الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات
له الحمد في الأولى والآخرة وهو اللطيف الخبير
ثم الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن التوغل في الصحراء أعطاني صبغة جديدة ونظرة مختلفة عن البيئة القاسية القاحلة
خاصة أني ابن ذلك الجبل تلك السلسلة العاتية من الهضاب
فالرمال المتراقصة من فوق خوذتي أو قبتي فشعري
توترني حينا وتغضبني لأني لم أعتد على جو السماء الملبد بالحمرة المشؤومة كما هو في عرفنا
فمن عادتنا أن نستبشر بالسحابة المحملة بالأمطار التي تبارك لنا الزرع
فكم يجود علينا الكريم بفضله
فمطر غزير وبرد كثيف وثلج حريري الملمس عذب المذاق
وكم عصينا وأخطأنا وتجبرنا
فمنعنا من جنات وعيون
حتى لو كانت بهجة الفرح بسقوطه التي حيل بيننا وبينها في مكان قاحل
مليء بالأفاعي والعقارب كذلك العقرب الأخضر الصغير
الذي لم يكد يرى في حشائش الشوك المتناثرة والمتناحرة.
...................