ماذا تفعل
فقد أحست أن هناك شيئا بها قد تغير
فهل من المعقول أن كل هذا الأدب والدين
والأخلاق هي لشاب في العشرين من عمره ..!
أحست أن قلبها قد اهتز للمرة الأولى ولكنها أيقظت نفسها
بقولها : كيف أحب عن طريق الإنترنت
وأنا التي كنت أعارض هذه الطريقة في الحب معارضة تامة ؟.
فقالت له : أنا آسفة .. أنت مثل أخي فقط ..
فقال لها : المهم عندي أني أحبك
وأن تعتبريني مثل أخيك وهذا أمر يخصك
ولكني أحببتك .
انتهت المحادثة هنا
لتحس اميرة أن هناك شيئا قد تغير بها ..
لقد أحبته اميرة ..
ها قد طرقت سهام الحب قلب ميرة من دون استئذان
ولكنها لا تحادث أي شاب عن طريق الإنترنت
وفي نفس الوقت ترغب بالتحدث إليه
فقررت أن تحادثه بطريقة عادية
وكأنه فتاة وأن تحبه بقلبها وتكتم حبه
فلا تخبره به
وتمر الأيام وكل منهما يزداد تعلقا بالآخر
حتى أتى اليوم الذي مرضت فيه ميرة مرضا أقعدها بالفراش لمدة أسبوع
وعندما شفيت هرعت للإنترنت كما يهرع
الظمآن لشربة ماء
لتجد بريدها الإلكتروني مملوء بالرسائل
وكلها رسائل شوق وغرام ..
وعندما حادثته سألها : لماذا تركتيني وهجرتيني
قالت له : كنت مريضة
قال لها : هل تحبيني ؟؟
وهنا ضعفت اميرة وقالت للمرة الأولى في حياتها
: نعم أحبك وأفكر بك كثيرا ..
أحبته حبيبة قلبه
وهنا طار الشاب من الفرحة فأخيرا أحبته حبيبة قلبه
وفي نفس الوقت بدأ الصراع في قلب اميرة :
لقد خنت ثقة أهلي بي لقد غدرت بالإنسان الذي رباني
ولم آبه للجهد الذي أفناه من أجلي
ومن أجل ألا أخون ثقته
فتنهض من سريرها في منتصف الليل
لتكتب هذه الرسالة بالحرف الواحد :
يشهد الله أني أحببتك وأنك أول حب في حياتي
وأني لم أرى منك إلا كل طيب
ولكني أحب الله أكثر من أي مخلوق
وقد أمر الله ألا يكون هناك علاقة
بين الشاب والفتاة قبل الزواج
وأنا لا أريد عصيان أمر خالقي
ولا أرغب بخيانة ثقة أهلي بي
لذلك قررت أن أقول لك أنا هذه الرسالة الأخيرة
وقد تعتقد أني لا أريدك ولكنني ما زلت أحبك
وأنا أكتب هذه الكلمات وقلبي يتشقق من الحزن
ولكن ليكن أملنا بالله كبيرا ولو أراد الله
التم شملنا رغم بعد المسافات
وأعلم أننا تركنا بعضنا من أجل الله
وتذكر
أن
الرسول صلى الله عليه وسلم
قال أن الذي ترك شيئا لوجد الله أبدله الله بما هو
خير الله
فان كان أن نلتقي خير لنا
سيحدث بإذن الله لا تنساني
لأنني لن أنساك وأعدك أنك حبي الأول والأخير
ومع السلامة
كتبت اميرة الرسالة وبعثتها له
وهرعت مسرعة تبكي ألما ووجعا
ولكنها في نفس الوقت مقتنعة
بأن ما فعلته هو الصواب بعينه
وتمر السنين وأصبحت اميرة في العشرين من عمرها
وما زال حب الفتى متربعا على عرش قلبها بلا منازع
رغم محاولة الكثيرين اختراقه ولكن لا فائدة لم تستطع
أن تحب غيره وتنتقل اميرة للدراسة بالجامعة
حيث الوطن الحبيب
الذي لم تره منذ نعومة أظافرها
ومعها أهلها حيث أقيل أباها من العمل
فكان لابد للعائلة من الانتقال للوطن
وهناك في الجامعة كانت تدرس هندسة الاتصالات
وكانت تبعث الجامعة بوفود إلى معارض الاتصالات
ليتعرفوا على طبيعة عملهم المستقبلي
واختارت الجامعة وفدا ليذهب إلى معرض اتصالات
كانت اميرة ضمن هذا الوفد
وأثناء التجول في المعرض
توقفوا عند شركة من الشركات التي تعرض منتجاتها
وأخذوا يتعرفون على كل منتج ..
وتنسى اميرة دفتر محاضراتها
على الطاولة التي تعرض عليها هذه الشركة منتجاتها
فيأخذ الشاب