...
و كأنهم قد عرفوا طوال الوقت أنها أشياء مهمة و أهم من أن نتكلم فيها ... ,
و لكن عندما يتكلمون ... أكتشف أنهم لا يعرفون ذلك ..
عندمايستغربون من كلامنا عنها ......
و من إحدى تلك الأشياء المهمة التي لم يتكلم عنها أحد ,
هو ذلك اللون .. ,
الصفة ... ,
السمة ... ,
الطابع ... ,
الذي لم أجد له تفسيراً منطقياً ..
ألا و هو اللون الرمادي ...
تماماً كهذا اللون الذي أكتب به ,
تماماً كقلم الرصاص ,
كحجارة الطريق و البيوت ,
كسماء كانون , في الصباح , بعد المطر .... ,
و كجذع شجرةٍ يابس ... ,
ذلك اللون المظلوم ..
دائماً ما كانوا يصفونه بالباهت .. ,
لماذا ؟؟ ... ألكونه أكثر الألوان انتشاراً في حياتنا الباهتة ؟؟
أم لكونه لوناً يظهر عندما تتنحى باقي الألوان جانباً ؟؟
أم لأنه خليط من الأبيض و الأسود ؟؟ , و هما نقيضان يستحيل أن يجتمعا ...
أم لأنه لون الرماد الذي هو بقايا الأشياء المحترقة الخالي من أي فوائد ,
متروكاً على قارعة الطريق تذروه الرياح ... ؟؟
حتى الآن لم أعرف سبب ظلمنا لهذا اللون ,
فنحن نتحدث عن الأبيض الناصع ,
و عن الأحمر المشتعل ,
و عن البرتقالي الزاهي ,
و عن صفاء الأزرق ,
و إشراق الأصفر ,
و الأخضر المفعم بالحياة ..
و لا نتكلم عن الرمادي ... لماذا ؟؟؟
يقال أن الأسود هو انعدام الألوان ,
و الأبيض هو اجتماعها ,, ,
و الرمادي خليطٌ منهما ... ,
فما هو بالنسبة إلى الألوان ... ؟؟
أهو اجتماع الألوان و انعدامها في نفس الوقت ..
أم ماذا .. ؟؟ ,
أو ليس الرمادي هكذا قد أصبح لوناً :
غير منطقي ,
و غير مفهوم ,
و غير محبوب ,
و مثيراً للكآبة ....
أو لا يذكركم هذا بشيء ؟؟ ,
شيءٍ كآراء البشر ,,, منها السوداء و منها البيضاء ,
بالنسبة إلى وجهة نظرنا ,, فالأسود خاطئ ,و الأبيض صحيح ...
و لكن ماذا عن ذلك الرأي الرمادي ... هل هو مفهوم ؟؟
, صحيح أم خاطئ ؟؟ ,
أم أننا سنلحقه بالأسود دون أي تفكير ,
فهو لا يتفق مع تفكيرنا .. فنصفه أسود ...
أم أننا سنتقبله لأنه وسط ,
و خير الأمور أوسطها ... ,
أجيبوا ... يا أبناء أمةٍ جعلها الله أمةً وسطا ...
قلت هذا الكلام و نسيته ...
فأنا لا أنتظر أية أجوبة ....
و لكن كل ما أتمناه أن نكف عن احتقار اللون الرمادي ,,,
فهو لونٌ عبارة عن اجتماع الألوان بطريقةٍ تنعدم فيها ,
ليظهر لنا بطريقة أو بأخرى حقيقة أن الأشياء تتشابه جداً , حتى إن اختلفت ألوانها ..
و لكن .. من الصعب علينا أن نفهم ذلك , لأن أصعب الأشياء فهماً , هي { أبسطُها } ...
إذا هل قرأتموها بتمعن و روية كما طلبت .. ؟؟
حقاً ... أريد ردود تثبت لي أنكم قرأتموها و فهمتموها ...
استخدمت كلمات سهلة و بسيطة ,,
و لكن الخاطرة كلها رموز و تشابيه و استعارات ...
و لهذا لن أتكلم عن ما كتبت ...
سأترك ذلك لكم .. بانتظار ردودكم المشجعة إذاً ,
التصاميم و المدخل و المخرج من إبداعي الشخصي و الحمد لله ,
و أخيراً أحب أن أشكر عزيزتي زمردة على فكرة هذه المسابقة الرائعة ,
جميع الحقوق محفوظة
uchiha cat @ 3asq.com
و النقل ممنوع منعاً باتاً
أحب أن أذكر أن الردود السطحية + الحجز ممنوعة ,
و أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
الحياة هي :
المشاعر : فرح , حزن , و ارتياح ..
الأخطاء : ذنوب , إساءات , و أذيات ..
الأعمال : إفادة , بناء , و تطور ..
و الألوان : أبيض , أسود , و رماديات
نعم ... هكذا كانت و لا زالت الحياة ..
يعيشها كل البشر ,,, و لا يعرفونها ...
|