الموضوع: تنين أزرق
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-11-2014, 05:10 AM   #12
من وجد الله فماذا فقد ؟
 
الصورة الرمزية رائحة المطر
رقـم العضويــة: 32458
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 6,699
نقـــاط الخبـرة: 11679

افتراضي رد: تنين أزرق





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


(صبحكم /مساكم) الله بالخير وطاعة الرحمن


قبل أن أرخي الستار على قصتي وانهيها أقدم إعتذاري للتأخير ،فقد كانت عندي ظروف خاصة
- السموحة-









((الفصل الثالث والأخير))






انطلق الجميع للبحث عن القرد ،وفي الطريق..


عامر:(لقد تعبت أيها القرد من السير ،دعني استريح قليلاً)



القرد:(لماذا أنتم البشر كُسالى وتشعرون بالتعب سريعاً؟)



(حسناً خذ قسطاً من الراحة ،ثم لنتابع السير)


عامر:

(لا. قدمي باتت تُلمني ،كما أني أتضور جوعاً،فالطعام الذي تناولته بالأمس كان قليلاً إضافة إلى أن السير أرهقني).



القرد:

(حسناً؛لكن أين سنجد طعاماً بين هذه الجبال؟،فقط تحمل الجوع ,وأرتح قليلاً،ثم لنواصل السير ،فلا أعلم ماذا يحدث بالغابة الآن ،فلقد خرجت مسرعاً إليك ،ولم أخبر أي من أصدقائي بشيء ،وأخاف أن يأتي أحدهم إلى بيتي ولايجدني ؛عندها ستزداد الشكوك حولي).
عامر:"ولكنني جائع"




القرد :(تحمل ياصديقي ،أتريد أن يكشفُ أمرنا؟)


عامر:(بالطبع لا)



كان القرد يتحدث إلى عامر وعيناه تراقب المكان ،فتارة ينظر يميناً،وتارة نحو الشمال، وبينما هو كذلك فجأة أبصر ظلاً قادماً من بعيد ،لكن لم يتضح له صاحب الظل ؛لأن المسافة بعيدة ،فهما مستظلين تحت جبل ،والظل اللذي راه فوق جبل آخر ، فأحس القرد بخوف شديد ،وقال:

(قم يا عامر فلنسرع )


لم ينتظر القرد إلى أن ينهض عامر أمسك بيده وأسرع بالعدو .



صدق القرد في ظنه ،فالظل الذي رآه ماهو إلا لأحد الضباع الذين أرسلهم التنين لملاحقتة ، ويال خيبة الأمل ،فقد بذل القرد أقصى مالديه من الحيطة والحذر ، سرعان ما اكـتشف أمره ، وبعد أن عدا مسافة قصيرة هارباً من الظل الذي رآه أعلى الجبل ،إذا به يتوقف فقد شاهد أحد الضباع متجها نحوه مباشرةً ،نظر إلى عامر قائلاً:
( لا فائدة من الهروب بعد الآن انتهى الأمر).




طأطأ عامر برأسه، ثم قال:

(آسف ياصديقي لقد أقحمتك معي وسببت لك مشكلة ..سامحني).



القرد:

(قلت لك انتهى الأمر؛ أنا في نظر الجميع خائن،ونحن شركاء بالجُرم)



اقترب الضبع من القرد حتى أصبح أمامه


الضبع:


(الآن فهمت مارمى إليه التنين بقوله:"احضروه ومن معه ")


(أهذا ما كنت تُخفيه عنا؟!)



(لقد طلب التنين منا أن نحضرك بدون أن ندخل معك في عراك)



وضع القرد يده على رأسه ، ثم قال:



(لا.لن أدخل معكم في عراك ؛ خذوني إلى سيدي الحاكم)





عامر:(القرد ليس له ذنب أنا السبب،أنا ورطته معي)


الضبع بسخرية:

(اسكت أيها البشري ،هل تعتقد أنك ستنجوا من العقاب؟)



القرد هز رأسه مشيراً لعامر أن لا فائدة من الكلام.



نادى الضبع على صاحبه ،وساروا جميعا(القرد،عامر، الضباع)نحو الغابة.






((في بيت التنين))





الضباع :


(سيدي هاهو الخائن بين يديك ، ومعه شريكه)



التنين:

(ماالذي حملك على إيواء هذا البشري والتستر عليه أيها القرد)


(لقد وثقت بك كثيراً،وكنت قريباًمني..،والأهم من ذلك ألا تعرف قوانين الغابة؟)



القرد:

(بلا ،أعرف ياسيدي القوانين ، ولكنني لستُ بخائن ،فقد وجدتُ هذا البشري ضالاً بالغابة ،فرأيت من واجبي إخراجهُ منها ، وقد قلت لك في الاحتفال حينما سألتني عن سبب تأخري :بأني سأخبرك لاحقاً).



تدخلت الضباع:( بلا، أنت خائن ،فمهما كانت الأسباب كان يجب عليك اطلاع الحاكم من مسبقاً).



عامر:


"أرجوك أيها الحاكم ،صدق القرد فيما قال : لقد تهت بالغابة ووجدني هو ؛ أنا الذي طلبت منه مساعدتي ،وإخراجي من الغابة ..أرجوك لا تعاقبه".



نظر الحاكم على عامر ،ثم قال:"وإن يكن مافائدة كلامك أيها البشري ؛الآن أنتما شريكان في الجُرم،فللغابة قوانينها ويجب أن تُتبع "




التزم القرد الصمت ،و أومأ إلى عامر بيده "أن لا فائدة "




التنين :


(أيها الضباع اسرعوا واجمعوا لي حيوانات الغابة حالاً)




احتشدت الحيوانات بمقر الاجتماع منتظره وصول الحاكم ،ودون معرفة لما هذا الاجتماع الطارئ

وصل التنين ومعه القرد وعامر ، تعجبت الحيوانات من وجود بشري بالغابة ،وأخذوا ينظرون إليه ووجوههم يملؤها التساؤل :" ماالذي أتى بهذا البشري في غابتنا ، ولما هو مجتمع معنا؟؟"



التنين:

" أيها الحيوانات لقد جمعتكم لأمر هام ، فلقد قام أحد أبناء الغابة بخرق قانونها بالتستر على وجود بشري ،فما هو العقاب المناسب الذي يستحقهُ برأيكم؟"



ارتفعت الأصوات وكثر اللغط ، فمنهم من قال:


(يجب أن يُطرد الخائن من غابتنا، ويُقتل البشري)


(لا.بل لابد من قتل الإثنين معا )


(أجل الخائن لابد أن يموت)


(من هذا الذي تجرأ، وخرق قانون الغابة؟)




نظر التنين إلى القرد وقال:(هذا هو الخائن)




تعجبت الحيوانات من ذلك ، فقال أحدهم :


(أنت أيها القرد! لماذا..أنت أكثرنا إلتزاماً ،وأعرفنا بقوانين الغابة)




(ماالذي حملك على الخيانة؟)



لازال القرد صامتاً، وعامر ينظر إليه ويقول:


(لما لاتدافع عن نفسك وتبرر موقفك أمام الحيوانات ، فلعل أحدهم يتعاطف معك ويستجدي الحاكم عله يسامحك)



القرد:


(لما لاتقدر الموقف ،هل يجب عليّ تكرارها مراراً..لا فائدة)




صاح عامر متجاهلاً كلام القرد:


"أيتها الحيوانات أنا السبب ،فالقرد وجدني بالغابة تائهاً،وأراد أن يساعدني بالخروج من الغابة ،لا ذنب له ؛أنا الملام ..القرد ليس بخائن "



قام أحد الضباع مسرعاً،وقبل أن ينطق أحد الحيوانات فقال:

(هو شريكك ؛لأنه تستر عليك )





التنين:


(أخبرنا أيها القرد عن المكان الذي خبئت فيه البشري؟)




القرد:(داخل الكهف المهجور أعلى التل)


التنين:(الكهف المهجور أعلى التل خارج الغابة!)


القرد:
(أجل.هو ياسيدي)



التنين:


(إذن سيكون عقابك بنفس المكان الذي خبأت به هذا البشري ،ولتكن عبرة لغيرك)



عامر:

(أرجوك أيها الحاكم اعفوا عن القرد ،أنا الملام ..اعفوا عنه)


التنين ساخراً:


(أتظن أنك ستنحو من العقاب !حالما ننتهي من القرد سنجد عقاب مناسب لك).
(اربطوا هذان الإثنان وشدوا وثاقهما ، وفي الغد يُنفذ الحكم)






((في اليوم التالي)):



التنين:(اصعد أيها القرد لأعلى التل)



فوراً نفذ القرد الأمر



التنين:


(هذا التل الذي خبأت البشري بداخل كهفه ألقي بنفسك من عليه)



عامر يصرخ:


(لا.لا. لماذا لاتُصغون لما أقول؟ القرد ليس بخائن ؛ كل ما فعله أنه مد لي يد العون)



الحيوانات بدأت تتأثر من الموقف، منهم من أشاح بوجهه عن القرد حتى لا ير أى هذا المشهد ، ومنهم من طأطأ برأسه للأرض وفاضت عيناه ، فقد رقت قلوبهم وتعاطفوا مع القرد ،إلا أنهم التزموا الصمت.




دمعت عينا القرد ،وتوجه بنظره إلى التنين وقال:
:" آسف سيدي لأني خرقت قانون الغابة ، لكني لست بخائن ، فليس من أخلاقي أن أمتنع عن تقديم المساعدة لمن قصدني".


ثم نظر إلى حيوانات الغابة وقال:


(آسف أصدقائي سامحوني ، وشكرا للأوقات الجميلة التي قضيتها بصحبتكم).




اختلط صوت عامر بالبكاء:(أيها الحاكم أرجوك أعد النظر ، واعفوا عن القرد)



(أيها الحاكم أرجوك اصفح عن القرد ..اصفح عنه)


(أرجوك تراجع عن هذا القرار)




وفي أثناء ذلك سمع عامر صوتا مألوفا يناديه ..




(عامر أيها الأحمق عن أي قرد تتحدث،وأي حاكم ترجوه ؟)





مازال يتوسل ويجهش بالبكاء ، وفي ذات الوقت يسمع الصوت يناديه بصورة أوضح :"عامر ..عامر مابك يا بُني!"




عامر:
(أجل هذا الصوت صوت أمي)


(ما الذي جاء به في الغابه ،وأين هي لا أراها ؟)



(عامر..عامر، استيقظ يا بُني )




فتح عامر عينيه ونظر إلى ما حوله ،وإذا به في غرفته مستلقي على سريره ملتحفا بغطائه،و أمه بجانبه ، في البداية لم يصدق ما رأى ، وقال:(أين أنا؟)




الأم :(أنت بالبت يا عامر ،وهذه غرفتك ،لابد أنك رأيت حُلما مزعجاً)



(لقد أفزعني صُراخك )



عامر:


(الحمد لله أن القرد لم يمت ، وأنه كان مجرد حلم)



هزت الأم رأسها وقالت :(لازال يهلوس ، ويسأل عن القرد)
(انهض من فراشك ياعامر ، وبدل ملابسك ،ثم تناول فطورك ،فباص المدرسة أوشك على الوصول).





هنا انتهت فصول حكايتي

كل ما رآه عامر كان مجرد حُلم







مـ خـ ر ج..



شكرا لكل من تابع فصول قصتي ،ومن شكر ،ومن ابدى ملاحظته ،أوحتى من مر عليها مرور الكرام .



في أمان الله





التعديل الأخير تم بواسطة رائحة المطر ; 05-12-2014 الساعة 01:53 AM
رائحة المطر غير متواجد حالياً