وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

زادك الله رفعة وعلما يا أخي الفاضل وجميع من قال آمين
الموضوع لامس وجداني فعلا
وكما يقول المثل " إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت "
إيه والله من كان قلبه خاليا من الحياء لا يُستبعد منه التصرف
بأي تصرف شائن أو قول ما لا يليق قوله
وعلى قدر معرفة العبد لله يزيد حبه في قلبه وينقص
و يزيد الحياء وينقص والناس متافوتون في ذلك
فليس الجميع يعرفون الله سبحانه حق معرفته
وشرهم والعياذ بالله من كان الحياء محذوفا من قاموسه منزوعا من قلبه
أسأل الله أن يبعدنا عنهم ولا يجعلنا منهم
من الحياء أن تذكر عند دعائك لله أنه يستحيي أن يرد يداك صفرا فيزيد حيائك منه
من الحياء غض الطرف والصوت عند مخاطبة أحد الوالدين
من الحياء أن نذكر أن الله يرانا في خلواتنا فنتجنب ما لا يرضيه من قول وفعل
من الحياء أن تعود لسانك على عدم التلفظ بألفاظ بذيئة وإن كان ذلك من باب المزاح
فالله يسمعك والملائكة تسجل عليك .. بل حتى في نفسك لا تشتم أحدهم وإن أساء إليك
فقط حياءً من الله لإنه يعلم السر وأخفى .. وليكن ديدنك الدعاء بـــ : اللهم أصلح ظاهري وباطني
والأمثلة على ذلك كثيرة طبعا

لنزر ع هذا الخلق الفاضل في نفوسنا
علينا أن نعرف الله بأسمائه وصفاته ونسأله أن يرزقنا الحياء منه سبحانه وتعالى
ونقتدي بخير الخلق محمد عليه الصلاة والسلام
وكذلك نقرأ في سير الصالحين و الصحابة رضي الله عنهم أجمعين
كعثمان بن عفان رضي الله عنه المشتهر بصفة الحياء لدرجة أن الملائكة عليهم السلام
يستحون منه
وأيضا نبي الله موسى عليه السلام كان معروفا عنه أنه يتصف بحياء شديد ..
اقرأوا تفسير قوله تعالى في سورة الأحزاب : (( يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا .. )) لتعرفوا قصة موسى عليه السلام مع ثوبه والحجر

وتعقيبا على نقطة مهمة ذكرتها " أنه ليس من الحياء عدم سؤال أهل العلم عن ما يجهل المرء حكمه "
هذا من الخجل وليس من الحياء .. هناك فرق شاسع بينهما .. فالخجل الشديد الذي يقيد الإنسان
ويمنعه من السؤال والنصح والإرشاد و النهي عن المنكر والأمر بالمعروف لا نفع منه
وضرره كبير جدا وهو عكس الحياء الذي لا يأتي إلا بخير
كأن تسأل بأدب وتنصح الآخرين بأسلوب لبق مهذب

موضوع أكثر من رائع .. أحببته كثيرا وودت أن يطول
لكن كما يقولون خير الكلام ما قل ودل

في أمان الله ..