
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
لقد أصبح الموضوع محيراً جداً حينما حصرنا الطرح على العوامل الداخلية " الأم و الأب ".
والسبب في ذالك أن العوامل الخارجية يمكن التنبؤ بها بينما العوامل الداخلية يصعب التنبؤ بها لتعددها وكثرتها والتي تعتمد على علم جهل الوالدين وزمن الوالدين.
وسأقسم التربية إلى قسمين:
أصول أولية: وهي تلك التي تهتم بالطفل إلى أن يبلغ.
أصول ثانوية: وهي بعد البلوغ.
مقدمة
الأصول الأولية يمكن للوالدين التحكم بها بل تظهر ثمرة التربية الحسنة في الطفل إلى أن يبلغ والعكس ايضاً وبعد ذالك يبدأ الشاب ينشأ قناعات خاصة به وينظر للأشياء نظرةً مختلفة كلياً عن والديه ولكنها ناشئة عن الأصول الأولية وحينها لايمكنك التأثير عليه بشكل قوي أبداً!
ولعلَ هذا المثل لعلي ابن أبي طالب رضي الله عنه يوضح اللافائدة أحياناً في مخاطبة بعض أداب الناس.
يقول علي " الأدبُ عند الأحمق كالماء العذب في أصول الحنظل: كلما إزداد رياً إزدادَ مرارةً "
وهذا خطاب صريح في الأصول والطفل على مانشأ عليه أساسً ولكن ليس شرطاً.
وسأقتصر بالكتابة عن الأصول الأولية وذالك لأنها هي الأساس الذي يحدث الفرق والنضوج ومنه نعاني كل هذه المشكلات.
ولابد أن تكون هناك خطوط حمراء لا يتعداها أحد ... فلا يوجد بالمنزل من هو فوق القانون من غير محاباة أو وساطة.
هو ليس نظام عسكري بل إذا نشأ الطفل في منزل محافظ سيكبر محافظً.
التربية في الأصول الأولية:
أولاً: في الأخلاق والآداب:
لقد صدقَ عليُ ابن أبي طالب رضي الله عنه حينما قال: " لا تقسروا أولادكم على أدابكم , فإنهم مخلوقين لزمانٍ غير زمانكم "
وهذا هو أكبر خطأ ومنشأ الإنحراف لدى الأبناء فمعظم الأباء لا يراعي مطلقاً زمن ولده والتغيرات في الملبس وطريقة الحياة والتطور. فتجد الوالد ينهره على كل شيء مخالف لما أعتاد أو كل ما خالف أدابه.
ولابد أن يكون النهر ليس فيما يخالف العادة بل فيما يخالف الدين والسنة.
ولكي نحميه من كل ذالك وجبَ على الوالدين التأصيل العقدي في أبنائهم ويكون بالمنزل قوانين أساسية. فيمكن الطفل عمل شعره بأي شكل إلا القزع!
ويمكنه اللعب مع أقرانه وهكذا إلا في أوقات الصلاة.
وهذا القانون لابد أن يطبقه المنزل كاملاً.
ومن هذا المنهاج تقوم كل التعاملات في المنزل ومنها تتسرب لأصوله بالشكل الصحيح.
ثانياً: ماهية الخطأ والصواب:
ماهو الخطأ وماهو الصواب عند الطفل ؟!
هو لا يعلم بالتأكيد ودور الأم والأب في تعليم الصح و الخطأ للأبناء هو ثاني أكبر خطأ يقعون فيه.
حينما تختلف مفرداتتنا في توضيح الخطر والعيب والحرام والممنوع والمسموح ينشأ الطفل محتاراً.
فلابد من التوضيح للطفل فقد يأخذ ذالك وقتاً يسيراً الأن وتُسهل عليه حياته كثيراً.
أما الخطأ فتجد الأباء ينهرون بكفى وهذا أمر وإلا الأم تقول " لا تفعل كذا فقد يضربك والدك " هذه كل أخطاء.
ثالثاً: في التنمية العقلية والدينية إلخ ..
هناك أنواعُ التنميات بحياة الطفل لايستغلها الوالدين مطلقاً ويتركون الطفل على هواه.
لايمكنك ترك الطفل على هواه فهناك تلفاز وهناك مذياع وهناك أصدقاء وهناك مؤثرات سيتأثر الطفل بها سلباً بكل تأكيد.
ومن هنا يأتي الواجب: فالوالدين يجب عليهم تنمية الطفل بحيث يصبحُ يملك إجابات على كل الأسئلة التي تدور بخلده من الناحية الصحيحة.
وتنمية مواهبه ودعمه بشتى الطرق المؤاتية للوالدين.
فحينما يُهمل هذا الجانب سيكبر الفتى عالةً من غير طموح أو لايجد في حياته سبب.
وبينما هذا تفكير خاطئ نجده فيمن نعرفهم ولا نعرفهم كل يوم.
رابعاً: أخطاء شائعة:
أ- النهر والضرب:
كثرت في زمننا التعاملات فمنهم من يضرب الولد ومنهم من يخاصمه أمام أقرانه وهكذا.
كل هذه سلبيات ولابد على الوالدين معرفة طبع ولدهم وكيف هو يستقبل التصحيح في حياته.
فمنهم بالكلام يلين ويتعقل ومنهم من تضربه ومنهم تحبسه أو تأخذ أحد ألعابه الثمينة وهناك حلول كثيرة لجعل الطفل ينصاع من غير ضرر نفسي أو جسدي على الطفل.
ب – العدل والمساواة:
من أسوء الأخطاء التي قد تأثر سلباً في نمو الطفل هو أنه لايجد الإهتمام من والديه.
قد يفضل أبها غيره في المنزل أو قد تفضل أمه إبنتها الصغيرة وهكذا ولابد أن يكون هناك عدلُ في كل شيء في المنزل.
فكيف ينشأ الطفل على العدل بينما لا يجد العدل في منزله؟! ومن أمه وأبوه؟!
هذا أحد أشكال العدل التي يجب أن يفكر بها الوالدين جيداً فحينما يكبرون سيقول الذي ظلم ... دع فلاناً يهتم بك أو دعي فلانة تهتم بك.
والسبب أنهم لم يعدلوا.
مخرج
الموضوع جداً طويل ولكن هذا ما تيسر لي وأحببت أن أسلط الضوء على الوصفة التي تشكل أساس الخراب في تعامل الوالدين وينتج عن ذالك شباب لايعرف ولايحلم بشيء.
والمأساة الحقيقة والكارثة الأعظم حينما يبدأ الطفل في البغي عن دينه وحياته وكل ذالك بسبب عدم التوضيح والتأصيل الصحيح.
وكل ماكتب يعبر عن رأي الشخصي ليس إلا والعلم عند الله.