تلميحات ذكية منك وتساؤلات جمة مني، كان هذا ما أوقد فتيل ما بيننا، كانا كصخرتين احتكتا وكانت تلك الشرارة هي البداية. سيدي، برغم هدوء إعصارك بداخلي، لا زلت أتذكر، برغم محاولاتي لإخمادك لا زلت أتذكر، أتذكر بدايتنا كيف كانت، وكيف تسللت إلى فكري، يا إلهي، كيف لـ"كيف حالك اليوم؟" و "كيف كان يومك؟"، أن يكون أول جسورك إلى فكري، وأول مفاتيح قلبي، كيف للـ"كيف" أن تكون بهذا المكر. كنت شديد الاهتمام بتفاصيل يومي،كنت تحاول بكد لكي تظهر ذاك الاهتمام، لتظهر اكتراثك بدقيق تفاصيلي وطباعي، أتقنت إضرام تساؤلات ما كانت تخبو، ساعدك فضولي وطبعي التحليلي، وساعدك أكثر قلبي الذيما كان يفطن إلى أين سيمضي بعدها. في أول عام، أحببتُ انشغالي، أحببتُ إعمالي لطابعي التحليلي في أمر يحيرني، أمر يخصني، أحببت تساؤلاتي وكم كانت دافئة تلك الاحتمالات التي كانت تعبئ فكري. وبعد عام وألف محاولة وسؤال، أدركت أن عامي الجديد عام بالحق جديد لي، لا، لنا هي الأنسب هنا، عام جديد لكلينا ولخافقينا ، اعترافك الذي احتل صدارة أهم أحداث ذاك العام، كان كحضورك مفاجئ، صادم لحد ما، مستفز ومُلعثم، اعتراف ترافقه ابتسامة على سحنة سمراء، لم تكن رؤوفا أبدا حينها. •••• بعدل تلاوة عهود الحب بتهويدة قلبية، يهيمن القلب على كل شيء، هو المسيطر وهو المسير والمفكر •••• عامنا الثاني كان خليطا من كل شيء، مكتظ، مزدحم وممتلئ بكل حس يمكن أن يعصف بقلب لا يفقه في الهوى شيء،مضى سريعا ليأخذ معه شيء أفقد كل شيء توازنه، من فرط الحب ربما، اكتشفنا وكشفنا الكثر، مع كل شيء أعرفه، تصادمت بجوفي غيوم الحب وأمطرت خافقي بوابل من الشكوك، يحاول هو الأخر طعنها بسذاجة. أنهكني قلبي الذي يشفع لك لأخر رمق، وعقلي الذي أستيقظ حانقا عليه، فما توقفت الأمطار إلا وقد اتضح الكثير، تببن أني ربما لأعلم عنك شيء وربما أعرف الكثير لدرجة تبعدنا عن بعضنا، كنتَ ثورة بداخلي أيقظتْ خافقي، وعقلي الأن يخمدها، كنت الأول ولكن لم تكن ذاك الأول. أظنها ستة أعوام؟!، صادفك فيها، احببتني_ ربما _واسقطت لثام غموضك أمامي، قرأتك وحفظتك، وبعد عدد لا أحصيه من غصات أحكمت على قلبي قبضتها، رحلت أنا بذات باردة أدركتْ الكثير، وأنت مضيت غارقا بسرك أكثر. أعرفتك حقا؟! أم مثلما جئت مُلثما مضيت! •••• أن يتملكك الفضول تجاه أحدهم، إن كنت قويا فأبحث عما يسكن فضولك، سوى ذاك ارحل، فخلف المعرفة مكان ليس للضعفاء ••••