مقدمة :
أعرض عليكم اليوم لون مختلف من الشعر القصصي و الذي إختلطت به اللغة العامية بالشعر الفصحى في مشهد خفيف يحمل من ورائه الكثير و الكثير من المعاني و الاهداف ... هذة اول مرة لي أكتب مثل هذا اللون من الشعر القصصي و أتمنى ان ينال إعجابكم و تقديركم و أن اتلقى نقدكم لصالح الإجادة في المستقبل ان شاء الله .
تصدق غيرتني !!
شخصان جالسان يحششان في منطقة مهجورة في الصحراء
الأول : أنا البتاع دا مزز اوي في بوقي .. هوا حنكش مولفه مع إيه ؟؟؟ .... بتنجان؟
الثاني : أنا عارف إن الصنف مش إلى هوا .. بس اهو الموجود ..... بقولك إيه أنا عاوز أستريح
الأول : طب متريح .. هواانا ماسكك .. أريحك يعني ؟
الثاني : لا يا يلا مشكدا ... بص أنا عاوز أعبر عن زنقتي
الأول : تعبر ؟ ... زنقة؟ ... عبر يا عم .
الثاني يقوم منصرفا و هويضع يده على بطنه و يمشي بيطوح
الأول –لنفسه- : هوا الواد راح يتنيل يبعبر فين؟
و فجأة يصدر صوت فرقعة ويظهر أمامه شخص يرتدي من الثياب القديم و كأنه جاء من عصور العرب القديمة
المسطول يفرك عيناه ثم ينظر له بتنهم
المسطول : إنتا مين يا إسطى؟
الغريب : إسطى ؟!!...........
أنا ملك العزة للمجد عماد
يهابني كل جمع و انا فراد
أنا النبيل من نسل الكرام
ماهيتي في قومي أني الجواد
....... من انت ؟
المسطول: أنا إلى شربت الجوزة من غير خرطوم
.... و في الكيف أبو دماغ مبروم
........هههه ..... إيه يا عم إنتا هتشتغل فينا ولا إيه؟
الغريب : ويحك..... !! -و يحمر وجهه غضبا-
المسطول :طب خلاص متتعصبش .. إنتا إيه إلى جابك هنا يا أبا ... دي منطقة مقطوعة؟!
الغريب : ماذا تقصد ؟!!!
المسطول –يخبط يده على رأسه- : أخ ... أقصد ... لما أتيت؟
الغريب : همت بي الجموع تعصفني
فسللت سيفي و الرياح تسابقني
.... انوي الثأر لنفسي ممن غدر
و ودت النجوم في مجدي تشاطرني
.... فإنيي الكبرياء بصدر سبع
محاط بالضباع من حولى تصارعني.
المسطول : سبع مين وبتاع إيه ... إنتا باينك لاسع ... هوا الواد كل دا بيعبر .. دا لو كان كتب موضوعتعبير بالشكل دا في الثانوية العامة كان دخل طب
. الغريب : أنا لا أفهمك !!!!!!
. المسطول : يا عم هوا إنتا من الكفار ..... إنني لا أصدقك
. الغريب –وقد بدا عليه الحزن و الأسى- : تعلم يا هذا إنني لما حدثتك متتطلعا لم أصادقك فيه البتة .
المسطول يهز رأسه مستفسرا
الغريب : سأحاكيك ...............
كانت ساعة الحرب و دقت الطبول
فسللت السيف و إعتليت جوادي بغرور
أختال في الوغى و كأنيي الطير
نسيت كوني بشر من الطين مفطور
خدعتني نفسي و تملكني الكبر
و ما من كبر في الوغى منصور
حطت بي الجموع تراقصني
والوقت للجشاعة وحدها مقصور
هرولت مسرعا فارا إلى ملاذ
أو إلى شق في الجبال محفور
أغمضت عيناي و طيف الذل لاذمني
إلى إيواء وجدته امامي ميسور
إخترت بيداي المهانة والفرار
إذا بي أمامك مجردا مكسور
لا أدري كيف جئت هاهنا
عليم بعودتي .. لكن الصدر مشطور
المسطول : -يظل صامتا لبرهة- عليم بعودتدي ..... آه ...... عليم بوعدتي ... إيه .. عودتي .... يعني ؟
الغريب ينظر إلى السماء و عيناه تدمعا
المسطول : أفهم من كدا.. أنك سوف تعود ... إذا عود ... –وينظر إلى جانبة ممسكا قطعة خسب ما- عود خشب عاج ينفع للجوزة كدا
. الغريب : أتعلم؟
إن في الجبن عار
والشجاعة خير خيار
واجه ما خشيته تحيا
لتنعم بخير قرار
أفق من وهمك الغادر
ولاتعنه على مددك بالفرار
واجه الواقع و حاول
تعش كالأحرار
ولا تهمسن الكسل
كن لقدرك من الأنصار
جدال النفس خطاء
و العقل منبع الأنهار
فإروي فكرك بمياهه
تحصد انضج الأفكار
سلام يا هذا
فقد عذمت القرار
حمدا لله ان هداني
إلى زمرة الأخيار
ثم يصدر صوت فرقعة مرةأخرى و يختفي هذا الغريب
المسطول -بصوت عال- : تصدق غيرتني....!! .... .
الثاني –مقبلا من بعيد-: دا أنا عبرت تعبري ... رسمت لوحة ولا لوح الفن التجعيدي
الأول : إنتا عارف
الثاني : إيه ؟
الأول : أنا مش عاوز اهرب من الواقع
الثاني : يعني ؟
الاول : انا هبطل سطل... حازم إمام إعتزل رغم الضغوط إلى كانت عليه ... انا كمان هعتزل
الثاني : مين ؟ .. ربنايهديك ... .
الأول : يا ريت ... انا هبطل سطل .. و هواجه الحياة ... مفيش شغل و إيه يعني ... أنا إلى هعمل الشغل ...لحاد إمتا هفضل مستني ... لإمتا هفضل مسطول .... لإمتا ؟ !!!! ....
ثم ينصرف و يترك الثاني جالسا فاغرا فاه
الثاني : طب و التعميرةدي هشربها لواحدي !!
الأول : -ينظر خلفه ببطئ للتعميرة- خلاص اخلص التعميرة و أبطل ..... .