هِيَ تلك الطبيعة في الإنسان.
الإنسان بطبعه يبحث عن قائد..والقائد نفسه كان يبحث عن قائدٍ له _
شيء من المحتمل حصوله ومن المستحيل إستمراره ..كثيرٌ منا ينصدمُ عندما يكتشف
عيوب من يُحب "أقصد بالحب هنا حُب العزة والتقدير وليس الحب ذاته".
جملة أن "الإنسان يجب أن يكتشف عيوب نفسه قبل الآخرين" سليمة ولكنها غير دقيقة.
الأسلم والأدق هو أن مُعظم الناس بمختلف عقولهم ومسمياتهم الدينية والدنيوية يَحسبون أنفسهم
صريحين مع عقلهم -الخارجي-ولكن الصراحة وحدها لا تكفي. عندما تجتمع الصراحة والمَنطق
هُنا ينطق عَقلُكَ الباطني بأخطائك التي ستنصدم أكثر بها حيث أن الخلل لم يكن بمن تحب إنما كان بِكَ أنت.
أنا كـ "أحمد" أرى أن شخصيتي تحدني على أخطاء محدودة وشفافيَتي مع الآخرين أكثر من شفافيَتي مع نفسي. لأن أخطائي محدودة! لستُ مثالياً وأرتكب الأخطاء كل يوم ولكنني أتحدث عن كون لي عيوباً
وأخطاء كثيرة .. نعم لي عيوب ولي أخطاء ولكن بمصارحة الآخرين وجعلهم يقللون من أخطائهم
يساعدك هذا على تقليل أخطائك فـ بيئة كثيرة الفعل قليلة الأخطاء تقلل من أخطاءك ولا تحد منها
كنت سابقاً مليء بالعيوب لأن البيئة التي كنت فيها مليئة بالأخطاء والعثرات والكئآبة
لكنني صعدت بنفسي ووجدت لي هواية أستطيع أن أتعذر بها من أولئك الناس لأبعد عنهم وأقلل أخطائي أولاً
ثم أذهب وأصلح بيئتي بتقليل أخطائهم, يهمني المجتمع الذي أنا فيه لنفسي وليس للآخرين
لأنني إن أصلحت المجتمع فسأصلحه لنفسي والآخرين تلقائياً سيأتون صالحين لأنك أغلقت ثقوباً
كانت مليئةً بالعيوب والأخطاء .. كانوا يبحثون عن قائد وكنت أنت قائدهم الذي كنت يوماً تبحث عن واحد.
كـ أحمد يحب نفسه فالإصلاح كنت أفكر فيه لنفسي أولاً ثم يستفيد الآخرون دون أن ألقي لهم بالاً .
لأنهم إقتنعوا بطريقتك وتبعوك لأنك كنت قائدهم لأنك كنت مُرشدهم لأنهم يوماً ما سيكون كل واحد منهم قائد
وإن لم يكونوا كذلك سيبحثوا عن قائد جديد وإن لم يجدوا قائداً قعدوا على مؤخراتهم إلى أن إنتفخت بطونهم
لنسمي ذلك بأم العادات السيئة. الفراغ هو شيء لا تحس بخطره إلا بعد سنين وسنين وسنين وسنين من الفراغ
دون قائد دون أن تعمل شيء لأجل شخص أو دون أن تعمل شيء لأجل نفسك.