عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-03-2012, 02:09 AM
الصورة الرمزية عاصف النجار  
رقـم العضويــة: 162110
تاريخ التسجيل: Aug 2012
الجنس:
العـــــــــــمــر: 28
المشـــاركـات: 31
نقـــاط الخبـرة: 10
Facebook : Facebook
Twitter : Twitter
Youtube : Youtube
الدعاء يجلب الخيرات ويستدفع به البلاء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـسـم الله الـــرحــمـن الــرحــيــم



الحمد لله الـــذي أمر بالدعاء ووعد عليه الإجابة وحث

علـى أفعال الخير كلها ، وجعل جزاءها القبول والإثابة

فسبحانه مـن كريم جواد رؤوف بالعـبـاد يأمر عبـاده


بالتقـرب إليــه بالدعــاء ويخبرهم أن خزائنه ليس لهـا

نفاد ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ند

ولا مضاد وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد الرسل


وخلاصة العباد ،اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله

وأصحابه العلماء العبّاد وعلى التابعين لهم بإحسان

إلى يوم التناد . أما بعد :




أيهــا الناس اتقوا الله تعالى وتعرضوا لنفحـات المولى

فـي جميع الأوقات بالدعـــــــاء والرجاء ، واعلموا أن

الدعاء يجلب الخيرات ويستدفع به البلاء وأنه ما دعى


الله داع إلا أعـطـــاه ما سأله معجلا ، أو ادخر له خيرا

منه ثوابا مؤجلا ، وصرف عنه من السوء أعظـم منه

كرما منه وإحسانا وتفضلا ، وفـي الصحيــح مرفوعا


« لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم

ما لم يستعجل قـيل : يا رسـول الله ! ما الاستعــجال ؟

قال يقول : قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي .

فيستـحسر عنـد ذلك ، ويدع الدعاء » رواه مسلم




و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " الدعــاء هو

العبادة ثم قرأ قوله تعالى (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ

لَكُمْ ) " الآية ، (1)



إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينـــزل ، فعليكم عباد

الله بالدعاء ، ليسأل أحدكم ربه حاجـاته كـلها ، وكيف

لا يكون الدعاء مخ العبادة وخالصها ؟ وهو من أعظم


القرب لرب العالمين وبـــــه يـدرك العبد مصالح الدنيا

والدين ، وبكثرة الإلحاح فـيه علــى الله ينقطع الرجاء

مـن المخلوقين ويكمل رجاؤه وطمعه في رحمة أرحم


الراحمين ، ألا وإن الدعاء ينبئ عن حقيقة العبودية ،

وقـوة الافتقار، ويوجب للعبد خضوعه وخشوعه لربه

وشدة الانكسار ، فـكـم مـــن حاجة دينية ، أو دنيوية


ألجأتك إلــى كثرة التضرع واللجأ إلـى الله والاضطرار

إليـه ، وكــم مــن دعــوة رفع الله بها المـكاره وأنواع

المضــار ؟! وجلب بها الخيرات والبركات والمسار ،


وكــم تعــرض العبد لنفحــات الكريم في ساعات الليل

والنهار فأصابته نفحة منهـا في ساعة إجابة ، فسعد

بهـــا وأفلح والتحق بالأبـرار وكــم ضرع تائب فتاب


عليـه وغفر له الخطايا والأوزار !! وكم دعاه مضطر

فكشف عنه السوء وزال عنه الاضطرار ، وكـــم لـجأ

إليـــه مستغـيث فــأغاثه بخيره المـدرار !! فمن وفق


لكثرة الدعاء فليبشر بقرب الإجابة ، ومــــن أنـــــزل

حــوائـجه كلـهـا بربه فليطمئن بحصولها مــن فضله

وثوابه ، فحقيـــق بك أيها العبد أن تلح بالدعاء ليلا


ونهـــارا ، وأن تلجأ إليه سرا وجهارا وأن تعلــم أنه

لا غنـــى لك عنه طرفة عين في دينك ودنياك ، فإنه

ربك وإلهك ونصيرك ومولاك ( وَإِذَا سَـأَلَكَ عِبَادِي

عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ) . الآية . البقرة 186