لوحة إلهية ...
جميلة ٌ انتي ولكن فوقَ ما وصِفا
فتنة ٌ اجتباكِ الله ُواغترفا
من الجنانِ ِ وأهدى جيدكِ قبسا ً
من الجلال ِ يضاهي القدسَ والنجفا
وصاغ َ وجهكِ من نور ٍ فخّرَ له ُ
ليس َطوعا ً بل آمرا ً وقد عكفا
على السجودِ بلا كِبر ٍ ولا أنفٍ
وكانَ يأبى وابدى العُلا أنفا
وجه ٌ تفائلَ من يحظى بطلعَتِهِ خيرا ً
فسبَّح بإسم ِ اللهِ وانصرفا
كأنهُ المزنة ُ الغرَّاءُ واضحة ً
أو أنه البدرُ في شهر ٍ قد انتصفا
وأما الشفاهُ إذا ما قلتُ مُسكِرة ً
قلتُ الحقيقة َ لازورا ً ولا كذبا
لله درُّكِ من ثغر ٍ كأنَّ بهِ
شهدُ الرضابِ مِنَ الفِردوس ِقد رشفا
يفوحُ منهما عبيرُ المسكِ
فاحتسبي للهِ قبلة َ ولهان ٍ إذا خطفا
وفي العيون ِ بحارٌ لاحُدودَ لها
من البراءةِ جبريلٌ لها وقفا
وراحَ ينهلُ مِنها فيضَ عاطفةٍ
بها يُعطّرُ أهلَ اللهِ في عرفة
من فازَ فيكِ فلن يلقى محاسبة ً
يومَ القيامةِ أو من خوفه وجفا
يا مقلة العين إن تبدين باسمة ً
فقد رفعتي حجابَ الغيبِ وانكشفا
فلا أبالي اذا ما الأرضُ قد خسفت بالعالمين
وزال الكون وانجرفا , فانتي جنة ُ الخلدِ لا زوال بها
وانتي موئِلَ عمري اينما وقفا
يامن تعلقَ بكِ القلبُ معتكفا ً
وما تعلقَ إلا بعدَ أن نزفا
فلا تتركيه على الأحزان ِ في كدر ٍ
وفي يديكِ دواءٌ للقلوبِ شفا
فقد أقسمتُ باللهِ بأن تبقينَ عاشقتي
فقد ورثتُ بكِ الأسلافا والخلفا
لا تعذبيني فإنَّ النفسَ عاشقة ٌ
تنقادُ حيثُ لها الشيطانُ قد عزفا
لولاكِ لولاكِ ما أ ُشعِلت قافية ٌ
تُضيئُ فؤادي كلما نطقا
والوعتاه ُ لقد أصبحتي نبضَ دمي
رُغم التعففِ زُلَّ القلب ُ وانحرفا
وما لغيركِ مالَ بي النظرُ
ولا لغيركِ دقَّ القلبُ أو رجفا
من سحرِ عينيك ادمى كلَّ جارحةٍ
وقد أ ُحلَّ دمي للمشتهي ترفا
اسري إلى ملكوتِ الحبِّ مُتَّخذا ً
من عينيكِ براقا ً للهوى كنفا
وما تنسّكَ في خديك معتمرا ً
إلا ليسمو على أقرانهِ شرفا
أنتِ النعيم وأنتِ الخلد من الازل ِ
والربُّ أودع َ فيكِ سِرَّه سلفا
وإن عبستي ربيعَ ليلةٍ عبق
وإن همستي كياني كُله نُسِفا
وإن غضبتي فأنسامٌ معطرة ٌ
وإن عشقتي فأنتِ فوق ما وصِفا