السراب
بسم الله الرحمان الرحيم
هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى الرائع وقد أحببت ان أبدأ مشاركاتي بخاطرة من تأليفي
على أمل أن تنال إعجابكم .
وقفت أمام النافذة أعد حبات المطر , أراقب وجه الريح الغاضب , رأيت هناك في الافق البعيد
طيراً يقف على شجرةٍ , يطلق أجمل الألحان فتطرب الأوراق وتصفق , و النهر القريب يتدخل
بخريره الجميل , فتنطلق سمفونية الحياة معلنة ولادة جديدة وإذ بغرابٍ يظهر من بعيد ,
فتلاشى الأفق وغاب , وظهر السراب .
نظرت في نيران الموقد فسمعت ضحكات الأطفال , سمعت أسراب الحمام تهدل , سمعت
صوت الحياة العذب الرقيق , فجأة أتت أسراب الغربان بنعيقها , فخرست الأصوات وخيم
على المكان صوت الصمت المخيف , وظهر السراب من جديد .
زرع ذلك السراب في نفسي الخوف , فذهبت أبحث عنه , ولكن أين سأجدك أيها السراب ؟
بحثت عنك بين حبات المطر , وفي أكمام الأزهار , بحثت عنك بين ألحان الطيور وألوان قوس
قزح , بحثت عنك في عبير الورود وبين خيوط الشمس الذهبية , بحثت عنك بين قطرات الندى
وبين حبيبات ضوء القمر , بحثت عنك بين ضحكات الأطفال وبسماتهم , ولكن لم أجدك , زاد
خوفي منك ووقفت حروفي عاجزة أمام وصفك .
من أنت أيها السراب ؟ ما صلتك بالحياة ؟ بل ما هي الحياة ؟ الحياة غربان تزرع الشوك
لتحصد الألم والحزن , الحياة سمّّ نرضعه مع الحليب , الحياة عيون تعشق الدموع وتحقد
على البسمات. الحياة هي .................................... لم أعد أعلم شيئاَ .
لا يسمح بنقل هذه الخاطرة الخاصة تحت طائلة المحاسبة يوم القيامة . وشكرا لكم .
|