عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-2014, 10:04 AM   #3
supposition
 
الصورة الرمزية mohammed alsiabi
رقـم العضويــة: 324003
تاريخ التسجيل: Jul 2014
العـــــــــــمــر: 32
الجنس:
المشـــاركـات: 57
نقـــاط الخبـرة: 23
Gmail : Gmail

افتراضي رد: نصوص نثرية : في سيرة شيطان





" تدفن حياً في جسدك و ستغسل كل خطاياك "

العالم المثالي , ما هو شكله ؟ , و اين يكون ؟ , سأقول لك , في الأحلام فقط !
لا تسئ فهمي , أعني عندما تغلق عيناك و تتجرد من كل شيء يربطك بالحياة , و أعني بذلك ألامها , و تتفرغ لخلق عالمٍ الجديد
و لكن لا يمكن لأي شيء , ان يكون بلا قوانين أو ثمن ..
أنا ايضاً لدي قوانيني و ثمني ..

" القرية المحرمة "
في عالمي الوهمي , قرية قد حرمت نفسي عليها , لا أعلم لماذا و لكنني أعلم علم اليقين أنها ارضٌ فاسدة و لن أصلح فيها , لأنها ..
جزء مقتطع من الواقع .. انها المكان الوحيد الذي لا اريد أن اسجن فيه , أنها المكان الوحيد الذي اصبح فيها مجرداً من كل صلاحياتي ..
أنها منشئ الفساد !
و بعدما اختفى البدر الأحمق , و خلف خلفه كماً لا بأس به من الحيرة , و تسبب بالشيء الوحيد الذي اكره بقدر كرهي للمهرج و هو " ما العمل لأن ؟! " , هذه الجملة اكرهها بشدة , أكره ان أكون حائراً , لا اريد أن أكون حائراً , ألم اقسم أنني سأقوم بالفعل الصحيح !؟
كنت احدق بالمكان الوحيد المشرق في ايبوطتي , القرية المحرمة , المكان الوحيد الذي تشرق عليه شمس الحق , أنها بوابة هذه العالم , أنها رحم الشياطين , مكانٌ ملعونٌ حقاً !

" لا تفقد روحك في السبيل أحيائها "
قد اشتقت حقاً لفاطمة , اريد فاطمة , اريد صديقي السرمدي , لماذا كل هذا يحصل لي !؟ , لماذا لا يمكنني فقط الحصول على البعض الهدوء , هل حقاً أنا آلة ميكانيكية تجذب المتاعب نحوها ؟!
رأيت في المائدة التي اعتدت ان تناول فيها عشاءي مع فاطمة , قصاصة ورق تماماً كمثل تلك القصاصات التي اضعها تحت مخدتي ..
قصاصة ورقية بيضاء كتب بداخلها بخط اليد " مضيّ الكثير و بقي القليل , البداية عند النهاية , و تتطهر مجدداً عند المذبح و المهد " , ما هذا الهراء ؟! , من يكون هذا اللعين الذي يتلاعب بي هكذا ؟! , انا مندوب الغضب ! , انا شخص مميز ! , لست بشرياً قطعاً !
لست مستعداً للعيش هكذا , يجب علي ان أعلم ما يحصل , يجب علي أن أعلم ماذا علي أن افعل , يجب علي أن افعل شيئاً حيال هذا الاضطراب و هذه الحيرة ..
يجب علي أن أحلل القرية المحرمة لنفسي هذه المرة فقط !
يجب ان اذهب إلى هناك لمرة واحدة ..
أنا مستعد للخروج من جردائي القاحلة !
لأجد هذا اللعين الذي كان يتلاعب بي منذ البداية , و لألقنه درساً , كلا سأدق عنقه !

" قبل ثلاث سنين او اربع , ما الذي كنت عليه ؟! "
كنت متجهاً نحو القرية المحرمة , و عالمي الوهمي يضطرب اكثر فأكثر , اسمع همساً غير مفهوم و كأنه معزوفة في آذني , لحن لم يكن للإنسان خلقه ! , لحن من عالمٍ آخر , لغة لا يفهمها سوى الحمقى و السذج ..
منذ متى تمكنت بفعل كل هذا بنفسي !؟
قطعاً لا شيء يأتي بلا تضحية , فأما أن تُضحي بنفسك أو بالأخرين , اما أن تكون شيطاناً يبتلع الأخرين , أو حثالةً تلتف حولها القرود !
و لن أكون كذلك قطعاً , انا شخص مميز !

و بوصولي للقرية المحرمة , خالجني شعور غريب , ماذا يحصل هنا ؟! , لا أعلم ماذا يحصل لي ؟! , و كأن احدهم ابتلع ذكرياتي , و بالرغم من انني أعلم أن هذا المكان سيء جداً , و لكنني لا اعلم لماذا ؟!
و قفت على اعتاب باب هذه القرية , لم أكن لأطلق عليها مسمى القرية , فما هي إلا كوخ و لا شيء آخر, إن كنت انا من آسس هذا المكان فلماذا علي أن أخاف منه هكذا ؟! , لماذا جسدي يرفض الدخول إليها ؟!
و لكن ,, دخلت هذه القرية ,,
كان شعوراً مألوفاً , خليطٌ من الخوف و القلق و الحزن و الغضب ..
هذا ما كان يسكنني لثلاث سنين او اربع , هذا ما كان يعشش بداخلي و يشيد عرشاً عظيماً ..
كنت احدق بأرجاء هذه القرية و كأنني اراها للمرة الأولى , لا أعلم لماذا شيدت كوخاً ؟ , و ما معنى ذلك , كوخ ؟ , مسكن ؟ , تقدمت نحو باب هذه الكوخ و طرقته مراتٍ عديدة , كنت أعلم أنه لن يجيب علي أي احد , و لكنني واصلت الطرق , حتى ذقت ذرعاً بذلك , تراجعت للوراء , كنت أحدق للدخان المتصاعد من مدخنة هذا الكوخ , فكيف يمكن أن لا يوجد أي احد بداخله ؟ , كنت انظر إليه و كأنه كوخ يجب عليه أن يكون دافئاً , تقدمت نحو نافذة الكوخ , كنت انظر إلى داخل الكوخ , رأيت طفلاً صغيراً يلعب بغضنٍ مكسور تحت مائدة , طرقت النافذة بأصبعي الذي حبرت به اسم ايبوط ذات مرة , ليستدير الطفل نحوي و ينظر إلي , و حين فعلت ذلك , نظر إلي الطفل , و ما رأيته جعلني ارتعش خوفاً !
ملامح هذا الطفل مألوفة بالنسبة إلي , أنا اعلم حقاً من يكون ! , أنه يشبني ! , ذلك أنا في طفولتي في وقتٍ ما , كنت طفلاً طاهراً , كنت طفلاً ساذجاً , هذا الطفل و ما عليه , كان حلماً , كان مطلباً , كان وهماً , لم يكن له أن يتحقق مطلقاً , كنت اريد هذا , في وقتٍ ما من بلوغي ..
" الأمر السيء بخصوص الحياة , أنه لا يمكن استبدالها في حال عطبها "

تراجعت للخلف , الذكريات أمر السيء , النسيان أمر سيء !
و هذا الجحيم القارس هو أسوء الأشياء على الأطلاق , لم أكن لأستحق كل هذا , لم أكن اريد لأحصل على كل هذا ..
" لم أكن اريد هذا قط ! " , حاولت ان فقط أن اخرج من هذه القرية المشؤومة و لكن قدماي التي كانتا قاصرتين على الدخول إلى هذه القرية المحرمة , هي الأن تأخذني لمكانٍ ما , لم اعترض على ذلك ان كان في ذلك طريق لأعثر على القليل من الأجوبة , فجأة توقفت قدماي عن التقدم أكثر و توقفت انا عن التفكير تماماً , ما رأيت كان جثماناً و قبراً ..

" سأنبش قبور المجانين و سأوكز عامود قيام العقل حتى احيى كما يجب "
هذا الجثمان , هذا القبر , هذا الشاهد , رأيته في مكانٍ ما , أنا متأكد من ذلك , و لكنني فقط محجوب من تذكر ذلك ..
تباً , ما هذا الهراء !! , ما الذي يحصل لي !
لماذا هذا يحصل لي !
كنت احدق بالقبر , لم أكن اجرؤ على التفكير لمن هو مدفون به , لا يمكنني تخيل ذلك حتى , ذلك منافٍ تماماً لمفهومي حول الإنسانية و الموت ..
حاولت ان اعصر ذهني اكثر فأكثر , حاولت أن أتذكر ما شأن هذا القبر ؟ , و لكن ذكرياتي فقط , قد سُحِبَتْ مني ..
فمن انت يا محمد ؟!
و ما أنت عليه ؟!
و من أعماق ظلام ذلك القبر , اسمع نبضاً ليس غريباً علي , نبضٌ كان يعود إلي , و في كل نبضة ينبضها , يرتعش جسدي , لا أعلم ما معنى ذلك , و لا اريد حتى ان أعلم ما معنى ذلك !
هذا النبض اللعين !
اعتقد انه يجب علي ان انسحب من هنا , يجب علي أن اهرب .. لمكان أفضل !
كنت اضع يدي على مكان قلبي , و اكثر الأمور غرابةً هو عدم وجود قلبي في مكانه , لا أعلم كيف لم الحظ ذلك إلا الأن فقط ؟!

" إن الطريق للخلاص من الجحيم مُرٌ و شاقٌ "
لم أكن أفعل شيئاً منذ دخلت هذه القرية المحرمة سوى التراجع للخلف و الخوف ,,
لم اكن أفعل شيئاً سوى التذكر ..
" أتمنى أن لا ننسى كي لا نتذكر لاحقاً "
النسيان المطلق امر محال حتماً , و الطريق إلى النسيان المطلق و الخلاص الأبدي , مرٌ و شاق ..
أنا اعلم ذلك جيداً منذ البداية , لا شيء يأتي بلا تضحية ,,
أو بلا ثمن !
فماذا كان الثمن ؟!
أن كان هذا العالم وُجِدَ ليكون خلاص من ذلك الجحيم , فلماذا عليه أن يكون جحيماً آخراً ؟!
هل انا حقاً آلة ميكانيكية تجذب المتاعب نحوها !؟
ما العمل الأن ؟!
تباً ,,

يتبع بنصٍ آخر ,,

التعديل الأخير تم بواسطة mohammed alsiabi ; 09-06-2014 الساعة 09:57 AM
mohammed alsiabi غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس