رد: المشكلة الخ’ـامسة ( من سلسلة مشاكل وح’ـلول),,( أمي سر تعاستي )..~
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابدأ بسم الله مستعينا راضٍ به مدبراً معينا أحمده سبحانه وأشكره ومن مساوئ عملي استغفره واصلي على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اما بعد:-
في الحقيقة هذا ابتلاء وامتحان صعب ولكن كما قال الله ((إن مع العسر يسرى)) وما يجب التمسك به في مثل هذا الموقف هو الصبر لأنك أختي اديتي الذي عليكِ فأنت اكملت الدراسة وتخرجتِ بإمتياز وانكِ بررتِ بأمك وهذا هو المطلوب اما إنتظار الجزاء فأمك لا تملك لكِ ضراً ولا نفعا والجزاء ينتظر من الله
ويا اختي الغاليه مهما كانت مشكلتك صعبة ومستعصية مع امك فإن الله سيصبرك عليها إن استعنتِ به
واسمعي قول الله جل في علاه ((امن جعل الارض قراراً)) يقول الله في هذه الآية اني ثبتت الارض فهل تظنين اني لا استطيع ان أٌثبتك في مصيبتك ويقول ((وجعل خلالها أنهاراً)) يفتحلكِ الي لا يفتح من ابواب الخير والرزق واي شيء يخطر ببالك وقال ((وجعل لها رواسي)) هو الذي يربط على قلبك ولا احد يستطيع ذلك الا هو ((وجعل بين البحرين حاجزا)) والله لو تستعيني بالله يعزلك عن مصائب الدنيا كلها ولو كانت داخلة في قلبك ومتشابكة ومستعصية لكنها على الله هينة
اما من ناحية مرضك اقول مستعيناً بالله هو الذي خلقكِ وقدر لك هذا ووالله ما قدر هذا المرض الا لانه خير لك قد لاتعرفين ما هذا الخير لكن لا يختار الله لعباده الا الخير ومهما كان مرضك شديدا يمكنك ان تشفي منه
هل تريدين ان تعرفي كيف ؟؟
إذا دخلتي في رحمة الله .
هل تعرفين ما معنى ان تدخلي في رحمة الله قولي لي عن اي هم عندك وقولي لي عن اي مرض عندك والله سيخلصك الله منه واسمعي لهذه القصة هي قصة مريض اصيب بمرض لكنه ليس كمرضك اصابته ليست نفسيه فقط وليست عضويه فقط وليست اقتصاديه فقط
تعالي اختي خذي العبرة من هذا الرجل الذي يحكيه لكِ رب العالمين في كتابه العظيم
رجل كان في بيته اربعة عشر ولد يطوفون حوله يقولون له لبيك يا ابي
أأمر واطلب والناس يحبون ها الرجل ويحترمونه اذا دخل اذا بالاولاد يفرشون له الفرش ويقدمون له هذا عن يمينه هذا عن يساره وفجاة لإذ بالقلب يكسر مات ابنك فتقطع قلبه كيف لا وقد انتزعت من ذلك القلب قطعة ثم ما انتهى العزاء الا الثاني يموت ثم الثالث الى ان ماتو كلهم
انظري الى الصدمات التي تعرض لها 14 ولد يموتون ثم بعدها كان يصرف على نفسه ويتحمل الصدمات على الاقل كان يأكل وتحملها فجأة إذ بحالته الاقتصادية والمادية تنتهي تماما
لاحظي لم تتدهور بل انتهت اصبح لا يملك اي شيء ثم لما انتهى الامر بدأ البلاء يشتد والله عمري ما سمعت ولا رأيت مثل حالة ايوب عليه السلام مقعد وصار لا يستطيع ان يحرك نفسه ولا ينظف نفسه ولا ان يطعم نفسه ثم فوق مل هذا يبدأ الجلد يتساقط منه ثم اذا حرك تساقط جلده
ثم مسه من الالم ملا يكتبه كتاب ولا يخطه قلم ولو الف اهل علم النفس مجلدات لن يستطيعوا ان يصفوا حالة ايوب عليه السلام النفسية فضلا عن حالته الاقتصاديه او المرضية وبعدها تذهب زوجته حتى تشتغل عند الناس من اجل ان تطعمه لقمة العيش
وإذ برب العالمين يذكر لكِ الكلمات التي نطق بها لسانه
يقول الله عز وجل ((وأيوب)) مكسور قلبه ((إذ نادى ربه ربِ اني مسني الضر)) ربما انتِ الآن تعرفين معنى مسني الضر لما انتِ فيه ((مسني الضر وأنت)) وأنت من ؟ ((وانت ارحم الراحمين)) لكن السؤال من الذي يستطيع ان يطبطب تلك الجراح التي اصابته ومن الذي يستطيع ان يعالج تلك النفسية . وإذ بك تفاجئين في الآية الثانية ليس اول كلمة بل اول حرف الفاء هذه يسميها اهل اللغة بفاء العطف تفيد الترتيب مع التعقيب بدون وجود مهله زمنيه ((فأستجبنا له فكشفنا ما به من ضر)) سبحان الله بدون تقارير ولا تحاليل ؟ نعم بدون اي شيء (( فكشفنا ما به من ضر وآتيناه اهله ومثلهم معهم)) امتلأ البيت مرة ثانية ورجعت الامور ولاحظي قال ومثلهم معهم يعني ليس 14 ولد بل 28 ولد كل هذا الخير من وين اسمعي قول الله ((رحمة من عندنا وذكرى للعابدين)) طيب لو تفكرنا ما الذي دخل العبادة في الموضوع اسمعي الآيه التي تليها ((وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كلٌ من الصابرين)) والى اين اوصلهم الصبر اسمعي ((وادخلناهم)) اين ادخلهم الله اسمعي اخيه الى اين أدخلهم ((وأدخلناهم في رحمتنا انهم من الصالحين)) يعني اي واحد من الاسماء هذه اذا قال يا رب ارجو رحمتك هو داخل في الرحمة فسيجاب في اختي الغاليه هل عرفتِ مقدار رحمة الله والله لو تعلقتِ بالله سيكفيكِ
ووالله اعاقتك هذه الله قادر على ان يذهبها ويرزقكِ الصحة لكن بشرط الصدق مع الله
وذكرتي عبارة (ان امي معيشتي برعب وحزن ...)
اقول لك ان الله لم يغفل عن هذا واسمعي من كتاب الله
ان الله ذكر لنا في كاتابه الأمور التي تبعدنا عن الصبر وعن الرضا بقضاء الله وقدره قال سبحانه ((ولنبلونكم بشيء من الخوف)) اذا احد خائف من شيء معين. فآخر حل يفكر به الرضا على هذه الحال التي هي الخوف ((بشيءٍ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والانفس والثمرات)) انتِ بليتي بالخوف والله كان حقا عليه ان يكون لكل انسان نصيب من هذه الاربع إن فاتكِ هذا نهشكِ هذا
ولك مثال ترين ملك عنده الاموال وعنده الثمار لكنه خايف من ان يخسر امواله او غيرها
بينما تجدين فقير لا يملك شيء لكنه آمن مطمئن
ولاحظي في الآية بعد كل هذه الكلمات الشديدة ومصادر الألم تأتي كلمه غريبة تقلب هذه المساوء وهذه الاحزان التي تقض مضاجعنا ((وبشر)) سبحان الله اي بشارة وسط هذه الامور المؤلمة خوف وفقدان حبيب او قريب او اخسر اموالي اي بشارة ؟؟؟؟؟
اسمعي أخية البلاء للناس عامة مؤمنهم كافرهم فاسقهم فاجرهم صالحهم تقيهم نقيهم لكن البشارة ليست لكل الناس
ثم خرجت هذه الكلمة من بين هذه الآم بأمل عظيم((وبشر الصابرين))
كل واحد يمكن ان يقول الحمد لله انا صابر وتجدينه متجزعا
من اجل هذا وصف الله من هم الصابرون فقال ((الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون))
لذا نصيحتي لك ان تكثري من قول إنا لله وإنا اليه راجعون
واقول لكِ اختي عليكي بالصدقة فقد قال رسولنا الحبيب (داووا مرضاكم بالصدقة )
وقول لا حول ولا قوة الا بالله كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم).................................................. .......( لاحول ولا قوة الا بالله دواء لتسعةٍ وتسعين داء ايسرها الهم)
اسأل الله ان يهدي لكِ امك ويحن قلبها عليكِ
الذي قلته كان مجرد رأي وما كان صواباً فمن الله وما كان خطأً فمن نفسي ومن الشيطان
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واعلمي اخية ان الله يريد ان يراكِ واالناس يريدونك ان تشتكي لهم وانت متمسكة لاتشتكين الا لله
التعديل الأخير تم بواسطة I.A.K ; 11-18-2012 الساعة 11:46 PM
|