مرة أخرى تكتب بداية نهايــة جديدة وعلى عكس سابقاتها فهذه الأخيرة قد تحررت من قيود سيدهـــا وأعلنت عليه تمردهـــا
غير مدركـــة لطيــش افعالهـــا وقصر عمرها مقارنة به ، مقارنة بذاك الذي سترهـــا والبســها الظلام في كنف اعماق نفس
إنســــان أدرك سمو روحــه وقيمـــة نفسه .. وهو يصغى باحثـــا عن الهدوء الكامن في كيانـــه ، لينـــام جسده على انغـــام
الصخب الـذي إنبعــث من عتمة الظلال المتراقصــة بلا إنتمـاء او هكذا فسر الأمر .. هل سمعتــم يوما بظــلال تبعث بعضهــا
البعـض ؟ ظلاله لم تكن انعكاسا لاشياء بداخله تحجب النور ، النور شيء غيــر موجود في الفــراغ لكن تفاوت سواد الظلال
على نفسهـا هو ما حولها الى انعكاسات ،، لم يعرف أبدا الشيء الذي اطلق عليه الصاخبون إسم الأصل لكنــه يدري بوجوده
تطاولهم يوما بعد يوم مكنهــا من الخروج على هيئة زفيــر أرجواني بارد .. يومهـــا أدرك ان عليــه البحث عن أكثــــر جزء
مخفــي في تلك العتمة القاتمـة بغـــرض اخراجه للنـــور ، هذه المرة هو مدرك ان اخراج شــيء مماثل قد يعرضه للاندثـــار
في النور فيضيع . ما أعرفه اني اريد التخلص من الصخب بداخلي فأقهر سم النوم وأحرر أمورا أخرى تستحـق ان استمــع
لها ان أكتشفها أن أغزو ماهو ملك لي بعد ان كان رهينة للغموض .. خروجها لم يكن عفويا فكونها الأقرب الي جعلها تراني
كثيــــرا وتفهمنـي لتقع في عشقي وتبوح لي بسرهـــا وفي غفلة منهــــا اردت ملامستها لاجدهـــا تتلاشى أمامــي قائلة أخــر
أحجياتهـــا : " الغمـــوض سيفاوضك على اشياء غريبة ، اشياء غامضة تماما كاسمه ، سيطالب بفديـة .. أن تدخــــل بظلام
دامس يعجز العين عن فهم الموجود ، عقـل مغلوب وقلب مسلــوب ونفس ضائعـــة بيـــن الدروب . " .. في حيـــرة من أمري
نطق لساني متحدثا نيابة عني فسأل : " هل يمكنني أن أعرف يومـا ماهو لــي ؟ " لآسمـــع صوتا يشق طريقه عبــر صخب
الظلال وهو يجيب مسرعا : " تغلب على النسيان " !!