.
.
.
السلام عليكم ورحمة الله اخوتي
ارجو ان ترحبوا بي فهذا أول موضوع لي في هذا القسم
اقدم لكم فصلي الاول من قصتي الاولى
بعنوان "طاولة لهو"
أرجو ان تعجبكم 
الفصل الاول :
كتابة مميتة
في زمان الاولين عند ملك عظيم رويت قصة ، حيث أن شاباً جاء الى الملك مرة، ليروي ما مر به ابوه من حيرة، فكانت جلسة عّْشاءْ وكان الوقت قد تجاوز المغيب، قال: يا ملك الملوك قد سمعت عن ابي الشيخ العِجاب، انه كان يرعى في المروج، معه بقر واغنام وحمار وكلبيه الحارسان، بعد الظهر كان قد مضى في السهول، سمع كلباه يعويان، فظن ان خطبا لحق بالبقر والاغنام، فهرع بسرعة نحو الصوت مصدوم، واذ بفتى صغير مدد بين الاعشاب وتملئه الجروح، صعق ابي بالصغير للحظة، ثم حمله الى كوخه الذي كان يبعد عنه مسير نصف نهار، وكان قد وضع الطفل فوق الحمار، وعندما وصلو الكوخ بدل ابي الشيخ ملابس الفتى ومسح ونظف الجروح، ثم ضمد ما ظهر، جلس أبي الشيخ بكرسيه الرجاج بجانب الفتى، وبدأ بتخيل المه الذي بدى، وقال في نفسه ما بال هذا الطفل ملقى بالمروج ومليأٌ بالجروح، هل من الممكن انه لقيط ام يتيم تم نفيه من بيته، واستمر ابي الشيخ بالتفكير، حتى غلب النوم ابي الكبير، حيث ان الوقت قد تجواز العشاء، وتبدل الازرق بالاسود كلونٍ للسماء، وعندما استيقظ ابي الشيخ في الصباح وجد الطفل مفقود، والملابس التي بدلها للفتى مرتبة في المكان الذي وضع الفتى فيه، فقام ابي الشيخ للبحث عن الفتى، فما ترك ابي الشيخ من مكان للبحث الا افتدى، ولم يجد للطفل من اثر، فعاد لكرسيه ليسرق نفساً ويحلل الامر، وعندما جلس ابي الشيخ لاحظ ان هناك ما قد كتب على احدى قطع القماش التي لبسها الفتى، ولان ابي الشيخ كان اميّاً لم يعرف ماذا كتب، قرر أن يبدأ رحلته إلى قريةٍ قريبة لإيجاد شخص ليقرأ عنه ما قد وجد، ويحل حيرته التي اشتدت والقلق، واستعد بما استطع، وانطلق نحو القرية بسرعة سير حماره، وبعد ان وصل ابي الشيخ القرية، اتجه مباشرةً إلى كاتب القرية، وعندما دخل إليه وجد رجل بدت على قسماته الحكمة ، فاتجه ابي الشيخ الى الرجل وقال: السلام على من اخذ من علم الله الإحسان، فرد الرجل: وعليكم السلام تفضل فو الله تبدو لي بسائل، فاسأل بطلبك وان شاء الرحمن إني لك إن استطعت فاعل، وبعد ان عّرف ابي الشيخ بنفسه وقال قصته للرجل، سأله قائلا: اتقراء لي ما كتب فانا اميّ وقد جهلت القراءة، فأمسك الرجل قطعة القماش وقال: يا سيدي قد كتب هنا، الى من عالج الغلام وطلب من ربه الإحسان أطلبك طلباً أخير، وأنتَ في ما أريد بسلام، أن تقابلني عند وادي اسموه وادي القمر، وذلك عند اكتمال هذا الشهر، شكر أبي الشيخ الرجل وكان في أمره قد ازداد شك وحيرة، وبالفعل قرر ابي الشيخ الذهاب، وانتظر الى اخر الشهر وذهب في رحلته الى وادي القمر، وكان في رحلته قد ابكر، حيث بقي للقاء يوم ونصف نهار، فجلس ابي الشيخ بجانب الوادي وتفكر، واذ برجل من مقابل الوادي قد مر، وقد لمح بعضهم لبعض لمحة، فعاد الرجل الى ابي الشيخ عندها، وقال: السلام عليك ايها الشيخ، فرد ابي: وعليك السلام، فقال الرجل: ماذا تفعل في هذا المكان وقد ملئه الإشاعات التي تهز الأبدان، فاحتار أبي الشيخ وقال: أي إشاعات ؟، فقال الرجل: في كل شهر في هذا الوادي وبعد العشاء بعدة ساعات، تقوم الجان لتفعل ما لا اعلم، فقد قيل لي انه ان مر احدهم من الوادي وقتها قتل، والله اعلم واقدر، فابتعد يا سيدي كان افضل، فضحك ابي الشيخ وقال: اعتذر، لكن قد استعجبت من كلامك وبدى لي كأنه مزاح، فهل انتَ حقاً بما تقول جاد؟، غضب الرجل من ردة فعل أبي الشيخ وغادر، وبقي ابي الشيخ في مكانه وقد كان صنع لنفسه مأوى، وبعد ذلك بيوم حيث لم يبقى للقاء الا ساعات قليلة، وبدأ يتفكر بما قد يمر به عند اللقاء، توقف الكلام بينما دخل على الملك والشاب الخدم يحملون بيدهم صحون ممتلئة بالفاكهة، وانتظر الشاب الخدم الى ان انتهوا من وضع الاطباق ثم عاد ليكمل القصة.
قال الشاب : يا ملك الملوك قد سمعت عن ابي الشيخ انه في وقت الغروب رأى جماعة تخرج من الوادي، وكانت الجماعة ترتدي اثواباً طويلة تبدأ من الرأس وتصل للأقدام لونها اسودُ لا تكاد ترى لها زاوية من شدة سوادها، كانو خمسة سادسهم قصير والاخرون اصحاب أطوال متفاوتة، اتجهو الى ابي الشيخ وقد قال في نفسه وقتها: هل هذا ما تحدث عنه ذلك الرجل، هل علي ان اهرب، وقد ملئ ابي الشيخ الرعب من اشكلهم المريبة، وقرر ابي الشيخ الهروب بنفسه، لكنه من الخوف تجمد في مكانه، ثم شعر أبي الشيخ بوخزه بكتفه الأيمن، وأحس كأن الزمان أصبح ابطأ من ما ألفه، وهو ينظر إلى الجماعة تمشي باتجاهه، ودقاتُ أبي الشيخ تزداد قوة، واحس بدوار صحبه صداع، وبالتدريج فقد واعيه، قاطع الملك الشاب قائلاً: ولماذا غشي على ابيك الشيخ ؟..، فقال الشاب: حقيقة الأمر أيها الملك أني لا اعلم، أخذ الملك نفساً ثم قال: أكمل ايها الشاب فوالله اني لا احتمل فضولي لإكمال القصة، شرب الشاب رشفة ماء وقال: أمرك يا ملك الملوك.
وقال الشاب: يا ملك الملوك قد سمعت عن ابي الشيخ انه استعاد وعيه في الصباح، فكان في مكان مفتوح، لا يظهر فيه طريقٌ أو اتجاه، سأل ابي الشيخ نفسه كيف وصل لهذا المكان، الا ان لا خيار له في هذا الوقت سوى النسيان، والمسير الان، فقرر ان يمشي بإتجه الشمس على امل ان يجد قرية او منزل، لعله يسأل عن مكانه، وبعد ان وصلت الشمس منتصفها، رأى أبي الشيخ منزلاً كبيرً فخماً وجميلً، أسرع أبي الشيخ باتجاهه وكأن هذا المنزل قد اصبح الامل له، وكأن النمل قد وجد القمح، وهكذا دق أبي الشيخ باب المنزل وكان المنزل أضخم من قريب، الا ان احداً لم يخرج من المنزل وازداد في صدرِ أبي الشيخ ذلك الشعور المريب، وجلس ابي الشيخ على الشرفة وقال سأنتظر صاحب هذا المنزل الغريب، فذلك اضمن لي من ان امشي مجدداً بلا دليل او رفيق، وبالفعل انتظر ابي الشيخ الى المغيب، واذ بصوت من داخل المنزل الكبير يزيد، صوت احتكاك سيوف، عندها بدأ أبي الشيخ بالهروب، لكن عند خروج ابي الشيخ من الشرفة، توقف الصوت، وفُتح باب المنزل الكبير، فتوقف أبي الشيخ عن الهروب، وذلك لان من فتح باب المنزل هو الطفل نفسه الذي انقذه ابي الشيخ، تجمد ابي الشيخ في مكانه للمرة الثانية، لكن هذه المرة من الدهشة، مشى الطفل بإتجه ابي الشيخ، الا ان ابي الشيخ كان لا يزال مندهشاً، وعند خروج الطفل من الشرفة وقف ناظراً إلى أبي الشيخ، وتوقف الكلام لان الملك قد أمر برفع الأطباق والطعام.
اكمل الشاب قائلاً: يا ملك الملوك قد سمعت عن أبي الشيخ انه بدأ بالمشي عكس المنزل الكبير، وكان قلبه سريعاً قوياً متعبَ الضمير، حيث أراد اخذ الطفل الصغير، لكن لدى الباب ظهر فارسٌ بدرعٍ لونه ولمعانه كالخنفساء، إلا انه اشد غمقً بكثير، ثم أحس أبي الشيخ بشعور جديد، وكان كأن قلبه الخائف بدأ بالتشجع والقتال قائلاً ماذا تفعل أيها الشيخ الجبان؟..، وبالفعل توقف أبي الشيخ عن الهروب، وقال أبي الشيخ في نفسه: ما الذي أفعله؟..، فعاد يمشي باتجاه المنزل بخطوات ثابتة، قدمً بقدمٍ جامدة، وتبدلت ملامح الخوف عن وجهه بملامح استقرار، وبدا بريق عينه بريق إصرار، وصار لديه سببٌ جديدٌ ليحرك جسمه الحار، وبينما مشى أبي الشيخ نحو الطفل خرج الفارس إلى الشرفة، وألتف الطفل برأسه نحو الفارس بطرفة، وقال الفارس: أأنت طالبُ الإحسان ؟..، أتعرف هذا الفتى؟..، وكان صوت الفارس نبيلاً هدئاً جميلً، تعجب أبي الشيخ وأحس باطمئنان، وقال: أظن أني أنا من ناديته بطالبِ الإحسان، ولا أعلم عن الطفل شيءً، لذلك وفقتُ أن أتي إلى لقاء وادي القمر، فأرجو أيها الفارس أن تشرح ليَّ الأمر، نزع الفارس خوذته التي كانت قد غطت وجه الفارس، وإذ بوجه الفارس مليءٌ بالندوب، حيث لم يظهر في وجهه مكانٌ غير مضروب، تحول الاطمئنان في قلب أبي الشيخ إلى قلق، لكنه أقنع نفسه بغير ذلك ليزيل العرق، قال الفارس :كم تريد من المال ؟..، صدم أبي الشيخ بالسؤال، وتبدلت ملامحه في الحال، ماذا تعني؟..، رد أبي الشيخ على الفارس، فقال الفارس: كم تريد مقبل اعتنائك بهذا الطفل ؟..، غضب أبي الشيخ وقال: أتسخر مني ؟..، قال الفارس: أنا مدينٌ لك لذلك سأعطيك المال، قال أبي الشيخ: إن أردت أن تسد دينك فجاوبني على كل سؤال، أخرج الفارس من درعه كيساً بحجم كف يد، ورمه باتجاه أبي الشيخ قبله بحد، وقال: هذا مالك خذه وغادر الآن أو لن اضمن لك سلامتك في هذا المكان، مرت لحظة صمت، وقرر أبي الشيخ أن يحمل الطفل ويهرب، وبالفعل تظاهر أبي الشيخ بأنه يريد أخذ المالِ وانحنى، وبسرعةٍ حملَ الطفلَ وعكس المنزل طريقاً جرى، لكن جري أبي الشيخ لم يستمر طويلاً، فقد رمى الفارس على أبي الشيخ جسماً كبيراً، تعرقل أبي الشيخ وسقط، وكان وطئ سقوطه قوياً لينهض، صرخ أبي الشيخ بالطفل وقال: اهرب بسرعةٍ في الحال، استل الفارس فأساً واقترب من أبي الشيخ إلى رأسه، رفع الفارس الفأس وتلاقت عينه بعيني أبي الشيخ ورأى بأسه، قال الفارس : انتَ من اختار وضرب الفارس بالفأس إلى عنق أبي الشيخ، صمت الشاب لدقيقة ثم قال بصوت حزين : يا ملك الملوك هذا كان نفس ابي الاخير وقد قتل على يد ذلك الفارس .
((نهاية الفصل الاول))
أرجو ان تكون القصة نالت على اعجابكم ...بإنتظار انتقداتكم وتعليقاتكم
