عندما عاد أبو نواس

السلام عليكم

لشدة الفقر الذي أعوز أسرته دفعته أمه إلى عطار بالبصرة كمهنة يرتزقها، إلا أن نفسه التواقة للشعر كرهها.
إنه أبو الحسن بن هانئ من مشاهر شعرائنا الأفذاذ: وُلد في الأهواز بفارس سنة ( 145 هــ)ـ(وهي نفس السنة التي أُسست فيها مدينة بغداد على يد أبو جعفر المنصور.) كان يرغب في نظم الشعر الذي كان يسمعه ويحفظه من فطاحل شعراء البصرة . كان يحفظ أزيد من ألف بيت شعري قبل أن يصدر عنه بيت واحد .إنتقل إلى الكوفة التي كانت حينها من أعظم مراكز الفكر والثقافة ومنها إنتقل إلى بغداد مسقط رأسه والتي ابتدأت تمتلئ بالعلماء والأدباء كان شاعرنا لحظتها ولوعا بحضور مجالس الأدب واللغة ومخالطا دائم الحضور بين فصحاء العرب، يعي ويحفظ إلى أن سار من نوابغ زمانه شعرا وأدبا كما إطلع على الكثير من الثقافات الإسلامية والعربية بل والأجنبية.
رحل إلى الشام ومصر وأثناء تنقلاته إحتك بالشعراء والبلغاء ومدح الملوك والأمراء والقادة الذين قربوه منهم و بعطاءاتهم أغنوه فذاق نعيم البذخ ومن مخالطتهم عرف مكنونات القصور وترف الخواص فغرد في واديهم منتقما من فقره الذي ترعرع فيه فوالده لم يكن سوى جنديا متواضعا.
كان عصره بحق عصر استنبات لغروس الحضارة بخيرها وشرها بجدها وهزلها ويقينها وشكها وبحكم نشأته ومزاجه ودقيق بنيته كان أميل إلى اللهو والمجون ديدنه فيه ، ديدن معاصريه وفي مقدمتهم الشعراء وقد توسع هو وهؤلاء في اللهو كما توسع غيرهم في الزهد والدعوة (كأبي العتاهية). إلا أن نفسه الإنسانية كانت متنازعة الأهواء فكان يستشعر الندم فيعود للتوبة والإستقامة في فتراته سيما في شيخوخته ومن هنا أكثر النظم في الزهد وجزر النفس عن المعاصي وإخضاعها للتوبة إلى الله. وله في ذلك ما ينيف عن الخمسين قصيدة ومقطوعة لا تقل حرارة عن زهديات أبي العتاهية التي اشتهر بها . ولقد حج بيت الله الحرام إلا أننا لا نعرف أحدا من الشعراء نظم التلبية الخاصة بالحجاج الميامين منذ الإنطلاق حتى العودة كما فعل هو: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك. إن الحمد والنعمة لك والملك، لاشريك لك لبيك). فهل ننصف شاعر المجون كما عرّفوه لنا.
وحتى نعرف زهد هذا الشاعر التائب ولو في أواخر أيامه غفر الله لنا وله تعالوا معي لنقرأ هذه القصيدة التي تنم عن إخلاص في التوبة والإستغفار نظَََََمها بعد عودته وربما أثناء حجه.
إلهنا ما أعدلك **مليك كل من ملك
لبيك،فقد لبيت لك** لبيك إن الحمد لك
والملك، لا شريك لك
ما خاب عبدا أمّلك **أنت له حيث ما سلك ( أمّلك: جعل الله أمله )
لولاك يا رب هلك **لبيك إن الحمد لك
والملك، لا شريك لك
كل نبي وملك **وكل من أهلّ لك ( جاء تهللا بالتسبيح )
و كل عبد سألك **سبح أو لبّى فلك
لبيك إن الحمد لك
والملك، لا شريك لك
والليل لما أن حلك **والسابحات في الفلك
على مجاري المنسلك **لبيك إن الحمد لك ( على الطريق السالك ) لرحمته تعالى
والملك، لا شريك لك
يا خاطئا ما أغفلك **إعمل، وبادر أجلك ( قبل فوات الأوان )
واختم بخير عملك **لبيك، إن الحمد لك
والملك، لا شريك لك.
توفي شاعرنا رحمه الله بين سنة : 198 و 200 هــــ إنا لله وإنا إليه راجعون.

وتحيات عبد العزيز

مشكووووووووووووووووووووووووووور حبي عبود

السلام عليكم

ولكم مني أطيب التحيات وبالمناسبة لكم أرجو البركات

عبد العزيز

مرسيييييييييييييي

السلام عليكم

الله إمرسيك ياوردة الصباح

تحياتي وتقديري لإطلالتك الميمونة

عبد العزيز

مرسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي اختي الكريم