السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الفصل يمثل نقطة تحول في الرواية
فالرواية ابتداء من هذا الفصل ستدخل
في إطار التحقيقات البوليسية
حيث ينوي توم ( الذكي الذي يجيد لعب الشطرنج )
تكوين فريق للتحري
ويستمر جيمي في سرد قصته المثيرة
أتمني أن يعجبكم هذا الفصل
غادرت منزل ويليام وتوجهت إلى منزلي
لماذا يريد ذاك الشخص قتلي ؟!
سؤالٌ محير أكثر مما توقعت
لكن عبثًا كنت أحاول .. فكروا معي
ما الشيئ الذى قد يفعله فتى فى
ماذا فعلت له ليطاردني بهذه الطريقة ؟!
جالت برأسي مختلفُ الأفكار
المجنونة أحيانًا والسخيفة أحيانًا أخري
تخيلت أن جدي الأكبر مثلًا قتل خادمته
والآن عاد شبح طفلها الذي لم يولد
يا له من كلام فارغ .. أليس كذلك ؟!
ربما الشبح هو جدي الأكبر نفسه !
وأنا سأكون في المستقبل طاغيةً أو ما شابه
وبالتالي يريد جدي تخليص البشرية مني !
وبينما أنا في تأملاتي "الحمقاء" سمعت صوتًا
-وكانت المكتبة بجوار غرفتي-
نظرت إلي الساعة فكانت التاسعة والربع مساءً
لا يمكن أن يكون أبي في المكتبة
توجهت إلي مكتبة المنزل بسرعة
نظرت حولي إلي هذه المكتبة الجميلة
التي لم أدخلها منذ ما يزيد عن الخمس سنوات
مساحة المكتبة كبيرة تقريبًا ضعف مساحة غرفتي
والمكتبة مرتبةٌ بشكلً رائع
والكتب فيها أكثر من أن تعدها !
وقد وضعت الكتب علي رفوف خشبية جميلة
فهناك قسم " قصص الأطفال "
وقسم " الروايات البوليسية"
والجميل في مكتبتنا أن الكتب في كل قسم
مرتبةٌ وفق الترتيب الأبجدي
أتذكر الآن القصص التي كنت أقرأها فيها
صحيحٌ أنها الآن في نظري مجرد قصصٍ طفولية
توجهت إلي أحد الرفوف لأحضر كتابًا أقرأه
هذه المرة ليس قصةً طفولية بل أريد كتابًا علميًا
نظرت إلي القسم الذي يسمي " كتب العلوم"
وحينما توجهت إليه وقعت عيناي على
قسم " كتب علوم ما وراء الطبيعة "
أنا أتذكر هذا القسم جيدًا
كان أحد الأقسام المحببة إليّ
نظرت باستحسان إلى صف الكتب المنسق
في هذا القسم
في منتصف الصف تمامًا يوجد فراغ
نظرت إلى الكتاب الذى قبل الفراغ
وكان عنوانه يبدأ بحرف الذال
أما عنوان الذى بعد الفراغ كان يبدأ
إذن لابد أن الكتاب المفقود
أحسست بتيار هواء بارد يجوب الغرفة
من أين يأتي نظرت حولي فوجدت نافذة المكتبة مفتوحة
( و هي من النوع الذي يفتح مصراعها لأعلي عند الفتح
تفحصت عتبة النافذة ففزغت مما وجدته
لقد وجدت آثار رمل على النافذة
صحيح أن الفتحة لا تكفي لدخول
قررت أن أذهب لويليام حالًا
لقد كنت أثق به دائمًا والحديث معه يهدئني
غادرت المكتبة متجهًا إلي باب المنزل
ولدهشتي كان ويليام يقف على عتبة بابي!
مساء الخير يا ويليام تفضل بالدخول
لا بل تعال أنت معي سنقابل توم
بالطبع أدهشني الأمر فقد كنت
يدعوني إلى منزله يبدو أننا نعرف
وعندما وصلنا إلى منزل ويليام كان توم
وقد انفجرت من الضحك فور رؤيتي له
لقد كان يرتدي زيًا تنكريًا سخيفًا
وغليون مزيف طرفه في فمه (أي في فم توم)
لقد كان يلعب دور شيرلوك هولمز
أهلًا بصديقي العزيز واطسون
" صديقى العزيز هولمز " ؟!
ثم وجهت كلامي إلى هولمز ( أي توم):
خيرًا يا هولمز أهناك قضيةٌ محيرة
هكذا أنت دائمًا يا واطسون
رغم أننا ننظر إلى نفس الشيئ
رغم نبرته الساخرة أحسست بجدية
فرد وهو يرفع يده في الهواء :
الذي صار الآن شبح نيويورك
تبدو عليك الدهشة ولا عجب في ذلك
لكني حقًا أنوي التحقيق في الأمر
فأنا أظن جديًا أن أحدًا يحاول التخلص منك