05-12-2013, 05:43 PM
|
#121
|
شخصية هامة 
رقـم العضويــة: 57284
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الجنس:

المشـــاركـات: 9,664
نقـــاط الخبـرة: 935
|
رد: نغرق فِي أفكارِنآ و نحنُ نرتشِفُ القهوه

الذي يَسكُنُ في أعماقِ الصَّحراءِ يَشكو مُرَّ الشكوى لأَنَّهُ لا يَجدُ الماءَ الصالحَ للشُرب.
و ساكِنُ الزمالك (حيٌّ من أحياء القاهرة الراقية) الذي يَجدُ الماءَ و النُّورَ و السَّخانَ و التكييفَ و التليفون و
التلفزيون لو استمعتَ إليهِ لَوَجدتَهُ يَشكو مُرَّ الشكوى هُوَ الآخرُ مِن سوءِ الهَضمِ و السُّكَرِ و الضغط.
و المليونيرُ ساكنُ باريس الذي يجد كُلَّ ما يَحلُمُ بِه، يشكو الكآبةَ و الخَوفَ مِن الأماكنِ المُغلقة و الوسواسَ و الأرقَ و القلقَ.
و الذي أعطاه الله الصِّحَةَ و المالَ و الزوجةَ الجميلة يَشُكُّ في زوجته الجميلة و لا يَعرِفُ طعم الراحة.
و الرجلُ الناجحُ المشهورُ النجمُ الذي حالَفَهُ الحظُّ في كلِّ شيءٍ و انتصر في كلِّ معركةٍ لَم يستطع أنْ يَنتَصِرَ
على ضَعفِهِ و خُضوعِهِ للمُخَدِّرِ فأدمنَ الكوكايين و انتهى إلى الدمار.
و الملك الذي يَملِكُ الأقدارَ و المصائرَ و الرقابَ تَراهُ عَبداً لشهوته خادما لأطماعهِ ذليلاً لنزواتهِ.
و بَطلُ المصارعةِ أصابهُ تضخُّمٌ في القلب نتيجةَ تضخمٍ في العضلات.
كُلُّنا نَخرجُ مِن الدُّنيا بِحظوظٍ متقاربة بِرَغمِ ما يبدو في الظاهرِ مِن بُعدِ الفوارق.
و بِرَغمِ غِنى الأغنياءِ و فَقرِ الفقراءِ فمحصولهم النهائيُّ مِن السعادةِ و الشقاءِ الدُّنيَوي متقاربٌ.
فالله يأخذ بقدر ما يعطي و يعوض بقدر ما يحرم و ييسر بقدر ما يعسر.. و لو دخل كل منا قلب الآخر لأشفق
عليه و لرأى عدل الموازين الباطنية برغم اختلال الموازين الظاهرية.. و لما شعر بحسد و لا بحقد و لا بزهو و لا بغرور.
مِن أقوال مصطفى محمود .
|
|
|