.

.
.
.
دعاني صديق يريد مقابلتي
فوافقت مكرهاً
...
وقفت امامها بحزن مميت
الذي ينظر لحالي
ينظر بشفقه
واجهتهاا ووقفت امامها
حين نظرت اليها او بمعنى اخر .. استرق النظر
.. لأراها
اذ بها محبطة .. تخلوا من الامل
ومن التفاؤل
يقولون
..!
انه قد وهبني الله مزايا عديدة
ويقولون
..!
انني جميل بالفطرة
رغم اني لا ارى ذالك
اخذت اتاملني
تارة الى شعري واخرى الى انفي
ثم شفتاي
واعود لاصعد مسرعاا الى شعري
هروبا منها
نعم لا استطيع النظر اليها ابداا
اجرب مرة اخرى واتأمل خلق الله في
ولازلت اهرب منها
العجيب اني لا اعرفها
رغم ان الجميع يمتدحها
وحين تذكرت اطراؤهم اشتعل بداخلي الفضول
وحاولت مرارا ان انظر اليهاا
لمحة سريعه
ثم
نظرة مدة ثانية
ثم
تكررت عدة نظرات لها ولم ابتعد عنها كثرا
واخيراا تثبتت عليها وقاومت الهروب
لماذا اهرب ..؟؟!!
اتتساءلون ..؟
ببساطة لاني جبان
لاني الان بالذات انسان ضعيف
واجهتني اسهم الخيبة
لم تواجهني هي فقط
بل طعنني خنجر اليأس ايضا
واصبحت مثلما ارادوا
بلا هدف
ذات محطمة
وروح ميتة
المجتمع البليد كسرني وحطم معنوياتي
وهاقد ترآءت امامي كلل اللحظات التي لا اود استرجاعها
اخفضت راسي وابعدت النظر عنها
وشددت على يداي
اريد ان اتخلص من تلك الذكريات
لا اريد التذكر
... تهميش المجتمع
نعتهم لي بالفاشل
المقارنات التي لا تزدني الا غبنا
يجبرونني على ان اكون كما يريدون
واذا تخلفت عن ذالك وصفوني بابشع الاوصاف
نعم هم السبب
هم من حطموني
هم ....
:
انتظر
رفعت راسي لانظر لها سريعا
:
انتظر لا تتسرع .. الم تمل من التذمر ..؟
اجبتها بنبرة الم
: وهل هناك من يمل من حقيقته ..؟
لم تكن اجابة اعلم ..!
بادرتني زاجره
:
هون عليك فان ما تردده مرارا لا ارى فيه اي موت او الم
تعجبت قليلا فهذه اول مرة احصل على هذا الانكار
: وماذا ترين انتـ....
قاطعتني
:ارى احمقااا حكم على نفسه بالفشل لانه اراد ذالك
تقول اني احمق
انه لم يكن حوار ودي كما كنت اظن
يبدو انني قلت ذالك بصوت عالٍ
تأملتها قليلا ثم تحدثت بهدوء وكأنها تتكلم مع طفل صغير
:
اسمع .. ماذا تريد انت ..؟
ماهي اهدافك ..؟
وهل تظن انك بهذا ستحقق شيء ..؟
نظرت اليها باهتمام
فاكملت :
لا تتوقع ان تجد املا من غيرك..!
وما هو الامل ..؟
سألتها ..؟ وانا اعلم ما هو ولكني لازلت ابحث عنه في ركام السلبيات التي انطوت عليه
نظرت الي طويلا
وقالت ببطء وكأنها تتحدث مع عقلي الباطن
:
الامل هو يقين يخرج من قلبك ( تلقائيا اشرت بسبابتي الى قلبي)
ويصدقه عقلك ( ثم اشرت الى رأسي)
حينهاا تعمل جوارحك بما يمليه عليك ما بداخل رأسك الفارغ (وشددت انا على يداي)
وقالت بعد صمت
الله خلقناا في هذه الدنياا واعطانا امانات ليس لان نضيعها في متاهات اليأس
ولكن لنستعملهاا
عقلك
موهبتك
تفكيرك السليم
وانا ..!
كلناا من تلك الامانات التي لابد لك من استخدامها
لا تحرم نفسك لذة المحاولة وشرف الانتصار
ثم نظرت الي بتفاؤل وقال :
تلك الاسهم التي واجهتك حولهاا لاسهم تدلك على طريق النجاة
وذاك الخنجر الذي طعنك
لو بقي مكانه سيزيدك الما كلماا تحركت
اخرجه .. وعالج جرحك وتخلص من سلبيتك
سأعدني
فك قيدنا
وتحرر من شباك الاخرين
اطلقني
املئني ايجابية ودعني اقودك الى النجاح
وتوكل على الله
نظرت اليها نعم هاهي تظهر نفسهاا تقول انها لن تتركني
هاهي تساعدني رغم اني لم اقدم لها الا اليأس والاحباط
كنت لا اؤمن بمن يقول ان التغير قد يكون في لحظة
اما الان ايقنت انني كنت على خطأ
فانا مدين لهذه اللحظة
مدين لذاتي
تذكرت قصة نعيم ابن مسعود
اسلم بسبب حوار ذاتي
وكان له اثر في انتصار المسلمين في غزوة الخندق
وها انا سأتغير بإذن الله بالسبب ذاته
..
اعلم تماما ما اشعر به
لطالما تمنيت ان اصل لهذه المرحلة .. وهاهي بوادرها
انها
اليقظة
ترآءت امامي تلك الصورة مجددا
في الماضي كنت اقول بان ذاك الشخص هو انا وقد سقطت في هاوية الفشل
ولكن الان
لا اراها كذالك
الصورة لم تتغير
ولكن نظرتي لها تغيرت
واصبحت اراني انا ذاك الشخص
وقد انطلقت وحررت نفسي
حررت ذاتي
واخترت ان اواجه وان اتجاوز كل عائق
احسنتي يا ذاتي
وشكرا لك يا غالية
نظرت لعيناني بإمتنان كبير من خلال المرآة
..
اعدك يا ذاتي اني سأعتني بك دائما
ولن اخذلك ابدا