قسم القصص والروايات قسم يختص بالقصص والروايات من الإبداع الشخصي للأعضاء
(يُمنع المنقول منعًا باتًا) |
#1
|
||||
|
||||
خفقان قلبي قصة قصيرة
![]() إخواني أعضاء المنتدي وزواره... أولا وقبل أي شئ: أود الترحيب بكم جميعا في أول عمل لي في هذا القسم وأتمني من الله أن تنال تلك القصة القصيرة إعجابكم وأرجو ألا تبخلوا علي بنصائحكم الجميلة وردودكم الأجمل علي أمل أن أجد منكم النقد البناء الذي نسعي به للرقي بالمنتدي والآن أترككم مع القصة وهي بعنوان خفقان قلبي: ![]() ياله من يوم ....أبعد طول انتظار سأتأخر كل ذلك الوقت, مابال هذه المواصلات اللعينة تسير ببطء هكذا, وماذا حدث لهذا الطريق فجأة فأصبح طويلا بهذه الصورة وقد كان ينتهي كل يوم بسرعة. إنني ومن حين إلتحقت بالعمل في هذه الشركة منذ عامين وأنا أقطع هذا الطريق ذهابا وإيابا كل يوم ولم أجده أبدا بهذا الطول والملل قبل ذلك. يا الله... ماأجمل ذكريات ذلك اليوم الذي خطوت فيه أولي خطواتي نحو تلك الشركة لأعمل بها, كم كان مكتبي جميلا في عيني وقتها, فالعمل هنا كان مما أطمح إليه منذ أن إلتحقت بكلية الهندسة وتخرجت فيها, ولكم كنت عنيدة حين قمت بتلك الحملة ضد هذا المرض الفتاك الذي يصيب قلوب زميلاتي من حولي فلا يتركههن إلا وهم أساري عند الرجال بدعوي هذا المرض الذي يطلقون عليه اسم الحب ولكن هيهات أن أخضع له فأنا له بالمرصاد, حتي هنا في عملي أصبح الجميع يعرف عني هذا ويعلمون جيدا أني ضد أن أسلم قلبي لرجل أيا ما كان فطموحي أكبر من ذلك بكثير, أكبر من أن يسجن في زنزانة البيت. ولقد كان العمل في هذه الشركة الكبري أولي خطواتي ولن أترجع أبدا الآن مهما كانت الأسباب ولكن... ما يقلقني حقا هو شئ واحد....فمذ دلفت إلي مكتبي للمرة الأولي ووقعت عيني علي زملائي وخاصة هذا الشاب الذي يجاورني مكتبه خفق قلبي بشدة ولا أدري ما السبب, لقد مضت الأيام وهذ الإضطراب مايزداد إلا سوءا, فكرت مرارا في الذهاب إلي الطبيب ولكن شيئا ما بداخلي يقول ليس الحل عند الطبيب فكنت أرد قائلة إن الأمر بسيط ولا يستدعي الإهتمام أصلا, علي كل حال لقد قضيت أياما جميلة في هذا المكتب وبين هؤلا الزملاء. آه...لقد تذكرت أيضا ذلك اليوم الذي كنت فيه في مهمة عمل مع زميلي هذا الذي يجاورني مكتبه, إنه يكبرني بعامين فقط وهو حقا شخص وسيم يتمع بخلق عال وهو كذلك من أصل طيب, لقد طال بنا العمل في هذا اليوم كثيرا وشعرت بالتعب والإرهاق حقا وإذ به بعد نهاية العمل يطلب مني مرافقته إلي أحد المطاعم الفاخرة لتناول طعام الغداء,ولأنه كان أحيانا كثيرة يوصلني إلي البيت بسيارته في طريق العودة وكان دائما يقدم لي المساعدة فيما يصعب علي, فلم أستطع أن أرفض دعوته فأسلوبه المهذب وتلك النظرة التي أراها في عينيه ودائما ماتزيد من خفقان قلبي ولا أدري لما؟ كل ذلك جعلني أقبل في صمت ودون أدني إعتراض, لقد أخبرني حينها أن أمه تريده أن يتزوج وتلح عليه بشده في ذلك وتقول له دائما أنها تريد أن تري ابنه قبل أن تموت, أخبرني كذلك كم دار بينهما من جدال حول هذا الموضوع فهو يمتلك الشقة المناسبة ويعمل بوظيفة مرموقة وله دخل جيد فلماذا كل ذلك التأخير؟؟؟؟؟؟ وهنا ثار فضولي حقا وشعرت بببعض الحيرة من أمره فبادرته بسؤال: حقا لماذا لا تتزوج إلي الآن مادامت كل أمورك تسمح بذلك؟! فأطرق برأسه مليا حتي ظننت أني قد أخطأت بهذا السؤال وبادرت بالإعتذار غير أنه سبقني ورفع رأسه ثم نظر إلي عيني مباشرة فأحسست حينها أن قلبي سيتوقف من شدة خفقانه ثم همس قائلا: إنني أنتظر شخصا ما. ساد الصمت بيننا طويلا بعد تلك الكلمات ثم أوصلني إلي البيت ومضي دون أن ينبس ببنت شفة. لم يكن عندي أي وقت للتفكير في كلماته تلك لقد كنت مشغولة بعملي وعلي أي حال هو سيتزوج عاجلا أم آجلا. لقد سافر منذ أسبوع في رحلة خارج البلاد تخص الشركة واليوم هو موعد عودته إلينا, كلنا كنا نشعر بافتقاده فلقد اعتدت أنا رؤيته كل يوم ولمدة عامين متواصلين وكذلك الجميع, وهاهو اليوم الذي سيعود فيه ونحن جميعا كنا بانتظاره. لقد وصلنا ياآنسة...... أخرجني صوت السائق من بحر ذكرياتي الذي كنت هائمة فيه لأجد نفسي آخر من تبقي في الباص فنزلت مسرعة وتوجهت إلي مكتبي مباشرة ثم نظرت في ساعتي وأنا أدخل إلي الأسانسير فإذا بها تشير إلي تمام الثامنة والنصف تنهدت بعمق والتقطت أنفاسي: الحمد لله لم أتأخر. دخلت إلي حجرة المكتب ووجدت مكتبه لازال خاليا, من الواضح أنه لم يصل بعد, إنه علي وشك القدوم بين لحظة وأخري, إنهمكت في ترتيب أوراقي وإذ بالساعة تدق التاسعة... لقد تأخر نصف ساعة علي غير عادته. نعم.. نعم..إن الطريق مزدحم ولابد أنه سيصل في أية لحظة, مرت الدقائق كالجبال...إنها العاشرة....ولم يأت بعد. طرقات علي الباب...الحمد لله لقد أتي... لا..إنه ليس هو, إنه رئيس القسم... ياللعجب ما جاء به الآن ياتري؟!!! توجهت أعيننا إليه في صمت وارتسمت علامات الحيرة علي وجوهنا جميعا, فألقي علينا بالتحية في هدوء ثم قال: آسف إنني أحمل إليكم أنباءا ليست جيدة, لقد اتصل بي شقيق زميلكم أحمد وأخبرني أنه قد وافته منيته بالأمس إثر أزمة قلبيه والبقاء لله وإن شاء الله العزا......... لم أسمع بقية ماقال لقد خفق قلبي كما لم يخفق من قبل خفق وكأنه سينخلع من مكانه... خفق وكأنه ينزف دما... خفق حتي صم أذني وأوقف كل حواسي دفعة واحدة... خفق حتي أحسست أن الزمن كله قد توقف من حولي... خفق حتي لم أعد أسمع إلا خفقانه... كل ما دريته وعقلته في هذه اللحظة كان شيئا واحدا..... ...لقد مات أحمد... قابلت عيني تلك النظرات من حولي وكانت كلها موجهة صوبي مباشرة, ورأيت فيها كلها الحزن والشفقة علي حالي, فأحسست بذهول العالم كله يجتاحني لأنني وبعد عامين أدركت أني آخر من فهم... وعلمت من تلك التي كان ينتظرها... وأدركت أخيرا سبب خفقان قلبي... أدركت أني كنت غارقة في الحب... وأدركت ما هو أهم من ذلك كله... أنه قد فات الأوان. بقلمي: noda وفي النهاية أود شكركم علي سعة الصدر وأتمني ألا يكون قد أصابكم الملل وكل عام وأنتم جميعا بخير فاليوم هو أول أيام شهر رجب ![]() دمتم بحفظ الله ورعايته
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تعزف روح قلبي موسيقاها الشهيرة على أوتار قلبي | مجنون ليلى | قسم الأدب العربي و العالمي | 6 | 04-26-2011 07:58 PM |
قصة قصيرة | hassan.mahod | قسم الأدب العربي و العالمي | 2 | 09-15-2010 11:27 PM |
مـــــ كلمة تهتف فيها نبضآآآآت قلبي ــــآآآلوم قلبي | مالوم قلبي | قسم الأدب العربي و العالمي | 5 | 08-31-2010 06:54 PM |
ذبــ (ح) ـنـي قلبي الساگت ! ... متى قلبي عليه يبوح ؟؟ | الشاعر الأليم | قسم الأدب العربي و العالمي | 0 | 10-02-2008 12:20 PM |
شرح أسمعك تمشي وسط قلبي والناس تحسب مشيتك دق قلبي | العاشق 2005 | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 0 | 09-25-2008 08:11 AM |