عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-17-2010, 01:21 AM
الصورة الرمزية Đαяқ Ąʼnĝễĺ  
رقـم العضويــة: 18703
تاريخ التسجيل: Aug 2009
الجنس:
المشـــاركـات: 18,251
نقـــاط الخبـرة: 38
ابن القيم وحكاية الأم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





ابن القيم وحكاية الأم












ما أجمل تلك الحكاية التي ساقها ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين حيث قال:




وهذا موضع الحكاية المشهورة عن بعض العارفين ، أنه رأى في بعض السكك باباً قد فتح ، وخرج منه صبي يستغيث ويبكي ، وأمه خلفه تطرده حتى خرج ، فأغلقت الباب في وجهه ، ودخلت البيت الذي أخرج منه ، فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف متفكراً ، فلم يجد له مأوى غير والدته ، فرجع مكسور القلب حزينا ، فوجد الباب مرتجا فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ونام.




خرجت أمه ، فلما رأته على تلك الحال ، لم تملك إلا أن رمت نفسها عليه ، والتزمته تقبله وتبكي وتقول: يا ولدي ، أين تذهب عني؟ ومن يؤويك سواي ؟ ألم اقل لك لا تخالفني ، ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك والشفقة عليك ، وإرادتي الخير لك؟ ثم أخذته ودخلت





فتأمل قول الأم : لا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة والشفقة ؛ وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم : " الله أرحم بعباده من الوالدة بولدها " ؛ وأين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء؟





فإذا أغضبه العبد بمعصيته ، فقد استدعى منه صرف تلك الرحمة عنه ، فإذا تاب إليه ، فقد أستدعى منه ما هو أهل هو أولى به ، فهذه تطلعك على سر فرح الله بتوبة عبده ، أعظم من فرح الواجد لراحلته في الأرض المهلكة بعد اليأس منها.





يحكى أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: أحدنا يذنب ، قال: يكتب عليه ، قال: ثم يستغفر منه ويتوب ، قال: يغفر له ويتاب عليه ، قال : فيعود فيذنب ، قال : يكتب عليه ، قال: ثم يستغفر ويتوب منه ، قال: يغفر له ويتاب عليه ، قال: فيعود فيذنب ، قال: يكتب عليه ولا يمل الله حتى تملوا.



وقيل للحسن: ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود ، ثم يستغفر ثم يعود ؟ فقال : ودّ الشيطان لو ضفر منكم بهذه ، فلا تملوا من الاستغفار ، إن الهلاك كل الهلاك في الإصرار على الذنوب.



تحيـاتي

ملك القلوب
رد مع اقتباس