على قارعة الطريق! في ليلة الشتاء البارد

في أحدى ليالي الشتاء القارصة و الممطرة.....
خرجت من منزلي وما زالت تلك القطرات تنهمر فوقي
وقفت في إحدى الطرق لأتأمل شكل هذه القطرات التي
أراها تقول لي بأن الحياة مستمرة رغم ترانيم الوقت العصيب
ورأيت أنا وأصدقائي رجل عجوز يقف على قارعة الطريق
وفي عيناه دموع متبلورة من شدة البرد. وقطرات المطر التي
تنهمر فوقه وكأنها تهمس له شيئا بلغة ما لا يفهمها أحد سواه
ترى على وجهه الألم واليأس وشعرت بأن في داخل قلبه جرح
يتكلم ويتألم...
من الأوطان المنهكة بالوحل والطين والمغمسة بالعتمة و كذب
رجال الدين والساسة الكرام.
فوضعت يدي في جيبي وفعل أصدقائي نفس الشيء وأخرجت
بعض النقود و أردت أن أعطيها له لقد ظننت بأنه عابر سبيل
فتوجه إلي....
مددت له يدي ببعض النقود ولكنه رفضها وأعادها إلي ونظر
بوجهي وقال لي
أمل.. هل رأيت أمل هل عادت..؟
فأنزلت رأسي وهززته يمينا ويسارا وهمست ب لا لم تعد.
فسكت العجوز وظل واقفا قليلا وكأنه يريد استيعاب شيء
جديد شيء لا يود أن يفهمه.
فذهب رجل ومضى في الطريق وهو يسأل الناس والجواب
واحد وهو لا
فسألني صديقي من هي أمل؟.
فلم أجبه و بقيت أنظر لهذا العجوز على طول الطريق
يسأل الناس جميعا.....
فعاد إلي وهو يبتسم ابتسامة عريضة
ووضع إصبعه في وجهي وقال لي بكل ثقة
أنها ستعود.. أجل أمل لم ترحل موجودة وستعود
أما اليوم أو غدا أو بعد الغد ولكنها ستعود لأنها
لم تذهب بعيدا.