من البذح أن تنشر الأسرار في أعتى الأماكن ازدحاما
أشدها حركة وأكثرها جذبا للمتطفلين الناقلين والناقلات العابرين والعابرات
ما أغبى من يستمع ويتنصت لغيره حالما يشرع بالحكي أو بسرد
همه حاله وضع أهله... لا أدري المهم هناك دوما متخطفين
يخطفون الحرف من الشفاه على أشكالها وبألوانها وأحجامها
هم رومنسيون يقبلون شفتك بطريقة خبيثة
فينتزعونها دونما رأفة.. لا أظنها تليق بهم
لكنها صفاتهم أعماهم التي أبرموا بل وأقسموا جاهدين لها بالولاء وبالاتباع
لا تشعر بسمهم القاتل إلا عندما يكون الأوان قد فات
فتلك حالٌ ميؤوسة منك أعني مزرية
خاصة الأسرار التي تبنى علها أساسات بيت أو ركايز عائلة
وما أسهل هدها وهدمها على المحترف المتلقف
لا أقول بأني مهتم بهم فهناك من هو أسوء منهم وأشد حمقا وبلادة
لأنه فتح لهم بابا واسعا
ذلك الغبي الذي أفشى سره وأعلنه وما كتمه
هو من أخرب بيته بيده و أشعله إشعالا
هناك أشياء لا يمكن البوح بها
كما هناك علم يكتم
هناك فضل سر يمنع يحجز ويوارى في طيات الأرض العميقة
التي لا يصلها ضوء ولا هواء ولا ماء فيها غبار يحميها عناء البوح بها
ليس عدم ثقة هو ما يعتد به هنا
حاشى أن نكون غير واثقين من أصحابنا
مع أنهم ليسوا سواء أحيانا في ذلك أو بعضه
لكن هناك نقطة حيث لا يمكن لأيٍ الولوج لها
إنها خصوصية الشخص وسماته الغارقة في عمق روحه بدنه وجسده
لذا نحن نحتاج إلى ما نخفي أو نغطي... بستارة تأوي أو الأحرى
نحن نلبس قناعا كجلد مصطنع
ليس لخداع الناس بل لحماية أنفسنا فالذئاب كثر
ولكن نحن منهم غير أننا ملثمون بعيدون مشردون بل مؤذون
لكن لو فتحنا أسرارنا للجميع لأدركنا أننا فارغون ولا نملك ما يمكن إخفاءه
فحينها نصل إلى سطح النفس البشرية في أعتى خصال الحقيقة المكنونة وأبشغها سوءا
فهناك حقيقة مُرة دوما وواقع مرير عشناه وأخفيناه
ما أكسبنا خبرة للتعامل مع أمثال ذلك الوضع أو غيره قوة ويأسا
فلا مانع من نقل أسرار الخبرات و التي تفيد غيرنا
فالرسول صلى الله عليه وسلم خير الخلق وسيد البشر
اتخذ من اصحابه الأطهار الأبرار أمينا لسره وخصه بذلك
أما أمين سري فهي كتاباتي التي أكتبها أبهمها أو ألغمها أو اشرحها
وأحيانا أشفرها أحرقها أعيد خربشتها غير واثق
يمكن فتحها وفهمها هي لمن أرادها ومن لم يفعل
طالما هي مكتوبة هي مقروءة مفهومة واضحة مفضوحة
لكنها بعيدة بقدر قربها عمقها بل بقدر سذاجتها
كئيبة بقدر جمال حالها وحزينة بالقدر الكافي لينفطر قلب مستمعها
لكني أبوح لأخرى خيرها غيرها
كما أنها تلك الحقيبة التي في النادي التي ألكمها وأغرقها بأسراري
تفهمني تتأرجح عني بعيد ثم تعانق أحزاني
أما ثقلها فليس يؤذيني فهي قماش لكن الدفء منها يكويني
أو ربما هي أمي التي أخبرها جزءا من أسراري
فليست الأنثى كالذكر فهي تنسى وسري لست أنساه
ولكنها بيئة جيدة لحفظ القليل
ولكن لا أهتم كثيرا بأن تعلم أخرى غيرهن عني كثيرا
لأن وراء الأعراس أطنان من الكلمات تقال ثرثة وبدون توقف
لذا تحاشيت صنف البنات عادة
ولجأت إلى أعز الأصحاب
كلما علم صاحبي عن سري أكثر كان ذلك رفعة لقربه مني
كما أني أحتاجه وزيرا مشاورا ومناقشا لي
ربما خاطرت في اخباره لكن نحن متساويان
فسره عندي وسري عنده
غير أني لا أضغط ليه كثيرا فمتى قدم الوقت أخبرني بأدق تفصيل
أما غير ذاك لا تهمني شائعات تنقل عنه تسيء إليه
تحرض عليه أو تظهره سيئا
لأني بكل صراحة أمين سره
فمن هو أمين سرك ؟؟