أنت كافر.
مضت 4 سنوات، ولقد كانت 40 سنة لهم .
الموتُ،الرهبة،الخوف،الإرتعاش،الإرتجاف،التوتر،البكا ء،الصراخ،الدموع
كلها ترجّلت في وجه طفلٍ بكى في ذلك اليوم .
بكى بكاءً ..شديداً، بينما هم يرشون طلقاتهم على الناس
وهو ينظر ويتمعّن في كل رصاصة تأتي في أحد من أحبائه
أو أحد من أصدقائه .. أو أحد من إخوته.
هو الذي كان ينظر لهم، بعدها نظر لنفسه وهو يموت.
النظر للنفس الميتة مُوجع، ونحن لا نحرك ساكناً.
لأننا لا نستطيع .. نخاف الخوف،الرهبة،الإرتعاش،الموت،البكاء
هم قبل أن يحصل ما حصل كانوا يقفون على ناصية أحلامهم...
ويضحكون.
أتى من إقتلع أحلامهم .. أتى من إنتزع أطراف أجسادهم.
ذلك الطفل السوريّ.. كان يحلم بأن يصبح ثرياً
ذلك الطفل السوريّ..كان يحْلم بأن يصبح طبيباً
ذلك الطفل السوريّ..كان يحْلم بأن يصبح مهندساً
والآن
ذلك الطفل السوريّ..يحلم بمسكنٍ أو بقطعة من العَيْش.
ذلك الطفل السوريّ..صرخ عليه وقال له أنت كافر.
فقتل ذلك الطفل، روح الطفل تألمت .. وأنّت وأنّت وأنّت ..ولا من مُنقذ.
أسأل الله أن يفرج عن سوريا كربها .
جميلة..كأناملِ مَن كتبها
.