عدت لمنزلي مساءً و بعد تلك الزيارة الجميلة التي قضيناها أنا و إبراهيم عند عصام ، في الحقيقة كنت أعلم أن عصام لم
يقتنع بتفسيري البسيط جداً للأمر ، و أظنه فهم أني لا أريد إخبار أحد ، عموماً الحمد لله أن الأمر مر على خير ، نمت ذلك
اليوم سريعاً ، و استيقظت على السابعة و أعددت نفسي ثم ذهبت للعمل و عدت و كل شيءٍ طبيعي و لكن يوم الأحد الساعة
الثالثة عصراً ، و أنا في منزلي أدرس بعض الأمور الخاصة بالعمل و إذا بالباب يطرق ، فقمت إلى الباب و فتحته و كان
عصام الذي على الباب و كان معه ورقة قد كتب عليها : "لا تنطق إسمي نادني إبراهيم" ، فهمت مبتغاه و بالفعل قلت :
أهلاً و سهلاً يا إبراهيم ، تفضل ، فرد قائلاً : شكراً يا صديقي ، و بعد أن دخلنا كان معه حقيبة كبيرة أخرج منها جهاز
غريب و ضغط عليه ليعمل و أنا لم أرى أي إختلاف بعد أن بدأ يعمل ، و إذا به يقول لي : "الآن نستيطع أن نتكلم ، لقد
علمت أنك متورط معهم و أنك لا تستيطع قول أي شيء ، و بالتأكيد قد وضعوا أجهزة تسجيل صوتية ليراقبوك و هذا الجهاز
جهاز عكس الموجات الصوتية أي لن يسمع الآن شيء سيبدو و كأننا صامتون ، المهم أريدك أن تقول لي كل شيء يجب أن
تساعدني لنحل هذه القضية" . في الحقيقة كنت متوتراً هل أقول له ؟ أم لا ؟ لكن قررت الوثوق به و العمل معه ، لأني إن
بقيت على هذه الحال على الأغلب سينتهي بي الأمر متفجراً ، فقررت أن أقول له كل شيء بالتفصيل ، و بالفعل قلت له ،
فصمت قليلاً يفكر بالأمر ، ثم قال لي : هل تظن حقاً أنهم سيتركوك و شأنك بعد أن تنهي الخمسة عشر مهمة !؟ مستحيل أن
تصدق أنت هذا ؟ أم أن خوفك أعماك عن رؤية الحقيقة ؟؟ . أنا : أنا أعلم أنهم سيتخلصوا مني بعد ذلك ، لكن ماذا كنت
تريدني أن أفعل ؟ ، فلندع أمر الماضي و لنفكر بحل . عصام : معك حق ، في البداية يجب عليك أن تطيعهم في كل أمر ، لكي
لا يشكوا بك ، سأتابع القضية بشكل شخصي ، سأراقب منزلك و عندما يأتي من يضع لك الحقيبة سألاحقه لكي أعلم
مصدرهم ، و سأذهب لأرى ذلك الفندق أيضاً . أنا : لكن كن حذراً لا أريد أن أتورط معهم . عصام : لا تخف أعلم كيف أعمل
، سأغادر الآن لكي لا يشعروا بشيء غريب . و بالفعل غادر و مر اليوم بأكمله دون أية مشاكل ، و في اليوم الثاني ، بعد أن
إستيقظت و أردت الذهاب للعمل و إذ بي أجد الحقيبة على الباب !! ، و كان شيء مزعجاً جداً فسأضطر للغياب عن العمل ،
أخذت الحقيبة و دخلت المنزل و فتحتها و لكن تفاجئت كانت مدة القنبلة 24 ساعة ففي العادة كانت ساعة إلا مرة واحدة
كانت ثلاث ساعات ، و لكن سعدت بذلك فتركت الحقيبة و ذهبت للعمل و ذلك لأني علمت أنهم يريدون أن لا يشعر أحد
بتغير في حياتي ، ليبقى الموضوع سراً ، و بعد أن عدت من العمل ، دخلت المنزل وفتحت الحقيبة مرة أخرى وكان باقي
على إنفجار القنبلة سبعة عشر ساعة و نصف ، كنت خائفاً جداً من إكتشافهم للأمر لذلك أسرعت و ضغطت على زر
" مرحباً بك من جديد في لعبة الجحيم ، مهمتك الثانية هي نقل شاحنة مليئة بالبضاعة إلى مدينة أخرى ، لا يسمح لك
الإطلاع على محتوى الشاحنة و إن فعلت فقد خسرت ، عند دخولك لها سترى خريطة تبين لك الطريق الذي يجب أن تسلكه ، و ليس من الجيد لك أن تدع موظفين الحدود الإطلاع عليها ، أظن فهمت قصدي ، موعد التسليم هو يوم الجمعة (اليوم
الأثنين) ، رشوة ، قتل ، تسلل ، إقتحام ، أنت حرٌ في إستخدام أي طريقة لعبور الحدود الأمر عائد لك ، الشاحنة
على باب منزلك الخلفي ، أحذر من الكلاب البوليسية فكما تعلم حاسة شمها قوية ، نسبة صعوبة هذه المهمة بالنسبة للتي
تليها هي 75% ، و أنصحك بتعلم التصويب ؛ لأن ذلك سيفيدك في المهمات القادمة ، أهلاً بك في لعبة الجحيم " .
ذلك كان ما سمعته من ذلك المسجل اللعين ، ماذا أفعل ؟ لقد فعلاً بدأت الأمور تتعقد أي شاحنة التي علي إيصالها إلى مدينة خارج حدود مدينتنا ؟ و ما هو الذي داخل الشاحنة ؟ لقد بدى أنه مخدرات ، ولكن المصيبة أني لا أعلم القيادة !!!! ، ما هذا التعقيد . خرجت إلى الباب الخلفي و بالفعل وجدت الشاحنة كبيرة ذهبت إلى الباب الأمامي و فتحته و دخلت لأتفحصها فوجدت بها حقيبة ، فتحتها فوجدت بها خريطة كبيرة موضح عليها إلى أين أذهب بالشاحنة و قد كانت البلدة هي رنام التي تبعد عن بلدتنا 5 ساعات بالسيارة ، و وجدت 300 دينار و قد بدى أنها تكاليف الرحلة ، حقاً شكراً يالها من عصابة محترمة ، ما هذا الهراء ؟ و كيف سأذهب بهذه الشاحنة إلى مدينة تبعد عني 5 ساعات ؟ و كيف سأتمكن من منع موظفين الحدود من تفتيش الشاحنة ؟ اللعنة عليهم سأصبح مجرماً حقيقياً إذا بقيت معهم ، لكن لاشيء يثبت أن ما بهذه الشاحنة شيء غير مشروع ، لكن على الأغلب هو كذلك ، آخ ٍ يا رأسي . لم ألبث كثيراً و إذا بشخص يطرق باب المنزل ! ، ذهبت لأفتح الباب و كلي خوفٌ ، فتحت الباب و حينما رأيت الطارق قلبي يوشك على التوقف من الخوف ، إنه شرطي !!!!! و إذ به يقول قبل أن أتكلم بشيء تفضل معي أستاذ منير ، فقلت بلسان ٍ يرتجف : خير ماذا هنالك ؟ ، قال الشرطي : ستعلم حينما نصل إلى مركز الشرطة . و بالفعل أخذوني إلى مركز الأمن .