02-18-2014, 06:58 PM
|
#3
|
«¦"Ayano Da Sexy"¦»
رقـم العضويــة: 299370
تاريخ التسجيل: Dec 2013
العـــــــــــمــر: 31
الجنس:

المشـــاركـات: 33
نقـــاط الخبـرة: 18
MSN : 
|
رد: العين التي ترى الحقيقة // الفصل الثاني
حـينها دخلت والدتي غـرفة الـمـعيشة قـائلة:
"مـازن, هـل صـحيحٌ أن..."
قـاطعتها مـباشرةً.
"كـيف هي حـال والدِي الآن؟"
تـباطـَأت لتـدرك السؤال, ثم أجـابت:
"ز-زيـاد؟ إنه مستـلقٍ على الفراش."
"حـسنـاً إذن." قـلـت ذلك بكل تـأنٍ. فـربـما والدي مـا زال مـتـعـب, فـلم يـكن لي إلا الـصبر
على الفـضـول الذي يـتـملكـني.
"مـ -مهلاً! ألن تـُخبـرني عن الفـتاة التي تـواعدها؟"
صـعدتُ إلى الأعـلى متـجـاهلاً, فلم أكن أمتلك المزيد من الوقت.
بـعدما تـحـممت و ارتديت ملابسي نـزلت إلى الأسـفل استعداداً للمـغـادرة فـتـوقفـتـني والدتي بسـؤالها عـن الـمكان الذي سـأذهب إليه.
فـأجـبتـها أنّني سـألتـقي بـأحد أصدقـائي. حينها تذكرتُ تلك الفتـاة التي قـابلتها في المدرسة أثـنـاء استراحة الغداء.
لذلك قمتُ بوصـفها لوالدتي عسى أن تكـون لها معرفةٌ بهـا. فقـالت لي:
"لا أتـذكر,فـأنا أقـابل شـخصـياتٍ عدة لذا..."
"لا داع إذن, لا بـأس. سـأعود قـبل العـشاء." قـلت ذلك و أنـا أمسك بمقبض الباب.
لـكن تـوقفتُ قليلاً و أخـبرتها أنـني لا أواعـد أحداً.
فـتـنهدَت والدتي عند سماع ذلك ثم طلبَت منّي ألا أتأخر, فاستودعتها.
كـان الـشـفق يحتلُّ السمـاء بلونه الأحمر, مـلتـفـاً حـول الشـمس, مـحاكيـاً لمنـظر نجمةِ مسرحٍ مرتديةً رداءً أحـمر,
و هي تَـنزل من على المنصة لانتهاء العرض. فـجـذبنـي المـنظر رغـم عدم ميولي إلى الطبيعة.
فـتـأملتُ السمـاء و أنـا أخـطو صوب المـجمـع حيث سـأقابل عبـيـر.
بالطبع, لم أستـطع أن أتـوقف عن التـفكير عمّا يحـصلُ مـؤخـراً. مـنذ مرضِ والدي صـادفـت ُعدة أحـداث أشـغلت ذهـني,
كـأن أولّهـا الـمشـروع الذي تـطرّق إليه عمّي جـلال و شـراكـة كلاً من والديّ
وآخرها الفـتاة التي قـابلتُها في سـاحةِ المدرسة. هل مـا يحدث مـصادفة, لمَ يـتـصرّف من هم حـولي بطريقـةٍ تـثيرُ الـريبة, تـسَألت.
لكـن لا أزال أصلُ إلى طريقٍ مسدود. ولولا حـسنُ مـا قُـدّر لي لـكـنتُ الآن في المـشفـى.
فقد كنتُ ارتطم بـمعـداتِ البـناء المـوضـوعةِ بجـانب المـمَر.
فـالـتـفـكير الـعميق قـام بـنقلي إلى بـعدٍ آخـر, كـان أثراً لفـقد حـواسي بعـضاً من الوقـت.
وبـما أنه لم يـتبقّ من المـسافة الكـثير كي أصل,
حـاولت الاستـرخاء لأزيل مـا يـشيرُ إلى القلقِ الشديد الذي كـان يـنـتابني. حـينمـا وصـلتُ إلى مدخـلِ المـجمع,
أخذتُ التـفت لعـلّ عـبير بـالجـوار, فـإذا بهَـا تـلوّح بيـدها و هي قـادمةٌ بـاتـجاهي.
كـانَت تـبدو مـخـتـلفة, فـقد كـنتُ معـتاداً على رؤيـتها بـزي المـدرسة.
أطـلتُ النـظر إليها و هي تـقـتربُ مني فـالتـقـَت أعـينـنا.
"ما الأمـر؟" سـألَت بـكل برود.
تـبسّمتُ سـاخراً, ثم أردفـت:
"أهـكذا تـقـومين بـالتـحية؟"
تـداركـَت المـوقـف, تـلاشـَت الـثـقة المـفرطة التـي تمتـَلكها. فـطـرف بـصـرها لـتـتفادانــي و احـمرت و جـنـتيها خـجـلاً.
عـمّ الـصمـت لبـضع ثـوان, أردتُ أن أكـسره بـمبـادرةِ الحـديث. إلا أنهـا قد سـبـقَـتني إلى المـدخل قـائلة:
"هـيـا بنـا للداخل..."
تَـبعـتها و اللّــوم يـوخز قـلـبي. بـالرغـم من أني لم اسـتـلطِف عبير قط, إلا أن مـاقـلتُه لهـا قام بـتـحطيمِ ذلك الكـبريـاء الذي تـمتلكه.
فــأصـبحَت طيـفـاً بـلا جـسدٍ يـحـتـويه. رغـبـتُ في الاعـتذار لها, لكـن لـساني لم يـنـطَلق.
حـينها تـوقـفنـا عـندَ أحد المـقاهي المـتـفردةِ بـديكـورٍ مخـططٍ داكن اللون, كـان فـخماً و شـاسعاً.
لذلك استـقـبلتنا نـادلةُ المـقـهى بتـحية حـارة عـند دخـولنا قـائلة:
"أهلاً, أنسة عـبـير! هل لك حـجـز مـسبـق؟"
أكـّدَت للنـادلة بـأنها اتـصـلَت قـبلاً. و بعـد أن اطـلَعت النـادلة على القـائمة أعلمتنا أن هنـاك من يـنتظرنا.
لـكن عـبير لم تـتـفاجـأ بـل شـكرَت النـادلة و لمحـتني بـطرفِ عيـنها لأتـبعـها. فـبدا أنهـا تـردّدت المـقهى مـراراً.
"هـل أنـتِ بـانـتـظار أحدٍ مـا؟" سـألتها و نـحن في طريقـنا إلى الطـاولة.
"سـتـعرفُ قـريبـاً كل شيء". قالت بـصوتٍ خـافت.
كنـا نـقـترب من شـخصين, يـجلسـان يـقابل أحدهما الآخـر. لم أستـطع رؤيــة ملامحهما بوضــوح بسبب ضوء الشمس القادم من خلفهما.
و عند اقترابنا من الطاولة, تـمـكـنتُ من معـرفـتـهما في الحال.
"لقد تـأخرتِ يـا عـبير... أرى أنـك جـلبـت ِمـازن أيـضاً". هذا مـا قـالتـه الفـتاة الـتي كـانت تـجلس على الجـهة اليـسرى.
بـالطـبع كـانت بـصحـبة الفـتى الذي كـان يـبحـثُ عنـها في سـاحةِ المدرسة حـيث كنـا نـتحـدث. سـألـتُ عبير عـمـّا يـجري,
فـقـالت وهـي عـاقدة ذراعيــها:
"بـبـساطة, نــودّ مــنـكَ الانـــضِـمــام إلى فـريـقـنــا". نـــهـــاية الـــفـــصل الــثـــاني
|
|
|